أُطلقت أكثر من مبادرة من جهات مختلفة كان تاجها المبادرة التي أطلقها سيادة الرئيس بشار الأسد .
رحبت سورية بكل جهد دون التحفظ على أي جهة تبادر به ...
لكن ماذا يمكن أن يقال في النفوس الحاقدة المريضة، وأدواتها المغيبة في ملكوت حوريات تنتظرهم... هاهم يأكلون بعضهم بعضاً ويصدرون الفتاوى التكفيرية أضداداً ويتكئون في بعض الوقت على آيات قرآنية تناسوها وهم يقتلون السوريين الأبرياء... أما في ما بينهم فحدث ولا حرج...
أهي لعنة سورية وأرواح شهدائها... تتوجها لعنة دعوة الشيخ الجليل «البوطي» التي أطلقها من منبر الشام العدية ، «اللهم اجعل كيدهم في نحرهم ونحرهم في كيدهم» فيضرب الظالم بالظالم.
هاهو موعد جنيف2 يقترب، ستذهب سورية بلا شروط. وانتهت حصريّة الائتلاف في تشكيل وفد المعارضة المتشظية .
جنيف تتجاذبه أطراف كثيرة ورعاة يدعون له... أعداء لسورية وقتلة يحضرون، ويستبعد أصدقاء لسورية وقفوا معها في أزمتها بإخلاص. حتى لو قيل في بعض محاولة زرع الفتن، كعادة متعاطيها «مصالحهم» بتضخيم عال. هنا نقتبس من شيخ الفتنة «ومالو». فالحياة كلها مصالح متبادلة لا يرفضها إلا الأعداء. ما يعيد ذاكرتنا إلى كولن باول عندما قال لسيادة الرئيس بشار الأسد هي مصالحنا.. فرد عليه سيادته وأين مصالحنا كسوريين ؟.. تشيطن الرجل لأنه لم يعتد على مواجهة كهذه.. بعد ذلك اللقاء اعتزل منبر السياسة العلنية وبقي في الظل والكواليس..
طريق جنيف سالك لمن نياته صافية لمصلحة سورية وشعبها. فهو لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. أما مستقبل سورية فيقرره السوريون عبر الحوار السوري السوري .
يدّعون أنهم معارضة... معارضة على ماذا؟؟ على الإرهاب؟! هي نقطة نتفق عليها جميعاً... معارضة على قتل السوريين.. معارضة على تهديم البلد وبناها التحتية.. نقاط تجمعنا جميعاً على طاولة جنيف وتعبّد الطريق إليها.
أما إن كان طريق جنيف بالنسبة لشظايا المعارضة أينما حضرت، وفق ما تسوّل النفوس المريضة، الحالمة بتسلّم السلطة في سورية، بدعم من حضر شتاتهم في باريس مؤخراً. أحلامكم انتهت صلاحيتها بفعل زمن صمود الشعب السوري وجيشه.
لجميعهم نقول بالفم الملآن: انسوا... هذه سورية.. وإن كان بخلدهم أنهم قادرون على فرض ما يلحن به جون كيري من استبعاد سيادة الرئيس !! فنقول الشعب السوري قال كلمته يوماً في بيعته لسيادته رئيساً وقائداً على كامل الجغرافيا السورية وإن كان في بداية الأزمة تأييده 90% من الشعب أو كما قالت استطلاعات الرأي عندهم 75%. فإن ترشحه اليوم مطلب شعبي لـ 99% منه.
همس رجل طيب بوجهه الصبوح الذي لم تسرق إشراقه الأزمة، ولا الحياة التي عركته ورسمت خطوط شقائها على قسماته. ورددها شاب جاء من أكثر المناطق سخونة .. قالا سنريهم النتائج في الانتخابات، سنعلي الصوت ونطالبه بالترشح وأقسم الشاب إن النتيجة كما يراها بين الناس 100%.
فهل لهرطقات وترهات من يرجمون الوطن بنيرانهم من بيّنة ..
الرجل الذي تعلقت به قلوب أبناء شعبه ... وعيونهم ترقب مستقبل سورية المتجددة ليبنيها معهم ...
أما الذين رفعوا راية الوصاية على سورية فنقول لهم : رايتنا هي علم الجمهورية العربية السورية بنجمتيه الخضر، كخضرة قلوب السوريين ... نجمته الأولى الشعب العربي السوري ذو القلب النضر. والثانية الرئيس الذي أحبه شعبه لقلبه النضر.
أما الذين يظهرون على شاشات التلفزة لينالوا من قيادات الوطن ويدّعون أنهم معارضة داخل سور حياضه أو خارجها، أتمنى أن تكون ذواكرهم نظيفة من الزهايمر ليتذكروا مواقفهم السابقة. أو ليقفوا أمام المرآة ليروا سحنهم قبل أن يتفوهوا بكلام يرتد إلى أفواههم ويعلق في حناجرهم... أما تسولوا الشباب لإنشاء حزب رغبة بترؤسه .
ليس تقليلاً من شأن المعارضة، ولكن من يكن في حوجلة الزجاج لا يقذفن الغير بحجارة ترتد عليه .
إلا أن أكثر ما يحزن عندما لا يتمكن صاحب الحق من الدفاع عن حقه وانتمائه ومن يمثّل .. واللافت من يدير الحوار، عندما يذكر اسم أحدٍ ليعطى حقه عن جهده من قبل أناس يمتنّ لهم، لا يعرفهم ولا يعرفونه لكنهم يثمّنون عمله. فقط لأن حب الوطن والحرص عليه يجمعهم. ينبري رافضاً ذكر أسماء. وعندما تُقذف مؤسسة بألفاظ غير لائقة تصم آذانهم متجاوزين ما سمعوا بتبرير أنها الحيادية الإعلامية.
الجميع يرغب في حضور جنيف كأنه مكان لاستعراض العضلات.
كيف لطريق جنيف أن يتحمل تفكيراً كهذا وهكذا حَمَلَة. كان الله في عون الوفد السوري الرسمي، كيف له تحمل لقاء من أسهموا في قتل أهله، وتخريب البلاد. إن كان جنيف للترهات والقذف وعدم الاحترام والتجاوز، فليصحح الذاهبون نظرتهم، أما من يدعون أنهم وضعوا دستوراً للبلاد ومواثيق، مهلاً... جهدكم مشكور. تعلمنا في الزمان أن الدستور يضعه مختصون من جميع الأطياف على علم ودراية. أما المواثيق فتصدر بالتوافق وإلا فكأننا ندق في الماء.
يا سادة كل ما سينبثق عن جنيف إن كان يخص سورية هو ملك الشعب السوري يرفضه أو يقبله باستفتاء شامل. هكذا فقط تبنى الأوطان .
لم يكن مفهوم المعارضة يوماً يعني عدم الاحترام. وما كان مفهوم الحرية مرة يعني التمادي. وما عنت الديموقراطية التجاوز والإقصائية أبداً..
من يطلب جنيف فليدرس معاني المفاهيم والمصطلحات جيداً كما يفهمها السوريون الشرفاء الذين لا تعنيهم السلطة بقدر ما تعنيهم سورية الوطن .