تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشــباب واللغـة العربيــة000جاذبية المناهج وطرائق التدريس عاملان هامان لتجاوز الضعف

شباب
21 / 3 / 2011
فاتن يوسف

شباب وشابات:نحب مفرداتها... الحديثة ..ونستصعب قواعدها...عندما أريد التعبير عن مشاعري لشخص احترمه - لا أجد في لغات الدنيا أكثر من مفردات لغتنا العربية قدرة على ترجمة عمق أحاسيسي ...ولهذا أعشق اللغة العربية.‏

لن أنسى في حياتي أن مادة اللغة العربية كانت سبباً في رسوبي في الصف التاسع رغم علاماتي المرتفعة في بقية المواد .. ولهذا أكرهها.‏‏

هما رأيان متناقضان من آراء شبابنا .. وبين هذين الرأيين مساحة يتقابل فيها الحب والنفور من لغتنا العربية .. وضمن هذه المساحة وتناقضاتها كانت رحلتنا الاستقصائية ..‏‏

‏‏

لماذا يحب شبابنا لغتهم العربية ؟!‏‏

وإن كانوا يحبونها.. هل يفضلون التحدث بالفصحى في حياتهم اليومية ؟!‏‏

ومن منهم يكرهها.. ؟!‏‏

وما مسببات هذا الكره ؟!‏‏

وأين حيثيات المعالجة وملامح الاتجاهات الصحيّة للوصول إلى النتائج المنشودة .‏‏

التفاصيل في السطور القادمة:نكره التعقيد‏‏

تؤكد زينة تركماني – وهي طالبة في الصف الثامن – أنها تعشق اللغة العربية .. ولكن بفرداتها الحديثة وتقول : أقرأ القصص والشعر واستمع إلى الأغاني ..أحب اللغة العربية ولكن بالحد الذي أفهم معه معاني كلماتها.. وعندما يتعلق الأمر بقصائد الشعر المكتوبة في العصر الجاهلي أقف حائرة وأتساءل لماذا كل هذا التعقيد .‏‏

‏‏

وتشاطرها الرأي سنا ماشطة – طالبة في الصف السابع – فتؤكد ما قالته زينة وتضيف أحب اللغة العربية وخاصة المطالعة والتعبير وأكره القواعد وشرح النصوص وخاصة إذا كانت مركبة بألفاظ معقدة.‏‏

الشعر القديم صعب‏‏

وتتابع الحديث وعاء أبرص – طالبة سنة أولى معهد فنون – بقولها : أشعر بصعوبة كبيرة في شرح معاني أبيات الشعر القديم.. وكذلك في القواعد .. هذا بالنسبة للدراسة .. أما في الحياة العادية فأجد أن اللغة العربية مليئة بالمعاني القادرة على التعبير عن أحاسيسنا ورغباتنا وأفكارنا ولكن عند من يعرف كيف يختار الكلمات.‏‏

‏‏

فضائيات صفراء‏‏

ويلقي تركي نصر الله – و هو طالب ثالث ثانوي ،اللوم على بعض الفضائيات التي أصبحت تكرس وعبر الشريط الإخباري عبارات لا تمت للعربية بصلة ( بشكلها ومضمونها ) ويتمنى من الشباب والشابات أن لا ينجرفوا بتيار ما تعرضه تلك الفضائيات (من إعلام أصفر).‏‏

لا أحب الشعر الجاهلي‏‏

محمد عساف – طالب معهد إلكترون – عبر عن حبه للغة العربية من خلال القصائد والشعر الحديث قائلاً ..عندما أسمع أو أقرأ قصائد محمود درويش ونزار قباني أشعر أن لغتنا هي أحلى لغة في العالم .. ويتغير الشعور تماماً عندما أقرأ الشعر الجاهلي ولا أفهم منه شيئاً – فأعود لأقول إن اللغة العربية الفصحى لغة جافة وأصعب لغة في العالم .‏‏

أجمل لغة في العالم‏‏

وبشيء من الحدة يعترض محمود زكور – طالب حادي عشر – على ما قاله محمد قائلاً : على النقيض تماماً لا توجد لغة في العالم أكثر خصوبة وسهولة ومرونة من لغتنا – حتى أشعار العصر الجاهلي جميلة في تعابيرها و لا تتطلب منا سوى الاجتهاد قليلاً للوصول إلى معانيها .‏‏

وسألت محمود عن ماهية المرونة التي يراها في لغتنا الفصحى فقال : لغتنا مليئة بالمفردات التي تخدمنا في كل المناسبات (الرسمية .. الخاصة .. الترفيهية ..) أنظري مثلاً إلى هذه الرسالة( ومد يده برسالة ضمن هاتفه المحمول ليتابع : صديقي أحب أن يرفه عني فأرسل لي عبارة (أين أنت يا غلام ؟!) .. صدقيني حينها كنت متضايقاً جداً نتيجة لموقف حدث معي .. وحين قرأت الرسالة ضحكت من قلبي وشعرت بالارتياح .. فأين الجفاف والصعوبة في لغتنا الفصحى ؟!إنها برأيي أجمل لغة في العالم..‏‏

المدرس هو السبب‏‏

وبنفس الحدة يرد محمد أسامة حاج حنان قائلاً.. المسألة ليست مرتبطة باجتهاد الشخص .. حسناً ماذا لو لم تتوفر الأسباب التي تجعل هذا الشخص مجتهداً في اللغة العربية سألته : وما هي الأسباب التي تجعل ذلك الشخص غير مجتهد برأيك ..أجاب : عامل الفهم : أنا لا أفهم قواعد اللغة العربية وغير قادر على شرح مضامين بعض الأبيات الشعرية .. وليس الذنب كله عليّ .. فمنذ كنت طالباً في المرحلة الابتدائية و الأستاذ غير جاد في إعطائنا هذه المادة بشكل لائق... أحياناً كنت أسأله عن شيء لا أفهمه فيوبخني أمام زملائي في الصف قائلاً (عقلك سميك)! فأصبحت أخجل من السؤال.‏‏

أخاف من المدرّسة‏‏

وتؤيد بريفان عبدو – وهي طالبة إرشاد نفسي بجامعة حلب – كلام أسامة قائلة : ما قاله صحيح .. أنا أيضاً أكره مادة اللغة العربية، كمادة دراسية، رغم أنني أحب مفرداتها كثيراً .. والسبب أن معلمتي في السنين الأولى من المرحلة الابتدائية كانت غير متمكنة من طريقة التواصل مع التلاميذ أثناء الإعطاء وحتى شكلها كان مخيفاً فهي عابسة دائماً وطريقتها في الكلام غير جذابة وأنا شخصياً كنت أكرهها لأنها دائماً توبخني بعبارة (أنت أحسن لك تتركي المدرسة وتقعدي في البيت ) وبقيت ضعيفة في مادة العربي طوال سنوات دراستي الإعدادية والثانوية لأن تأسيسي كان هشاً في هذه المادة .. حتى عندما أحببت مادة العربي في البكالوريا لم أستطع أن أتفوق في هذه المادة .. بل كنت أشعر بالحرج أمام مدرستي التي أحبها لأنني كنت ضعيفة في هذه المادة. ومدرسة البكالوريا وحدها من ساعدني لاجتياز امتحان اللغة العربية دون رسوب.‏‏

شخصية الناطق هي الأساس‏‏

و تتابع زميلتها حميدة تركو – طالبة إرشاد نفسي – الحديث بقولها .. ما ذكرته بريفان ينطبق علي تماماً ولكن الفرق أنني محظوظة لان عمتي شاطرة جداً بالعربي وهي من كانت تعوض التقصير الذي تسببه المدرسات في المدرسة .. فلم أتأثر كثيراً ...وتتابع: المدرس لا يكفي أن يمتلك الخبرة الأكاديمية يجب أن يقترن ذلك بخبرة بطريقة التواصل والأسلوب والمدرس الذي يكون غنياً بمعلوماته وفقيراً بطرائق تواصله سيخّرج أجيالاً فاشلة في المادة التي يدرسها .. ثم هناك مسألة الفروق الفردية وعلى المدرس الانتباه لذلك .. وتضيف حميده أنا أتأثر كثيراًَ بشخصية المدرس وطريقة تعابير ملامح وجهه وتشدني الابتسامة والصوت والملامح السمحة .‏‏

وسألت حميدة إن كانت تفضل البرامج التلفزيونية باللغة الفصحى أم بالعامية فأجابت : لكل مكانه .. فنشرات الأخبار والبرامج الفكرية والثقافية تتطلب الفصحى .. أما برامج الخدمات والمنوعات إضافة إلى البرامج الاجتماعية فأحب أن أتابعها بالعامية القريبة للفصحى .. طبعاً في كل ذلك - الأمر مرتبط عندي بشخصية مقدم البرنامج ..فالمذيع أو المذيعة قد يجعلوننا نحب الفصحى أو ننفر منها حسب أدائهم وشخصيتهم ..‏‏

التأسيس في سن مبكرة‏‏

وسألت بُهار سليمان طالبه إرشاد نفسي عن معنى اسمها فقالت: (قدوم الربيع ) وأردفت أحب اسمي كثيراً عندما أنطق معناه هكذا باللغة العربية الفصحى ..رغم أنه اسم بلغة أخرى – وتتحدث بُهار عن مسألة حصر تعليم جميع المواد في معلم أو معلمةً واحدة في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية قائلة : في الصفوف الأولى يؤسس الإنسان لعلمه وشخصيته ويجب أن يكون هناك مدرس عربي .. وآخر للغة .. وثالث للرياضيات .. ولكن الواقع غير ذلك، أنا مثلاً .. من الصف الأول وحتى السادس لم أكن أفرق بين الفعل الماضي والمضارع لسبب تبدّل المعلمات وأحياناً يأتي لتدريسنا (معلمة وكيلة ) ليست مؤهلة بالشكل الكافي .. بالنسبة لي تجاوزت التقصير بالدروس الخصوصية ..واعتقد أنه أمر لايقدر عليه الجميع ..وهو أيضاً غير مستحب... فمن المعيب أن يكون للطالب معلم خاص في وقت تمتلئ شوارع سورية بمدنها وقراها بالمدارس الحكومية .. المسألة بحاجة إلى إعادة تأهيل للمدرسين .. و الحمد لله أننا الآن نشهد تغييرات في هذا المجال.‏‏

سيعتقدون أنني أمثّل‏‏

وتشير لارا صابونجيان طالبة سنة ثانية معهد تجاري – إلى مسألة التكلم بالفصحى في الحياة اليومية وتصفها بأنها أمر غير منطقي لأننا لم نتعود عليه فتقول : من يتكلم بالفصحى مع أهله وأصدقائه وحتى الناس الذين يصادفهم سيقابل بعدم التجاوب وسيظن الآخرون أنه يقوم بدور تمثيلي يمزح معهم من خلاله .. أو أنه من كوكب آخر .. وتضيف لارا- هذا بغض النظر عن كوني أجد في اللغة الفصحى بعض الصعوبة لأنني أرمنيه وهناك مثلي الكثير ..‏‏

التحدث اليومي بالفصحى غير منطقي‏‏

وتصف ليندا لبابيدي وهي طالبة في الصف العاشر – اللغة العربية بأنها لغة جميلة بتعابيرها ومفرداتها ولكنها صعبة في دراستها وخاصة القواعد .. وتستدرك ..صعبة للوهلة الأولى أما إذا بذل الشخص جهداً في الإلمام بها تصبح مادة سهلة .. أما مسألة التحدث بالفصحى في حياتنا اليومية فهوأمر غير منطقي ..‏‏

وهذا ما يؤكده بلال أنيس .. وهو تلميذ في الصف الرابع – بقوله أحب اللغة العربية وأنا متفوق بها وأحب قراءة القصص ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التاريخية ولكن لا أحب أن أتحدث بالفصحى في الحياة اليومية.‏‏

أمر طبيعي ولكنه بحاجة إلى وقت‏‏

ويعتز وائل المهتدي – طالب ثالث ثانوي – بتفوقه باللغة العربية قائلاً : أحب اللغة العربية أكثر من أي مادة وأشعر أن بإمكاننا أن نتحدث بها حتى في حياتنا اليومية ولا أعرف سبباً يجعل البعض ينطق بمفردات مثل ( هاي – وباي) في سياق حديثه اليومي ... وفي لغتنا كلمة ( صباح الخير .. ومساء الخير .. ومع السلامة)‏‏

ويشاطره الرأي فواز عمر .. ويوسف أبو جمعة .. وحسين راضي .. فيؤكدون أنه من الممكن أن يصبح التحدث بالفصحى أمراً طبيعياً في حياتنا اليومية ... ولكن المسألة بحاجة إلى ممارسة و وقت .‏‏

بالمحصلة أغلبية شبابنا ممن استطلعنا آراءهم يحبون اللغة العربية ولكنهم يجدون صعوبة في بعض أجناسها فما هو السبب .. وما هي وسائل تجاوز هذه المشكلة ؟! تساؤلات وضعناها أمام ذوي الاختصاص:‏‏

شبابنا لا يطالعون‏‏

انحسار المطالعة هو العامل الأهم في رأي الباحث الأستاذ توفيق دويك الموجه الاختصاصي لمادة اللغة العربية والمحاضر في جامعة حلب – يقول الأستاذ دويك: لغتنا سهلة وجميلة ولكنها بحاجة لمن يكتشف تلك المرونة والجمال .. وهذا يتوقف على مقدرة المدرّس في امتلاك المعلومة وقدرته على إيصالها .. وأيضاً يتوقف على مدى استعداد طلابنا لتلقي المعلومة وفهمها .. والمشكلة أن شبابنا وشاباتنا لا يطالعون .. القراءة انحسرت عند الجزء الأكبر منهم فانصرف إلى اتجاهات أخرى فرضتها العولمة.‏‏

ومن المسؤول !؟‏‏

الجميع في موقع المسؤولية ( البيت .. المدرسة .. وسائل الإعلام .. أصحاب القرار .. الخ ) الصحيح أن يباشر المرء المطالعة منذ نعومة أظفاره .. وأن يتعود على سماع نشرات الأخبار والبرامج الثقافية شرط أن تكون المحطة التلفزيونية أو الإذاعية جيدة وصاحبة رسالة .. وأن يطالعوا نتاجات الأدباء العرب مثل نجيب محفوظ – طه حسين – بطرس البستاني .. وغيرهم حتى يصبح لديهم ذخيرة لغوية تمكنهم بشكل جيد من اللغة العربية ..إضافة لقراءة القرآن .. القرآن مدرسة متكاملة للتمكن من اللغة العربية بعروضها وبلاغتها ونصوصها .. بطرس البستاني لم يكن مسلماً ومع ذلك عندما سئل عن سر قوته في اللغة العربية قال:»قرأت القرآن بتمعن /17/مرة»وعلى الأهل تشجيع أولادهم على المطالعة في سن الطفولة .. وللمدرسة دور كبير في توجيه الطلاب للمطالعة، ومن الضروري تفعيل المكتبة المدرسية ..‏‏

و أهيب بالمدرسين التحدث بالفصحى حتى يعتاد عليها الطلاب ويصبح لديهم قدرة وطلاقة في الحديث والتعبير عن آرائهم وأفكارهم وهم يستخدمونها .. إضافة للاهتمام بالتعبير الشفوي أكثر من الكتابي لأنه المحرض الأكبر لإكساب الطلاقة عند الطلاب.‏‏

الجاذبية حتى في إخراج الكتاب‏‏

الدكتور محمد قاسم عبد الله أستاذ الصحة النفسية ووكيل كلية التربية بجامعة حلب‏‏

أكد أن الجاذبية ضرورية في كل شيء .. في طريقة عرض المعلومات .. طرائق التدريس – حتى في طريقة إخراج الكتاب وتابع :القواعد جانب هام ليس في لغتنا فقط و إنما في أي لغة من لغات العالم لأنه يقدم الأساس الصحيح لتركيب اللغة ببنيتها ومرفولوجيتها ، أما لماذا يرى شبابنا صعوبة في دراسة القواعد فذلك لأنها مسألة بنائية مرتبطة بمراحل التعليم السابقة التي يمر بها المتعلم وهناك فروق فردية بين المتعلمين.. فتطبيق قواعد اللغة يتطلب استخدام عدد من العمليات العقلية (الاستقراء – الاستنتاج ) وهاتان العمليتان العقليتان يتفاوت فيهما الأفراد كثيراً .. فنلاحظ أن البعض يتقن تطبيق قواعد اللغة على الكثير من الأمثلة والحالات .. في حين يفشل البعض الآخر في ذلك بسبب صعوبة الاستقراء أو الاستنتاج ولا يعرف كيف ينتقل من الأمثلة والقواعد إلى القوانين العامة.‏‏

لغتنا أمام التحدي‏‏

هذا ما يؤكده الدكتور محمد قاسم ويضيف: أي لغة في العالم ستكون في موقف التحدي عندما تأتي إليها مكونات ثقافية بلغات أخرى تفرض ذاتها عليها ... ولهذا يجب أن نعمل للمحافظة على هوية لغتنا وذاتها وقدرتها على البقاء والاستمرار... لأن في ذلك حماية للجانب الثقافي والأخلاقي لمجتمعنا ...وعندما ننمي الجانب اللغوي عند أبنائنا يكون ذلك ضمانة حقيقية لمواجهة التحدي الذي تتعرض له لغتنا ... نحن لا نستطيع تجاوز التطور التكنولوجي أو الثقافي لأنه أمر مفروض على جميع المجتمعات .. ولكن بالمقابل علينا تنمية القدرة عند شبابنا على النقد والتفكير والمحاكمة والتمسك بأصول اللغة إضافة إلى الانفتاح على المنتجات الحضارية التي نحتاجها ..‏‏

للإعلام دور أساسي‏‏

فالإعلام وعبر دخوله إلى كل بيت قادر على تمكين الأفراد من اللغة والقدرة على استخدامها إضافة إلى تنمية الحس الجمالي تجاه لغتنا العربية ...وتوجيه الشباب لتبني هذه اللغة في مواقع حياتهم اليومية .‏‏

وكذلك للأنشطة اللا صفية دور في إكساب الطلاب المهارة اللغوية المطلوبة .‏‏

‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية