الذين يؤكدون أن هناك الكثير جدا مما لا نعرفه عن الحب. تؤكد الدكتورة، هلين فيشر، أن الحب مثل الشوكولا، لذلك لا يشعر المحبون بالاكتفاء بما لديهم من مشاعر الحب، وأن الحب هو نوع من الإدمان الكيميائي، حيث ينشّط الحب مراكز المتعة بالمخ ويحفّز زيادة إفراز المواد الكيميائية التي تجعل
الإنسان يشعر بالسعادة، وهذه المواد الكيميائية التي يفرزها المخ، تلعب دورًا رئيسيًّا في إدمان الإنسان للحب.
هناك علاقة تشابه بين الحب والشوكولا، لأن الشوكولا تؤثر على مراكز المتعة بالمخ ويصبح من الصعب التوقف عن التهام الشوكولا عند قطعة واحدة، وهذا تمامًا ما يحدث للمحبين الذين يدخلون في تجارب حب، لها تأثير على مراكز المتعة في المخ، وبالتالي يمكن لتجارب الحب أن تجلب المتعة الكبيرة التي لا تضاهيها متعة أخرى للإنسان المحب.
من الأشياء التي قد لا تعرفها عن الحب، هو أن الإنسان يعرف شريك حياته عن طريق الأنف أو حاسة الشم، والمرأة على وجه التحديد يمكن أن تلتقط بأنفسها رائحة شريكها الملائم من ناحية الجينات، والمرأة بغريزتها تنجذب ناحية رائحة الرجل الذي يختلف عنها من ناحية الجينات، وهو الشيء الذي له دلالة صحية جيدة، حيث إنه إذا اختارت المرأة رجلاً له جينات تشبه جيناتها، فإن أولادها يكونون عرضة للإصابة بالكثير من المشاكل الصحية، والمرأة أيضا تجيد التقاط رائحة هرمون الفرمون، ذلك العنصر الكيميائي الفريد والخاص بالجنس عند الرجل، خاصة خلال فترة التبويض الشهرية عندها، وبالتقاطها لهذا الهرمون بواسطة هرمون الإستروجين لديها، تنتعش الرغبة بداخلها.
وعلى عكس ما قد يعتقد البعض، بأن الزواج يدفع الإنسان إلى الجنون، فإن الزواج ينعش صحة الإنسان العقلية، ويقلل من شعوره بالاكتئاب، ذلك لأن الإحساس بالانتماء الذي يأتي مع الزواج، يُشعر الإنسان بقيمته الذاتية وبجدوى حياته، الأمر الذي يدعم الثبات العقلي لديه، وفي هذا السياق يؤكد الدكتور سكوت هالتزمان، الذي أجرى العديد من الدراسات حول الفوائد النفسية والصحية للزواج، أن الزواج لا يدعمالصحة العقلية فقط، بل الصحة البدنية أيضا.. ودليله على ذلك أن للمحبين جهاز مناعة قويا يقلل من نسبة إصابتهم بالأمراض.
لكن ما الشيء الذي يجعل الإنسان سعيدًا في حياته، العلاقة الزوجية القوية أم الثروة؟يجيب علم النفس،بأنه إذا كانت الثروة تشعر الإنسان بالسعادة، فإن العلاقة الزوجية القوية ترفع معدل الابتسام والسعادة لدى المتزوجين، ويمكن أن تساوي السعادة الناجمة عن علاقة زوجية قوية،تلك السعادة التي يحصل عليها الإنسان جراء حصوله على مبلغ مائة ألف جنيه في العام، ومن ثم فإن الحب يمكن أن يُشعر الإنسان بالغنى.
المعروف أنه أثناء ممارسة الحب بين الأزواج،ترتفع معدلات هرمون الأندروفين لديهم بنسبة تزيد على 200% وهو الهرمون المسؤول عن شعور الإنسان بالصحة والسعادة، ولذلك طبقًا لدراسة أقيمت بجامعة جون هوبكنز، فإن ممارسة الحب تشفي من الصداع ونوبات الاكتئاب، لأن الهرمونات التي تفرز أثناء ممارسة الحب،تعد أدوية طبيعية للشفاء من الكثير من الأعراض المرضية.
واحيانا يكون قاتلا
يقولون إنَّ الحبَّ قاتل كالموت. والمسألة فيها نظر، فقد كتبت ستة كتب كلها عن الحبِّ ولا أذكر إن كنت قد تعرَّضت لحكاية الموت حباً أم لا.. ولكن العبقري شكسبير أكَّد في نهاية مسرحيَّة «روميو وجوليت» أنَّ من الحبِّ ما قتل.. فقد انتحر «روميو» بالسم، وعندما حضرت «جوليت» ووجدته ميتاً لاحظت بقايا السم على شفتيه فقبلته قبلة الموت.. أي ماتت وارتمت بجواره.
وقد يتصادف أن يموت المحبُّ بعد موت محبوبه.. وقد يقتل المحبُّ محبوبه من فرط الغيرة مثلاً.. ولم يقل لنا الذين أطلقوا شعار «إنَّ من الحبِّ ما قتل» ما هو المقصود بهذا الشعار.. والأقرب إلى المعنى أنَّ الحبَّ قد يقتل المحبَّ.. ومنذ شهور نشرت الصحف أنَّ سيدة سعوديَّة ماتت بعد وفاة زوجها بخمسة أيام دون أن تشكو من أي عارض صحي سوى حالة الحزن التي سيطرت عليها بعد وفاة زوجها. ولم تكن الواقعة واقعة حبٍّ مشتعل فقد توفي الزوج في الخامسة والسبعين من عمره بعد أن قضى فترة في غرفة الإنعاش بمرض في القلب. ويقول أقارب الزوجين إنَّ الزوجة لم تفارق زوجها لحظة واحدة. وعندما مات قضت الأيام الخمسة في البكاء والنحيب على فقد الزوج الحبيب. وأخذت تعدد مآثره، وعطفه، وكرمه. وكانت تؤكد أثناء حزنها وبكائها أنَّها ستلحق به وهذا ما حدث.