الذين طلبوا الموت فكانت لهم حياة الخلود وروت دماؤهم الزكية الطاهرة، أرض الوطن فأنبتت غاراً وأزهرت بقاء الأمن والأمان في ربوع وطننا الحبيب، في هذا اليوم نقف أمام شهدائنا الأبرار نحني هاماتنا خشوعاً أمام قدسية عطائهم ونقدر روعة تضحياتهم ونتشرف باستشهادهم.
لقد كان شهداء السادس من أيار الطليعة التي آمنت بأن انتصار الأمة العربية وعزتها وكرامتها يتطلب الجود بالأرواح فاستعذبوا الموت لتحيا أمتهم ووطنهم وضحوا بأرواحهم الطاهرة فكانوا أعز وأنبل من تحق فيهم الذكرى ،وكذلك في حرب تشرين التحريرية توالت قوافل الشهداء وبدمهم الطاهر حققنا النصر وحطمنا أسطورة العدو الجوفاء،و أصبحتم مشاعل نور تضيء للأجيال لكل الأجيال طريق النضال وسبل مجابهة التحديات. وها هم أبناء سورية اليوم البررة الشرفاء، قدموا وما زالوا يقدمون قوافل الشهداء حين ألم الخطب بالوطن وكثرت نظرات الحقد والاستكلاب على بلد العزة والشموخ، وعلى دروبهم ساروا وأوقدوا مشاعلهم لتستمر شعلة التضحية بالنفس لأجل كرامة وعزة الوطن وقادة ما دام هناك شر يتربص بسورية.
في عيدكم لا يسعنا إلا مباركتكم يا من باركتم وقدستم أرض الوطن بدمائكم الطاهرة فبلغتم أعلى مراتب الجود والشرف والكرم والخلود.
في عيدكم نستذكر قول أحد الشعراء:
سلام عليكم في أرض السلام
يا من خلعتم رداء الخوف وألقيتوه في ازدراء
ولبستم رداء الموت طوعاً في إباء
وقاتلتم حتى الشهادة
بكينا وبكت الأرض عليكم دموعاً
وزغردت حين احتضنتكم السماء
في عيدكم نحاول جاهدين اختيار الكلمات والتعابير التي تستحقونها مع ذلك تبقى الكلمات خجولة ولا تجرؤ على قول حقيقتكم الماجدة التي لا يعلم سرها إلا الله رب العالمين.
في عيدكم المجد و الخلود لكم والأمن والأمان لوطنكم والشكر كل الشكر والصبر لذويكم.