تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أعــــــلام خـــالــدون

كتب
الأربعاء 13-6-2012
يمن سليمان عباس

صنعوا تاريخاً من الثقافة والإبداع وتركوا إرثاً تتناقله الأجيال جيلاً تلو الآخر، إنهم المبدعون السوريون ماأكثرهم حين نريد أن نتوقف عند عطاءاتهم، علينا أن نختار ولكن الاختيار صعب، فأن تختار مبدعاً وتترك الآخر هذا يعني أنك لم تحسن الاختيار، ولكن لابأس أن نعد باقة عن هؤلاء المبدعين.

الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في كتابه الجديد«حراس الكلمة والموقف» نختار مجموعة أسماء يتناول حياتها وإبداعها بالدراسة والتحليل والنقد ومن هذه الأسماء علاّمة الشام أحمد راتب النفاخ وإحسان عباس وآخرون.‏

لماذا هذا الكتاب؟!‏

في مقدمته للكتاب يشير د. جمعة إلى أن الهدف منه التوقف عند عدد من حراس الكلمة والموقف ممن كان لهم تأثيرهم القوي في العلم والمعرفة وفي الإبداع والفن وفي البحث الأدبي والنقدي واللغوي عند العرب، وحين كان لكل مبدع فيهم رسالة مايهدف إليها فإن القارىء يمكنه أن يحمّل النص الذي تركه رؤى جديدة ورسائل متجددة تبعاً لرؤاه الذاتية والمعرفية، والنص العظيم هو الذي ينفتح على تلك الرؤى والتأويلات، أي إن النص الإبداعي الحقيقي يتجاوز الزمان والمكان إلى أفق غير محدود، أما النص الضعيف الجامد فإنه ينغلق على نفسه وصاحبه مهما استثمر القارىء موهبته والنظريات المعرفية والنقدية والفنية في قراءته.‏

ونرى إن كل من يتحدث عن مبدعي الأمة- خاصة- ينبغي ألا يغيب عن باله أثر دور النشر الخاصة والعامة في الانحياز لهذا المبدع أو ذاك أو لهذا الناقد أو ذاك لأسباب كثيرة، إذا تجاهلنا أثر الرسالة التي تبناها كل منهم ومدى ارتباطها بالأهداف الكبرى للثوابت الوطنية والقومية وللقيم الإنسانية والأخلاقية فكم من باحث أو دار للنشر لم يكن لديهما هم إلا المصلحة الضيقة.‏

ويختم د. جمعة أن هناك مبدعين آخرين لايقلون مكانة وشهرة عمن ضمهم هذا الكتاب لكن لابد من الاختيار، من هنا جاء العنوان حراس الكلمة والموقف فالكلمة وسيلة وغاية وهي أداة تعبير جمالية ونقدية حازت لدى كل منهم مكانتها فنطقت برسائل شتى وسخرت لخدمة ثقافة الأمة وهويتها.‏

إحسان عباس:‏

جبل العلم وبيت الحكمة من مواليد قرية (عين غزال) قرب حيفا في فلسطين عام 1920 انتقل إلى جوار ربه عام /2003/ وإذا كان الناس قد تنكروا له في جنازته فلم يسر وراءها إلا قلة قليلة فإن إنجازاته العلمية التي ضاهت تسعين مصنفاً فضلاً عن مقالاته ومراجعاته للعديد من الأعمال دلت على أنه كان جيلاً في العلم متعدد القمم وبيتاً في الحكمة والتبصر قلّ نظيره.‏

منح عباس عدداً من الجوائز منها: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي سنة 1981- جائزة جامعة كولومبيا الأميركية للترجمة سنة 1983 جائزة سلطان العويس سنة 1992ونال عدداً من الأوسمة مثل: وسام المعارف اللبناني سنة 1981 ووسام القدس سنة 1998.‏

وكان قد حصل على شهادة الماجستير من جامعة القاهرة عام 1951 وشهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها 1954 عن رسالته بعنوان (الزهد وأثره في الأدب الأموي).‏

من مؤلفاته: الحسن البصري- رسائل ابن حزم-أبو حيان التوحيدي- الشريف الرضي- ديوان لبيد بن ربيعة- شعر الخوارج- ديوان الصنوبري- ديوان كثير عزة وغيرها..‏

شفيق جبري: شاعر الشام‏

ولد جبري بحي الشاغور بدمشق عام 1898 وتوفي عام 1980 بدرت نباهته منذ وقت مبكر فهو شاعر ناثر باحث ناقد لغوي أستاذ جامعي، عين في دائرة المطبوعات بوزارة المعارف عام 1918 وكان وزير المعارف آنذاك، محمد كرد علي وهو الذي اختاره أمين سر له عام 1920 ورشحه لعضوية مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1928.‏

عمل أستاذاً محاضراً في معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة وكان يتقن اللغة العربية ومثلها الفرنسية ثم تعلم الإنكليزية، تميز جبري بالنباهة والرهافة والمشاعر الفياضة وأحب العزلة ومما قاله بدمشق:‏

حلم على جنبات الشام أم عيد لاالهم هم ولا التسهيد تسهيد‏

اتكذب العين والرايات خافقة‏

أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد‏

لو جاء داود والنعمى تضاحكنا‏

لهنأ الشام في المزمار داود‏

على النواقيس أنغام مسبحة‏

وفي المآذن تسبيح وتحميد‏

نزار قباني وارتعاش الروح‏

نزار قباني شاعر عربي ذو نكهة خاصة وناثر ذو أفكار متميزة ودقيقة ودبلوماسي من نمط رفيع ، مبدع اخترق المألوف استطاع ابتكار تجربة متكاملة ميزته عن غيره. ولد بحي مئذنة الشحم بدمشق عام 1923:‏

فتح الشاعر نزار قباني كانون إبداعه على تعرية الواقع العربي الآخذ في التردي والتراجع وأخذت كلمات قصائده تتفجر ببراكين النقمة والثورة ومما قاله : أنا شاعر مزروع كالرمح في الزمن العربي... أنا أدميه وهو يدميني».‏

كما شكلت المرأة وقضاياها الاجتماعية عبقرية نزار الشعرية مثلما شكلتها دمشق وثقافة العروبة الزاهية، فقضية المرأة لم تكن قضية عابرة لديه هي جزء من الزمان والمكان والثقافة والعقيدة .‏

عشق دمشق واحبها حتىالنخاع وهوالقائل :« في دمشق لاأستطيع أن أكون محايداً ، فكما لاحياد مع امرأة نحبها فلا حياد مع مدينة أصبح ياسمينها جزءاً من دورتي الدموية وأصبح عشقي لها فضيحة معطرة تناقلتها أجهرة الإعلام».‏

محي الدين البرادعي‏

مبدع وناقد مسرحي ولد في يبرود سنة 1934 وتوفي فيها عام 2008 ، زاد إبداعه على 53 عملاً بين 18 مجموعة شعرية و20 مسرحية شعرية و8 مسرحيات نثرية مع الملاحم والسير، و7 دراسات أدبية ونقدية وكان أول ديوان صدر له بعنوان (أنا شيد للأنصار) سنة 1969 وآخر مجموعة شعرية بعنوان ( يوم غابت فاطمة سنة 2003 يقول في إحدى قصائده:‏

أمتي تمشي بأعماقي لاأمشي تتحداني‏

إذا ماشئت عن درب هواها هربا‏

وتنادي عبر أنفاسي من مأرب حتى القدس‏

حتى ميسلون: أنت مني‏

حالب الناقة في الصحراء‏

أو كنت بنار القدس يوماً حطبا.‏

‏

الكتاب: حراس الكلمة والموقف - المؤلف: د.حسين جمعة - الناشر: اتحاد الكتاب العرب‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية