تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المرثيّة الناقصة (حيثُ لا أحـــــد)

رسم بالكلمات
الأثنين 7-5-2012
عماد الدين موسى

- هنا..

كلّ الأشياء فقدت أقدامها‏

وحدهُ الدم يجري‏

بأقدام كثيرة.‏

أيتها الكائنات الكفيفة‏

أيتها القلوبُ الشقيّة‏

ما الذي تقولهُ الأشجارُ لوحشة الطريق؟‏

ما الذي تقولهُ الريحُ على القارعة؟‏

وحده الدمُ..‏

وحدهُ.‏

   ‏

- الأشجارُ دونَ أوراقٍ‏

في هذهِ الغابةِ،‏

الأشجارُ لم تتساقط أوراقها‏

بسببِ ضربةِ شمسٍ‏

أو معولِ خريفٍ غادر،‏

الأشجارُ العارية تماماً‏

حتى من البراعم،‏

الأشجارُ الهرمة‏

وهي في عزّ ربيعها،‏

الأشجارُ‏

الأشجارُ...‏

وحدهُ الحطابُ الثملُ‏

كخفاش أعرج‏

في ليلِ هذا العالم.‏

   ‏

- لم تعد العصافير تصدحُ‏

ثمة موسيقا صامتة‏

يحاول الجميع أن يتقنها،‏

في الفجر ينتحرُ أول عصفورٍ‏

وهكذا‏

هكذا..‏

ريثما تكتمل السيمفونية الأخيرة،‏

ريثما ينتهي الرصاصُ‏

من عدّ أصابع هذا العالم،‏

ريثما ننتهي‏

كآخر عصفور صامت.‏

   ‏

- لمن هذه الكلابُ؟‏

لمن هذا العواءُ الجارحُ؟‏

لمن هذه العظامُ؟‏

والقطةُ التي تموءُ وحيدة في بردِ شباطها القارس‏

لمن؟‏

لمن؟.‏

   ‏

- بسببٍ أو بلا سببٍ‏

سيفقدُ أحدنا الآخر،‏

بسببٍ أو بلا سببٍ‏

وبالكلمات ذاتها‏

سيرثي أحدنا الآخر،‏

بسببٍ أو بلا سببٍ‏

لن يصغي أحدنا إلى الآخر،‏

بسببٍ أو بلا سببٍ‏

سيذهب أحدنا ليبحث عن الآخر،‏

بسببٍ أو بلا سببٍ‏

سيتذكر أحدنا الآخر‏

ولأجل هذا «الآخر» سيذرف «أحدنا» الكثير من الدم،‏

لذلك‏

وبسببٍ‏

أو‏

بلا سبب‏

سيكتفي أحدنا بوحدته‏

ريثما تكتمل المرثية الناقصة..‏

المرثية‏

التي‏

لن تكتمل أبداً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية