تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صحافة الشباب

شباب
21 / 3 / 2011
لينا ديوب

منذ أن بدأت الصحافة تخصص صفحة أو مطبوعة موجهة لشريحة الشباب، والنقاش مستمر، من سيحرر هذه الصفحة أو تلك المطبوعة؟

هل الشباب أنفسهم مهما كانت فئاتهم العمرية؟ أم محررو الجرائد التي تعود الصفحة أو المطبوعة لها؟ إن الرؤية المهنية لـ (إعلام الشباب) لا تخرج عن ثلاث مدارس صحفية عالمية، وهذه المدارس نشأت بسبب اهتمام وسائل الإعلام بالشباب، الذين يمثلون عادة قطاعاً مهماً في كل مجتمع، ويصبح جذبهم هدفاً لا غنى عنه. أما المدارس الصحفية العالمية بالنسبة لتوجيه الإعلام للشباب هي:‏‏

الأولى: تقديم كل مواد الوسيلة الإعلامية بروح شبابية من ناحية الشكل والمضمون، مهما تنوعت هذه المواد بين السياسة والاجتماع والثقافة وغيرها، وهذه تصلح عندما تكون الوسيلة الإعلامية ككل موجهة للشباب فقط دون غيرهم.‏‏

الثانية: تخصيص جزء من مواد الوسيلة الإعلامية للشباب، بحيث تتم مناقشة مشكلاتهم وقضاياهم والتركيز على رغباتهم واحتياجاتهم الإعلامية، وهذه المدرسة مناسبة للوسيلة التي تخاطب عدة فئات عمرية منها الشباب، وهو الأسلوب الشائع في صحافتنا، وفي صحافتنا تعثرت هذه الصفحات في الوصول إلى هوية مناسبة لشريحة الشباب، وبالتالي الى جمهورها.‏‏

الثالثة: تركز هذه المدرسة على فريق الوسيلة الإعلامية بدلاً من المضمون، حيث تطالب بأن يكون فريق الوسيلة الإعلامية نفسه من الشباب، على أساس أنه من الصعب فهم جيل معين لجيل آخر. ولو نظرنا لمؤسساتنا الإعلامية لوجدنا أن عدداً كبيراً من كوادرها من الشباب فعلا، ولكن القيادات التي تضع السياسات وتقود العمل تبقى في الفئات العمرية الأكبر سناً بحكم الإيمان بالخبرة (بدلاً من الكفاءة والإبداع)، الأمر الذي يعطي هذه الشخصيات أولويتها في قيادة المؤسسات الإعلامية، وبالتالي يصبح الحيز المخصص للشباب بلون الجريدة الأم.‏

إلا أن الصحافة الأكثر جذباً للشباب هي صحافة المواطن أي الصحافة الالكترونية، ومواقع الإنترنت بشكل عام وكانت أقدر على فهم ما يريده الشباب والوصول إليهم بحكم أن مستخدمي الإنترنت هم في الغالب من الشباب، والقادرون على العمل في مواقع الإنترنت وصياغة محتواها هم أيضاً من الشباب، ويمكننا القول إن الإنترنت جذب غالبية الشباب وسرقهم كجمهور بلا منافس على الإطلاق-من الصحافة المكتوبة.‏‏

وعندما يزداد الحديث عن ابتعاد الصحافة عن الشباب والسؤال عن الحل لتلك المشكلة الجواب يكون في يد الشباب أنفسهم الذين يصنعون صحافتهم بأيديهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية