تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نجــــوم تتــــلألأ فــــي الســــماء

مجتمع
الأثنين 7-5-2012
ناريمان محمود آشيتي

«ولاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون»

لقد بوأ الله تعالى الشهداء ورفعهم درجات عالية في السماء لأنهم أكرم الناس وأنبلهم، قدموا حياتهم رخيصة فداء للوطن والأرض، ولم يبالوا بما هو آتِ بل وضعوا الشهادة نصب أعينهم متسلحين بالهمة العالية والعزيمة التي لاتقهر، وفي السادس من أيار كنا نحتفل بعيدهم ولكننا في هذه المرحلة الصعبة في حياة سورية نحتفل كل يوم، لأن في كل يوم شهداء بعمر الورود، هؤلاء الذين نقف إجلالاً لأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية التي روت تراب الوطن، فكانت أرواحهم في السماء كالنجوم المتلألئة تسطع دروباً من المجد والعز والإباء، منهم نتعلم التضحية والفداء ومنهم نعلم أجيالنا كيف السبيل إلى الشهادة، كيف يعانق الشهيد تراب أرضه التي تربى فوقها فسقاها دماً مكللاً بالغار فيهم يكبر الوطن ويكبر المجد: قال الشاعر سميح القاسم:‏

خلّوا الشهيد مكفناً بثيابه‏

خلوه في السفح الخبير بمابه‏

لاتدفنوه وفي شفاه جراحه‏

تدوّي وصية حبه وعذابه‏

فمن أحق من الشهيد بأن يمجد وتبقى ذكراه من الشهيد ويردد من بعده الأجيال مآثره وبطولاته في كل حدب وصوب ويبقى اسمه عالياً في السماء كالراية التي ظللت جبهته ووقف تحتها ووقف الجميع ليرددوا‏

حماة الديار عليكم سلام‏

أبت أن تذل النفوس الكرام‏

هؤلاء حماة الديار بنفوسهم الأبية وصدورهم العارية التي كانت سياج الوطن ودرعه الحصين يقول الشاعر رشيد سليم الخوري في جراح الشهيد:‏

كأنما الجرحُ ثغرُ المجدِ مبتسماً‏

والنصلُ فيه لسانٌ بالثناء شدا‏

هذه الجراح سوف تنطق أعذب الكلمات وتشدو أحلى الألحان وسيبقى الشهداء خالدين في جنان الخلد وتنضم كل يوم كوكبة من الشهداء إلى رفاقهم الذين قضوا في سبيل الدفاع عن الوطن، فلن ننسى الثورات العربية ومن قادها ضد الفرنسيين، لن ننسى من وقف صفاً واحداً في وجه من أراد أن يحتل الوطن ويحلم بترابه، ولأن التراب غالٍ وعزيز كان أبناؤه أعزاء وشهداؤه أقدر رفعة وعزة، رحم الله الشهداء جميعاً، وعلى الأجيال من بعدهم أن يقتدوا بهم ويسيروا على دروبهم حتى يشمخ الوطن ويبقى عصياً على الأعداء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية