تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث .. خذوا الحكمة...

آراء
الخميس 16-1-2014
 د. اسكندر لوقا

ليس غريباً أن يتحدث مسؤول أميركي رفيع بموضوعية وبحكمة أحياناً في سياق تصديه لحدث ما يستحق الإشارة إليه. وحين قيل خذوا الحكمة من أفواه المجانين، لم يكن عبثاً قول مثل هذه الحكمة بحد ذاتها، بيد أن الحكمة عندما تصدر عن عضو في مجلس الشيوخ الأميركي على سبيل المثال، فذلك يعني أن ثمة رؤية عاقلة بل وثاقبة لحدث راهن في زمان إدلائه برأيه في المسألة التي تعرض لها.

في سنة 1953، أيضاً على سبيل المثال قام عضو مجلس الشيوخ الأميركي آرثر ووتكينز بجولة في عدد من بلدان الشرق الأوسط، وأمضى أياماً لا ساعات فقط متنقلاً من بلد إلى آخر يستطلع آراء السكان حول مستقبلهم في سياق الوضع المتأزم الذي كان يلف المنطقة ككل.‏

ويذكر أن عضو مجلس الشيوخ حين عودته إلى نيويورك قال رداً على سؤال بالحرف:« إن الموقف في الشرق الأوسط ينذر بالانفجار، وإنه لمن الصعب أن يمنع الإنسان من العمل على استرداد ممتلكاته أو الانتقام لأهله وأصدقائه».‏

ونحن سكان المنطقة نادراً ما كنا نسمع مثل هذا القول الصريح والواضح فيما يتصل بشأن الصراع بيننا وبين أعدائنا الصهاينة، ومن هنا أهمية هذه الحكمة التي نطق بها السير آرثر ووتكينز وبالتالي لم يحاول أن يداري أحداً سواء في مجلس الشيوخ أو في الكونغرس الأميركيين. وليس بين أيدينا ما نتج عن تصريحه هذا الذي ينبه فيه إدارته بالدرجة الأولى حتى تتفهم الوضع في المنطقة وتقرأ ما يمكن أن يؤدي إليه إذا ما تفاقم أكثر مما هو عليه مع مرور الوقت.‏

وبالعودة إلى عبارتي الانفجار، الانتقام، تحديداً يمكننا استخلاص ما جرى على الأرض منذ خمسينيات القرن الماضي وما يجري حتى الساعة، حيث العزم على استرداد الممتلكات والانتقام وسوى ذلك من تبعات غرس الكيان الصهيوني على الأرض العربية بعد استلابها من أصحابها الشرعيين بذريعة أرض بلا شعب وشعب بلا أرض كما هو معروف.‏

إن رؤية السير آرثر موضوعية بكل معايير قراءة الحدث الذي لم يكن مبرراً لو لم تكن الأطماع الاستعمارية تسيّر البعض من دول الغرب لاستحواذ ما لا يحق لها من طرد ملاكها خارج ممتلكاتهم من الأصلية بشهادة التاريخ ومن ثم الإمعان في إذلالهم وهم على مقربة أمتار ربما منها على نحو ما هو جار في الوقت الحالي في العديد من المواقع المطلة على أرض الأجداد والآباء في الأراضي العربية المحتلة.‏

تُراه السير آرثر مازال في موقعه أم أن ثمن جرأته وموضوعيته كان كثمن آخرين كانوا جريئين وموضوعيين في سياق قراءة أحداث منطقة الشرق الأوسط فأصبحوا خارج إدارتهم التي احتوتهم لأنهم «خانوا» الأمانة بحسب ادعاء أولياء أمرهم؟‏

أجل خذوا الحكمة ولكن من أمثال السير آرثر لا من سواه في أيامنا هذه.‏

">iskandarlouka@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية