تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معرض ابداع الطفولة.. أطفالنا يرسمون آمالهم..

مجتمــــع
الأربعاء 13-6-2012
متابعة: علاء الدين محمد

إذا أردت أن تتعرف على عوالم الطفولة فاصغ إلى حديثهم تعلم منه العفويه.. والصدق.. الأريحية في التعاطي مع الآخر دون تكلف، إذا أردت قراءة مشاعرهم وأحاسيسهم فما عليك إلا الاطلاع على رسوماتهم التي تخبئ بين جنباتها كل أمنيات ورغبات وأحلام الطفولة.

فكل لوحة فيها حكاية طفل مع أسرة وعائلة، وكل لوحة فيها خبايا من الأسرار والقصص التي لطالما نحن الكبار عندما نراها في لوحة طفل عبر إيماء نركن إليها ونتأملها بشغف مستحضرين في ذاكرتنا تلك اللحظات الدافئة والحميمية لطفولتنا. فلهذا نقول من يتابع معرض رسومات الأطفال في المركز الثقافي الروسي بدمشق بمناسبة اليوم العالمي لحماية الأطفال يشعر بفيض مشاعرهم وجمالية انفعالاتهم المعبرة بشكل أو بآخر عن ذواتهم وتطلعاتهم التي عبروا عنها بالخط واللون، رسوماتهم تقدم جرعه معرفية بصرية للمتلقي فيها الكثير من المفردات الجديدة التي لا تقل أهمية في بعض الأحيان عن لوحات وأعمال فنانين كبار. على هامش المعرض كانت لنا وقفة مع عدد من المشاركين والمشاركات.‏

أسرتي‏

الطفل كرم جنبلي: شارك بلوحة واحدة تمحورت حول أسرة مؤلفة من أب وأم وأطفالهم الثلاثة ويقومون بحزم أمتعتهم للقيام برحلة حاملين معهم كل ما يلزم من طعام وشراب لوحة حنبلي تجسد أجمل المشاعر التي يتمناها ويحبها ضمن إطار جو عائلي تسوده الألفة والمحبة والدفء وهذا ما تبديه مفردات اللوحة ، الأب يلعب مع الأطفال والأم تلوح بيدها لابنها الذي ابتعد عنها قليلاً، فاللوحة توحي بالكثير الكثير من الأفكار التي يصعب على الكبار إبرازها واحضارها، فالحقيقة عالم الطفولة ملهم ومعلم للكبار فعندما سألته من أين جاءتك الفكرة لرسم هذه اللوحة أجاب كنت أتابع التلفزيون فشاهدت العائلة وأحببتها ولهذا قررت رسمها علماً أنني كنت أتمنى أن أكون معهم في هذا الرحلة وعندما علم أبي أن هذا هو سبب رسمي للوحة قرر على الفور أن يأخذنا سيران ونأخذ معنا كل ما لذ وطاب وفي نهاية الحديث مع الطفل كرم قال لوحتي جميلة حتى لو لم تعجبك؟!‏

أما الطفلة يسرى المرستاني لوحة البحر فقالت أنا شاركت في هذا المعرض بلوحة البحر وأنا أحبه وأتمنى أن أكون قريبة منه، أتمشى على شاطئه أتأمل صمته وأراقب هيجانه وأشبهه في هذه الحالة إلى أمي وأبي عندما يغضبون منا وأيضا يشبهونه في هدوئه في أغلب الأوقات ،لكن حبي للبحر حالت الظروف الصعبة التي تمر بها سورية بيني وبينه لذلك قررت أن أنقله إلى عندي أختزله عبر لوحة صغيرة أتأملها أشكو له عن الظلم والحرمان الذي يتعرض له أطفال سورية جراء الاعتداء عليهم وقتلهم بدم بارد وأنا أعلم أن البحر غاضب من كل المتآمرين على سورية وأطفالها.‏

إعمار وبناء‏

الطفل ميار بشارة: شارك بلوحة عبر من خلالها عن حبه للإعمار والبناء فرسم بيتاً شامخاً أراد أن يقول من خلال هذه الرسمة إنه يكره الخراب والهدم والحرق ويحب البناء والازدهار.‏

أما الطفل فارس بشارة فرسم مسيرة مؤيدة للوطن والأعلام ترفرف فوق رؤوس الناس، فلوحة هذا الطفل فيها صدق الانتماء والحب للوطن.‏

بشكل عام الرسوم معبرة عن رغبات الأطفال، علماً أن الطفل لا نستطيع تقييمه كما الكبير، وتحديداً أهدافه من الرسوم، فغاية ما يتمناه الطفل هو أن يقدم لوحته التي أحبها ورسمها للناس دون أن يعترضه أحد أو يقول له احذف من هنا واستخدم اللون هناك.. دعه وشأنه يرسم كما يحلو له.‏

الأطفال مثل الأرض‏

مها محفوظ رئيس فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين قالت: أقمنا هذا المعرض بمناسبة اليوم العالمي لحماية الأطفال، لأنهم رجال الغد وهم المستقبل بعينه، همنا الأساس هو تأمين الأجواء المسلية والمفيدة لهم ليبدعوا ويعطوا كما يجب فالأطفال مثل الأرض كلما أعطيتهم أعطوك تأتي أهمية هذا المعرض وتحديداً في ظل هذه الظروف القاسية والمؤلمة التي يمر بها الوطن، من أنه مصدر لسعادة الأهل بأطفالهم الصغار، فكلما كانوا سعداء انعكست هذه السعادة عليهم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تعرف الأطفال لبعضهم البعض في مثل هذه النشاطات يشكل لهم حافزاً على الإبداع والعطاء أكثر فأكثر.‏

يحتاجون إلى الدعم‏

وللفنانة صريحة شاهين رأي في هذه الرسوم، حيث قالت: الواضح أن لدينا مواهب وهي بحاجة إلى رعاية ودعم وهؤلاء الأطفال قدموا أعمالاً متنوعة ومتعددة المواضيع.. أعمال عديدة تشي بقدرات جيدة جديرة بالاهتمام والمتابعة، والملاحظ أن لديهم أعمالاً تجريدية وكاريكاتيرية، ولديهم أفكار أكبر من سنهم فلذلك عديد من اللوحات تضاهي أعمال فنانين تشكليليين لذا نتمنى من أصحاب هذه المواهب أن تحافظ على مستوى إبداعاتها وأن تسعى لتطويرها، فمثل هذه المعارض تقدم للطفل على الصعيد الشخصي التحريض على الرسم والجرأة وروح التنافس الإيجابي، وما علينا إلا رعاية هذه المواهب وتعزيز ثقة الطفل بنفسه كي يعبر عن نفسه كما يحب ويرغب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية