تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأزمة .. وانعكاساتها المجتمعية

مجتمع
الثلاثاء 5-2-2013
ريم غانم

تعد الأسرة النواة الصغيرة التي تشكل المجتمع وهو ليس بمعزل عن أي حدث يدور حوله فهو يؤثر ويتأثر بكل شيء وأحيانا يترك آثارا سلبية كبيرة تغير نمط وتفكير أفراد المجتمع وما يحصل في المجتمع السوري منذ حوالي 20 شهراً ترك تأثيرات كثيرة غيرت الكثير من عادات ومفاهيم الشباب السوري .

حب الوطن ..‏

تدور أحداث كثيرة على الساحة السورية وإن لم نكن بداخلها فهي تشعرنا بتوتر نفسي هذا ما يقوله طالب جامعة: معظم وقتنا أنا وإخوتي نقضيه إما على شاشة التلفاز وإما على المواقع الالكترونية لمعرفة ما يحصل وأصبحنا كالغرباء في نفس البيت فالبكاد نتكلم او نجلس مع بعض وكلنا نشعر بضغط نفسي وننتظر اي خبر يعطينا الامل , حتى مع أصدقائي فقد خسرت الكثير منهم بسبب مواقفي وآرائي وقد بدا موقفهم واضح فقد قاموا بحذفي من قائمة الاصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي وهو مايشعرني بحزن كبير لما اصبحنا عليه .‏

فيما يرى علي أب لأربعة شباب أن الأزمة الحالية زرعت حب الوطن من جديد فينا وجعلته أقوى وعودتنا على الصبر وتحمل الأوضاع الصعبة ومراعاة ظروف بعضنا حتى لو لم تكن هذه النسبة كبيرة ألا هناك الكثيرين منا حتى ضمن عائلاتهم أصبحوا متحابين ويشعرون بالخوف على بعضهم خوفاً من الفقد وبالمقابل تركت آثاراً سلبية فقد اعتدنا على صور القتل والدمار ومشاهدة الإرهابيين وأصبح حديثنا المعتاد وكأنه شيء جيد فقد اختلطت المفاهيم وتبدلت العادات التي كنا تربينا عليها ليحل محلها مصطلحات تعبر عن مدى تغير المجتمع للأسوأ وهو ما يضعنا نحن الشباب امام مسؤولية كبيرة امام الجيل القادم فيجب علينا اعادة نشر الوعي كل من مكانه وفي محيطه .‏

.. تحتاج إرشاداً‏

أزمة شاملة هزت جوانب حياة الأفراد وأسرهم تقول ندى سلامة باحثة اجتماعية والتي أنشأت ثغرات بالحالة النفسية حيث ان هذه الظاهرة تجلت بوضوح من خلال «تزايد عدد حالات الخلاف ضمن الاسرة الواحدة لدرجة ترى فيها أن الاب على استعداد أن لايكلم ابنته ان خالفته الرأي والتأثير الكبير الذي نلاحظه هو عند الأطفال وخصوصاً من فقدوا أحد أفراد أسرتهم وغيروا أماكن سكنهم نتيجة ماشهده منزلهم من المجموعات المسلحة ومما يزيد الوضع سوءا إن كثيراً منهم شاهدوا مايحصل وهو ماسيترك تراكمات نفسية كبيرة عليهم ستظهر عند تقدمهم في العمر، فالطفل شديد التأثر بالصورة التي يراها أما بالنسبة للشباب فالامور مختلفة وتميل الى التأقلم ومجاراة مايحصل لأنهم ميالون إلى التحدي والاستعراض فالكثيرون منهم انخرطوا في الحدث لأنه طغى على حياته وعلى أسرته بشكل كامل فلم يكن لديه خيار آخر .‏

وأوضحت المختصة أن هذه الازمة الحالية التي تعيشها بلدنا كان لها خصوصية غريبة حيث ساهمت بتغيير الكثير من عادات المجتمع وبإطلاق الكبت الداخلي لكثير من ردات الفعل تجاه الاحداث الاخيرة كل على طريقته حتى إنه عندما يتم تبني الأفراد لآراء مختلفة ضمن العائلة الواحدة والتي أدت الى نشوء شرخ كبير ضمن كثير من الأسر فقبل هذه الازمة لم نكن معتادين على متابعة الأمور السياسية وبالتالي كان تفاعلهم أقل مع مجريات الاحداث وتأثرهم النفسي أقل الا ان مايحصل طغى على تفاصيل حياتنا وغيرها على مستوى كل الشرائح.‏

ففي البداية كان العديد من هذه الأسر مهددة بالتفكك كما أن هذه الظاهرة بحدِّ ذاتها تراجعت كثيراًوربما يستمر هذا التراجع في المستقبل نتيجة الآثار النفسية العميقة التي ستتركها تداعيات الأزمة , وهنا يأتي دور المثقفين مجتمعيا والمدركين لخطورة استمرار هذا الوضع على الاجيال القادمة فالبرغم من كثرة الاثار السلبية على المجتمع فهناك الكثير من الايجابيات التي يمكن الاستفادة منها فكل شخص منا بداخله مرشد نفسي واجتماعي ويجب عليه استغلال هذه النقطة في مساعدة ضعيفي النفوس والمشتتين بارشادهم او محاولة اثبات موقع الاراء الاصح. فقد وجد لدى الكثير من الشباب الوعي باهمية الحفاظ على الوطن وبصعوبة وجود افكار دخيلة على المجتمع كالفتاوى وتدمير الممتلكات العامة التي تحقق المنفعة للجميع حيث ساهم هؤلاء الشباب عن طريق التطوع بفعل الكثير لإعادة نشر ثقافات مفيدة للمجتمع وبالتالي نقل هذه الأفكار حتى ضمن الأسرة ليقوم كل شخص ضمن العائلة بمساعدة الآخر وتقبل عيوب بعضهم البعض فالوضع الذي فرض على الجميع يلزم عليهم التعاون بكل الطرق الممكنة لتخطيه وعودة القيم والأخلاق التي تنهض بالمجتمع .‏

المسؤولية في الحفاظ على المجتمع وعاداته وقيمه تقع على كل أبنائه والتي تنطلق من أصغر فرد الى اكبره فبصلاح الفرد يصلح المجتمع وماتمر به سورية يضع الكل في خانة الحفاظ على تراثها وتاريخها حتى ضمن نفوسنا.أسفل النموذج.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية