تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


متابعة مباريات الأندية العالمية .. هل انتقلت العدوى إلى الأبناء؟!

شباب
21 / 3 / 2011
فخر الدين حسن

بدأت تبرز بوضوح في السنوات الأخيرة ظاهرة هوس الشباب وشغفهم بمتابعة مباريات كرة القدم العالمية، فهذا يقول: «أنا مشجع برشلوني»،

وذاك يقول «أنا مدريدي» وآخر: «مان يونايتد»، عدا عمن يسمي نفسه أو أولاده بأسماء لاعبين أجانب مشهورين.‏‏‏

المشكلة ليست في مجرد حُب الرياضة ومتابعة المباريات الرياضية، بل في طريقة تعاطي الشباب مع هذا الشكل من أشكال العولمة، فمنهم من يعرف أسماء وتفاصيل تتعلق بأندية أجنبية وبألعاب رياضية، ولا يعرف أين تقع دولة عربية كجزر القمر مثلاً، ومنهم من يضحي بدروسه ومحاضراته كي لا يفوّت عليه فرصة متابعة مباراة بين مانشستر يونايتد وبرشلونة، ومنهم‏‏

‏‏‏

من بدأ يدير ظهره لمتابعة أخبار المنافسات والبطولات الرياضية العربية، لتظل الأندية الأجنبية وأسماء لاعبيها، وبيعهم وشراؤهم، وإعارتهم، وانتقالهم، على رأس قائمة اهتماماته.‏‏‏

هي ظاهرة بحثنا في أسبابها وآثارها ووجهات النظر حولها، وتوصلنا إلى حصيلة غنية من المعلومات عبر هذا الريبورتاج:‏‏‏

يقول الأستاذ احمد شيخ مصطفى إنها ظاهرة غريبة فعلا تلك التي أصبح يعيشها الشباب عامة ونقلت عدوى ما تشهده وتعيشه الملاعب الرياضية من شغب ومنافسات بين مشجعي الفرق، إلى البيوت والأسر، وجعلت أكثرية الشباب حتى صغار السن منهم يتفرقون في حب الأندية الأجنبية وخاصة منها: «البارسا» نادي‏

‏‏

برشلونة، و»الريال» نادي مدريد، والذي يظهر جليا في الحماسة والتحيز السافر للفرق الأجنبية على حساب الوطنية، بارتدائهم للقمصان والبدل والقبعات ومناديل العنق التي تحمل أرقام و أسماء مشاهير فرق الريال و البارسا ورموزهما الرياضية حتى أن بعض المقاهي عُرفت بميول روادها للبارسا، وأخرى خصصت لأنصار الريال.‏‏‏

مستوى فني رائع‏‏‏

ويبرر الشاب خالد جيرودية سبب تعلقه بالأندية الأوروبية فيقول: سبب تعلقي بكرة القدم الغربية بشكل عام وبعض الأندية الأوروبية بشكل خاص يعود إلى المستوى الفني الرائع الذي يقدمه اللاعبون مثل كاكا وميسي ورونالدو وغيرهم وكذلك الدقة تنظيم البطولات والاعتماد على مدربين مؤهلين والبحث عن الخامات الجديدة من اللاعبين واستقدامهم وشراء اللاعبين المتميزين مما يؤدي إلى زيادة شعبية تلك الأندية وحتى المنتخبات.‏‏‏

ويوافقه الرأي الشاب عبد الغني فيقول: أنا أشجع برشلونة لان فيه أفضل لاعبي الوسط اكسافي وانييستا والدفاع مثل بويول والهجوم من أفضل لاعبي العالم  ابراهيموفتش وميسي وهنري ولأنه بصراحة عندما تشاهد مبارياته تشعر بالاستمتاع دوما.‏‏‏

حب محاكاة الغرب‏‏‏

في حين يرى المدرب حسين قباني أن حب محاكاة الغرب بآلية تشجيعهم للأندية الرياضية هو سبب هذا التعصب الرياضي، ولا غرابة حينما نرى شباناً وشابات يتأثرون بهذه الطرق والآليات لتشجيع أنديتهم المفضلة، لاسيما أن المغذي لأفكارهم هو الغزو الثقافي والعولمة.‏‏‏

ويشير اللاعب والمدرب حازم حربا أن ما يحدث من تشجيع وتعصب وهوس لفرق البارسا والريال، ظاهرة غير صحية، ويعتقد أنها مجرد تعويض عن النقص وهي تعبير صريح عن استياء الجمهور من تدهور مستوى الرياضة المحلية والعربية بشكل عام ، ويتساءل الحربا كيف تمكنت هذه الأندية من تكوين قاعدة جد عريضة من الأنصار بين الشباب في الوقت الذي أصبحت فيه فرقنا وأنديتنا الوطنية لا تحرك عواطفنا..؟.‏‏‏

البحث عن انتماء جديد‏‏‏

ويقول اللاعب والمدرب مأمون خربوط: الأمر لا يتعلق بتشجيعات رياضية عادية ومعتادة، بل هو بحث مستمر عن فريق آخر، بانتماء جديد وهوية أخرى وتشجيعه البارسا والريال أو غيرهما من الفرق الأخرى التي تقدم الفرجة والفرحة للجمهور الرياضي، وبالنسبة لي أنا أتابع معظم المباريات ولا أتعصب لأي ناد، وتشجيعي الأول أكيد لنادي بلدي.‏‏‏

ويعتقد وليد عفوف «مشجع» أن تشجيع الشباب للأندية الأجنبية الذي يصل لحد التعصب ظاهرة غير طبيعية وخاصة لشباب لم يشاهد مستوىً جيداً لفرقه المحلية، كما تعد تمرداً على الواقع المأساوي الذي تعيشه الكرة العربية بكل أنديتها وهروبا من الإخفاقات المتتالية والنتائج الهزيلة والمستويات المتواضعة، والتي خبا فيها الحماس وفتر، فمثلا أنا أشجع ريال مدريد لأنه يضم لاعبين مميزين وهو ناد عريق بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.‏‏‏

خلافات بين الأخوة والأصدقاء‏‏‏

ويعتبر المدرب أحمد شعبان أن هوس الشباب في الرياضة وتشجيع الأندية الأجنبية وصل إلى درجه تصل أحياناً إلى الخلافات بين الأخوة الأصدقاء،وهناك بعض الشباب الذي يتعصب بشكل جنوني لناد معين لا يمت له بصله وهناك من يتعصب بشكل اقل وهناك من يشجع بل اللعب الجميل فقط، ولكنه لا يتعصب لأي ناد بل يشجع نادي بلده ومنتخبه الوطني ،وكم هو جميل أن لا ننحاز لنادي ونشجع ونتابع أخبار النادي الذي ننتمي إليه.‏‏‏

في حين يدافع الشاب عصام « مشجع» عن تعلقه بالأندية الأوروبية فيقول: هوس التشجيع للأندية الأجنبية واقع لا خيال ونشاهده في كل بيت بين أفراد الأسرة وبين أبناء الحي وفي كل مكان، وأنا أتابع دوري أبطال أوروبا وأشجع ريال مدريد وطبعا حبي وعشقي لهذا الفريق له أسبابه التي تتعلق بمستوى اللاعبين والتكتيك حيث أتابع جميع المباريات من خلال القنوات الرياضية التي تنقل هذه المباريات.‏‏‏

ويعتقد الشاب خالد معتوق وهو متابع لمباريات الدوريات الأوروبية أن هناك فرقاً شاسعاً طبعاً بين الكرة الأوروبية والكرة العربية أو الإفريقية أو الأسيوية فالكرة الأوروبية تعني « اللعب الجماعي والتقسيمات واللعب السريع والفنيات العالية و القوة و الندية و الجماهيرية و النجومية»، أما الكرة العربية أو الإفريقية أو الآسيوية فهي شلل في التحرك، وبطء شديد في نقل الكرة والتحضير الكثير وتسديدات بلا معنى والأنانية واللعب الفردي وعدم وجود خطة للعب ولهذا اعشق تلك الفرق.‏‏‏

وتؤكد « الشابة هيفاء « أن كرة القدم هي هوسها وولعها الأول والأخير، ولا تستطيع تفوت مباراة للنادي الذي تحبه أو المنتخب لاتخرج من المنزل بل تتفرغ تماماً لمتابعة مباراة الفريق الذي تحبه، بل أنها تلغي جميع ارتباطاتها في هذا اليوم مهما كانت أهميتها.‏‏‏

تشجيع الأندية الأجنبية بالوراثة‏‏‏

ويرى الشاب نضال الحريري - مشجع :أن الهوس بكرة القدم بلغ حدا لم يصل إليه في أي وقت مضى فأصبح الانتماء إلى الأندية الأجنبية بالوراثة ويسعى الأب جاهدا إلى زرع حب ناديه في قلب ابنه في سنواته الأولى من عمره إلا أن الظاهرة التي اكتسحت اليوم الشارع الرياضي تعدت هذا الحد لتصل إلى درجة يمتنع فيها المشجع عن اقتناء أشيائه الخاصة من بائع أو صاحب مؤسسة يشجع غريم فريقه، وتصل هذه الظاهرة إلى حد يمتنع فيه الرجل عن شراء مواد غذائية ويبحث عنها في مكان آخر.‏‏‏

*وأما شادي الخلف من مشجعي نادي برشلونة فيقول: أعشقه إلى حد لا يوصف، و حبي لبرشلونة يجعلني لا أقصد مطعما أو محلا تجاريا علق صاحبه صورة «غريمنا ريال مدريد » وأفضل الذهاب إلى محل محايد والأولوية لمشجع فريقي مهما كانت المسافات، وينتابني شعور خاص عندما أرى زي نادي برشلونة ومن يرتديه أشعر بعاطفة نحوه حتى وان كنت لم أره من قبل.‏‏‏

ويرى الشاب علي يوسف « مشجع « أن كرة القدم تحتل المرتبة الأولى علميا في جذب قلوب وعقول الناس، وعندما يبدأ الحديث عن بطولات عالميه مثل«كأس العالم»أو قارية مهمة، يتفرغ الناس للحديث عن كرة القدم وكل يشجع الفريق الذي يحبه، هذا يشجع المنتخب الألماني وذاك يشجع المنتخب الإيطالي ومنهم من يشجع المنتخب الجزائري وآخر يشجع المنتخب المصري والسبب أننا نفتقر لمستويات وأداء تلك الفرق أو المنتخبات لأنها تهتم بالرياضة وتؤمن لها الرعاية والدعاية الإعلامية التي تحقق لها الانتشار والشهرة وبالتالي يصبح لها جمهورها الذي يتابعها و يشجعها.‏‏‏

* ويقول الأستاذ نضال جواد « مدرس رياضة »التشجيع موجود في كل مكان وهو بشكل عام نلاحظ أن جمهور البلد يشجع ناديه المحلي وربما يتعصب إليه ولكن أن يتعدى هذا التشجيع لتشجيع الأندية الأوروبية أنا برأيي هذه حالة غير جيدة فمثلا في مصر 14 فريق كرة قدم، إلا أن العديد من أبناء القاهرة وغيرها من المحافظات لا يرون في مصر إلا فريقين، يُعد النادي الأهلي أكثر النوادي شعبيةً ونجاحاً، وهو فريق عريق لديه أكثر المشجعين تعصبًا في مصر، أي أنك حين تقول إن الأهلي هو «فريق كرة القدم المفضل في مصر»، فأنت بذلك تشعل حربًا دموية مع كل مشجعي الزمالك الذين لا يقلون تعصبًا عن منافسيهم من مشجعي الأهلي ويحق لمشجعي الأهلي أن يشعروا بالفخر الشديد لانتمائهم لهذا النادي، كما يفتخر نادي الزمالك بسجل إنجازات مشرف.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية