ولكن الستار لم يسدل عن مشهدها الأخير بعد،ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون آمنوا بعدالة قضيتهم وبأن الحق لا بد أن يرجع إلى أصحابه،ولكن ذنبهم الأكبر أنهم لم يرتضوا الذل والهوان وفضلوا الأسر والتنكيل والجوع على الركوع.
ولكن أخيراً استفاقت الجامعة العربية اليوم على مأساتهم وقررت عقد اجتماع طارئ لبحث ملف أسراهم القابعين في السجون الإسرائيلية كما قررت العمل على تدويل قضية الأسرى وطرحها كبند على أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة وعقد دورة استثنائية لها فضلاً عن التحضير للمؤتمر الدولي الخاص بمعاناة الأسرى الفلسطينيين.
ويبقى السؤال: في ظل وجود 4700 أسير فلسطيني يعانون في كل لحظة من شدة الظلم والظلام من سجَان يفتقد أبسط مفاهيم الإنسانية والرأفة داخل زنزانات حديدية لا ترحم منهم3000مضرب عن الطعام و107 نساء و407 أطفال و1046مصاباً بأمراض مزمنة وإعاقات ما جدوى هذه الاجتماعات العربية والمؤتمرات الدولية؟طالما إسرائيل دائماً وأبداً خارج الشرعية الأممية!ماذا قدمت الجامعة العربية للفلسطينيين سابقاً حتى تقدم لهم اليوم؟أوليست هي من قدم فلسطين لقمة سائغة لإسرائيل عام1948عندما تقاعست عن تقديم العون والسلاح للفلسطينيين في معركة القسطل رغم الانتصارات التي حققوها؟أوليست هي من تغاضت عن جرائم الإبادة في حرب غزة وتجاهلت تهويد القدس والأقصى والتفشي السرطاني الاستيطاني؟ولماذا التعويل على الأمم المتحدة؟أوليست قراراتها ولا سيما اتفاقية جنيف الرابعة مجرد حبر على ورق؟وحتى إذا طرح الملف على مجلس الأمن فإن الفيتو الأميركي سيكون لأي قرار يدين إسرائيل ويلزمها بالانصياع للمشيئة الدولية بالمرصاد؟.
التاريخ يثبت أن الحقوق لا تُمنح وإنما تُنتزع بالتضحيات والدماء،لا تٌسترد بتوسل المنظمات المتلونة وإنما بالاعتماد على الذات وتوحيد الجبهات.