في المباراة الأولى تدخل البرتغال مباراتها مع الدانمارك واضعة نصب عينيها هدفاً واحداً وهو الفوز ولا شيء سواه.ويأمل محبو البرتغال أن يتحوّل الضغط الكبير الذي يواجهه كريستيانو رونالدو ورفاقه من جماهير بلاده والصحافة، إلى حافز إيجابي ليستعيد (برازيليو أوروبا) شيئاً من مستواهم لاستعادة الصورة التي عودوهم عليها.ويمكن القول أن رونالدو أصبح أمام مفترق طرق، لاسيما بعد المستوى المتواضع الذي ظهر به أمام ألمانيا في المباراة الأولى، والتي عجز فيها عن هزّ الشباك، فإما يثبت للجميع أنه قادر على قيادة بلاده نحو أدوار متقدّمة ، أو يكتفي بدور الكومبارس وبشرف المشاركة والخروج من الباب الضيق، ما إذا انتهت المباراة بخسارة جديدة.في الجانب الآخر، سيسعى أبطال أوروبا 1992 ، إلى مواصلة الانطلاقة النارية التي استهلوها بفوز مستحق على هولندا الزاخرة بالنجوم والمرشّحة الأكبر قبل بدء المسابقة للفوز بها. عموماً .. لا يمكن إعطاء الأفضلية لأي من المنتخبين، فكلاهما طامح للوصول إلى رُبع النهائي عن المجموعة التي تضمّ أيضاً ألمانيا وهولندا الساعيين بدورهما في المباراتين المتبقّيتين لتحقيق ما هو ممكن لضمان التأهّل.وقد تستفيد الدانمارك من نتيجة المباراة الأخرى، إذا انتهت بخسارة لهولندا أمام المانشافت، مما يقربها من الدور القادم في حال تحقيق أية نتيجة غير الخسارة.وفي المباراة الثانية يَعُجّ منتخبا هولندا وألمانيا بنخبة من ألمع نجوم اللعبة على مستوى العالم صحبة إسبانيا، وانطلاقاً من هذا المُعطى يمكن إجراء مناظرة بسيطة فيما يتعلّق بمفاتيح اللعب في تشكيلتي فان مارفيك ولوف.ينطلق الهولنديون بدعمات أساسية عديدة تتركّز أغلبها في خط الهجوم، حيث يمتلك أريين روبن وصانع الألعاب ويسلي سنايدر والهدّاف روبين فان بيرسي، ورجل الخبرة مارك فان بوميل إضافةً إلى عدد من اللاعبين على غرار رافائيل فان درفارت و كلاس يان هانتيلار ، لكن في مقابل هذه الطفرة الهجومية يعاني الخط الخلفي الهولندي من ضعف كبير أحد أسبابه المؤثّرة غياب المدافع الممتاز يوريس ماتيسن بداعي الإصابة.أما في الجهة المقابلة تزخر صفوف الألمان بلاعبين رائعين تربط بينهم ديناميكية كبيرة، حيث يتمتّعون بجاهزية بدنية عالية وحضور ذهني متميّز وأداء تقني ناجع بفضل عدد من النجوم يتقدّمهم مسعود أوزيل وسامي خضيرة وباستيان شفاينشتايغر وماريو غوميز، إضافة إلى صمام الأمان مات هوملز والقائد فيليب لام والعقرب ميروسلاف كلوزه علاوةً على عدد من الطاقات الشابة على غرار ماريو غوتسه وماركو ريوس.أما عن نقاط الضعف فلا هفوات واضحة حتى الآن عدا بطء الحركة الذي صبغ أداء ألمانيا في المواجهة الأولى أمام البرتغال والذي ردّه بعض الفنيين إلى معطيات تكتيكية بحتة كانت مقصودة من السيد لوف.بالمختصر المفيد سوف نكون على موعد مع قمّة شرسة داخل القمّة على مقعد البدلاء، وهو الحوار الأكثر تشويقاً بين الفكر الهولندي من جهة ، الساعي إلى تجاوز تبعات عثرة الدانمارك وفتح صفحة جديدة مع اليورو، والعقلية الألمانية من جهة أخرى الراغبة في حسم الأمور وقطع داء التشويق تفادياً لأية سيناريوهات غير محسوبة من جهة أخرى.‏