واضاف الكاتب في مقال نشر امس ان جميع الحقائق تؤكد ان تدخل الولايات المتحدة وحلفائها في سورية بدأ بالفعل منذ ان قامت بدعم المعارضة السورية المتشرذمة المقيمة في الخارج قبل ان تقوم في الآونة الاخيرة بزيادة الضغوط من اجل تدخل عسكري غربي في دولة عربية اخرى رغم النتائج الكارثية لتدخل حلف الناتو في ليبيا والذي ادى الى ازدياد عدد الضحايا بنسبة وصلت الى 15 ضعفا وترك الاراضي الليبية لامراء الحرب والفوضى والتعذيب والتطهير الاثني.
ولفت المحلل ميلين الى ان الديكتاتوريات الخليجية بقيادة السعودية صعدت في الاشهر الاخيرة من تدفق الاسلحة والاموال الى المجموعات المسلحة في سورية في الوقت الذي وفرت فيه تركيا قاعدة لعبور الحدود بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي تقوم بدعم المجموعات المسلحة.
وحذر ميلين من ان اي تدخل عسكري في سورية سيكون له نتائج كارثية ومدمرة بشكل اكبر وسفك المزيد من الدماء منبها من ان الولايات المتحدة واتباعها الخليجيين يحاولون اشعال صراع طائفي في المنطقة.
وانتقد المحلل ميلين طريقة تغطية الاعلام الامريكي ووسائل الاعلام العربية التي تسيطر عليها دول الخليج للاحداث في سورية وتقديمها على انها احتجاجات مطلبية مؤكدا ان الازمة السورية لها العديد من الابعاد وتأتي كجزء من الحرب الغربية السعودية ضد ايران وحزب الله وكذلك العلاقة التي تربط بين سورية وايران مشيرا الى تصريحات جيمس روبن مساعد وزير الخارجية في ادارة الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون والتي قال فيها ان التدخل الامريكي في سورية عمل يستحق المخاطرة بالقيام به لانه لن يكون لايران عندها موطئ قدم على البحر المتوسط يمكن ان يهدد اسرائيل.
ولفت المحلل الى ان الولايات المتحدة وحلفاءها يدعون ظاهريا تأييد خطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي انان لوقف العنف وبدء الحوار في الوقت الذي يقومون فيه بكل ما من شأنه افشال الخطة مشيرا الى الموقف الروسي والصيني المؤيد لخطة انان من اجل حل الازمة السورية.
وختم المحلل مقاله بالتأكيد على ان الطريقة الوحيدة لضمان تسوية دولية عبر الحوار تسمح للسوريين بتقرير مستقبلهم هي قيام الولايات المتحدة وحلفائها باعطاء فرصة لخطة انان لان نتائج التدخل العسكري لا يمكن التكهن بها.