تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى الرحيل..رعاية المبدعين والإبداع نهج راسخ

ثقافة
الأربعاء 13-6-2012
فاتن دعبول

لأن الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية فقد أولاها القائد الخالد جل اهتمامه ورعايته، وسعى لإيجاد مشاريع قادرة على النهوض بالثقافة وتساعد المثقفين للاضطلاع بدورهم في مقاومة الغزو الثقافي بأشكاله

والحفاظ على الهوية العربية من جهة وفي تعزيز صلاتهم مع الناس ليكونوا أكثر فاعلية في بناء المجتمع من جهة أخرى،إضافة إلى الارتقاء بواقع الفن والأدب لرفع مستوى الشعب العربي باتجاه قضاياه...‏

وقد بدا هذا واضحاً في اهتمامه بالأدباء والمفكرين عن طريق تحفيزهم وتشجيعهم والوقوف إلى جانبهم،وهذا مالمنساه في مواقف عديدة فمن منا لايذكر اهتمام القائد الراحل بالكاتب سعد الله ونوس أثناء مرضه وعلاجه على حساب الدولة ورعاية منتجه المسرحي ليكون ساحة من الفكر وشاهداً على عصره..ولم تكن رعايته الأبوية داخل سورية للمفكرين والأدباء السوريين فحسب يد امتدت لتشمل الأدباء العرب ومنهم الشاعر الجواهري فقد تابع حالته الصحية باهتمام كبير كذلك الشاعر الكبير محمد عمران ومحمد الماغوط...والقائمة تطول وماهذا إلا دليل وشاهد حي على رعاية الأب القائد للثقافة والمثقفين، ولم تكن الثقافة لتتجزأ في عهده بل هي تشمل الفنون كافة ومنها الحركة التشكيلية التي كان لهانصيب وافر من الاهتمام حتى استطاع أن يجدلها مكاناً عالياً بين الفنون الأخرى،ولم لا ؟ ولطالما خط الفنان أمجاد وبطولات وملاحم شعبه، وكان العين الراصدة لعطاءات القائد الراحل والتي جاوزت حدود الوطن، ومن هذه العطاءات تأمين المقرات وصالات العرض لهم مثل صالة الشعب في دمشق، وصالة الباسل في اللاذقية وصالة الأسد في حلب.‏

وإقامة المراكز الفرعية وفتح المجال للملتقيات الفنية (النحت والتصوير وكذلك تكريم الفنانين الرواد ماترك أثراً طيباً في نفوسهم ودعم ذلك بإصدار العديد من القوانين التي من شأنها خدمة الفنانين وتلبية متطلباتهم...‏

وعلى الجانب الآخر توجه إلى بناء المراكز الثقافية في أنحاء القطر كافة مجهزة بأحدث التجهيزات إضافة للمعاهد الشعبية للثقافة والتراث والفنون ولم تكن فنون المسرح وقضاياه بعيدة عن اهتمامه بل توجه إلى تفعيل مديرية المسارح والموسيقا وتشكيل فرق المسرح القومي في معظم المحافظات السورية وإحداث المعهد العالي للفنون المسرحية ودار الأسد أكبر شاهد على التطور الفني والثقافي الذي وصلت إليه الحركة الثقافية في عهده...‏

ولم يكن حظ الدراما التلفزيونية وقطاعات الإنتاج في التلفزيون والسينما بأقل من ذلك من الاهتمام والرعاية والدعم لذا نرى هذه القفزة النوعية لها، واستطاعت من خلالها حصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير محلياً وعربياً وعالمياً وأضحى مهرجان دمشق السينمائي تقليداً دورياً يعزز دور السينما والعاملين فيها، للمساهمة في بناء وترسيخ ثقافة سينمائية رائدة.‏

وكذا نلاحظ هذا التوجه نحو مجال الكتب وإصدراتها وإقامة المعارض لها وتعد مكتبة الأسد مركزاً فاعلاً في تنشيط حركة الإبداع الفكري على اختلاف صفوفه وأشكاله...‏

ولعالم الموسيقا تم إحداث الفرقة السيمفونية الوطنية ومعاهد الموسيقا والباليه للاهتمام بالمبدعين الصغار والكبار.‏

وفي نطاق التنقيب الأثري فقد نشطت في ظل القائد الخالد وأقيمت المتاحف والمعارض وتم ترميم الكثير من المواقع الأثرية (الجامع الأموي) إذاً لم يكن عالم الأدب والثقافة والفكر بعيداً عن فكر ونهج القائد الراحل حافظ الأسد بل خصه بالكثير من رعايته واهتماماته ووضع المبدعين بمختلف اختصاصاتهم في المكانة التي يستحقونها من خلال التكريم تكريساً لإبداعاتهم..‏

وكان للإبداع والفن والفكر الدور الأهم في العملية الثقافية لرفد المجتمع بأشكال من التطور تكون مرآة تعكس حضارة شعب لطالما فخر بأمجاده وعراقته..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية