إن هذا المشهد بدأت ملامحه تظهر من خلال العمليات الإرهابية التي تنفذها مجموعات اجرامية مسلحة ، من خلال عمليات القتل والخطف والاغتصاب،وتخريب المؤسسات العامة والخاصة.
ونتيجة ذلك ، فإن الساحة السورية هي محط أنظار الغرب وبعض العرب ، وتركيا ، في محاولة منها لتحقيق مكسب في سورية ، ولكن هذا على ما يبدو صعب المنال والتحقيق، لأن التحرك الشعبي العارم في الشارع السوري ، تأييداً لمشروع الإصلاح والحوار الذي يقوده الرئيس بشار الأسد،قلب الطاولة رأساً على عقب ، وجعل القوى المعادية لسورية، والمتآمرة عليها ، تعيد النظر في حساباتها . وأن محاولة الإدارة الأميركية بعد انهزامها في العراق ، بتحقيق مكاسب سياسية من خلال سورية، غير وارد على الإطلاق ، لأن القيادة في سورية لو كانت في موقع المساومة على ملفات عديدة في المنطقة ،لكانت أقدمت على هذه الخطوة منذ زمن طويل.
وما يحصل حالياً في بعض المناطق من خلال وجود بؤر أمنية ، ليس هدفه إلا الإرباك الأمني ، وإلهاء سورية عن مواجهة المشروع الأكبر ، ولذلك ما نشاهده في المنطقة من خلال الحملة والحرب الكونية على سورية ، هو بمثابة استنفار عام لكل قوى المشروع الأميركي في المنطقة .
وقديماً قيل نباح الكلاب لا يضر بالسحاب ، وقافلة الحق في سورية تتربع أكتاف ثلاثة وعشرين مليوناً من السوريين تقودهم قيادة حكيمة يساندها جيش قوي متماسك ، يحمي الشعب ويوفر له الأمن والأمان ويحبط كل الهجمات والمؤامرات ويرميها في هاوية اليأس المرير.
إن سورية في هذه المرحلة تخوض المعركة نيابة عن جميع العرب وعن قوى المقاومة في المنطقة، خصوصاً وأن الولايات المتحدة تضع كل أوراقها وثقلها لزعزعة الاستقرار في سورية ، محاولة ضرب المشروع المقاوم لها ، والذي يتمثل بالتواصل السياسي والاستراتيجي الذي ستكون نواته الأساسية ايران والعراق وسورية ، وهذا ما تحاول الإدارة الأميركية منع تحقيقه بأي ثمن ، لأن نجاح هذا المشروع ، سيساهم في احباط المشروع الأميركي كله في المنطقة .