تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسالة من منفى الجواهري

رسم بالكلمات
الأثنين 29-6-2009م
غيلان إدريس

صيرت وجه الشمس للوطن المغاير نخلة

سكنت جدار الموت منذ الجرح‏

فاغتالت رؤاي‏

لو كان لي هوس الغنى‏

والله والحزق الفراتي‏

شاعراً يسقي خطاي‏

لملأت جنبيك ارتعاشاً‏

ثم سقتك في دماي‏

أنى تباغتني شفى‏

ومداك والنهر المبارك يسرقاني‏

(للعباءات) الخجولة كوثرا‏

في راحتيه صبا الخدود‏

في الثغر شيء لم يزل‏

للآن يسجد في قيامات البرود‏

إني أذوب من الحياة على الوجوه العاريات‏

بلا دماء‏

هذي شعوب الموت سنبلة تلظت فوق أعصاب الجليد‏

مازال ثغري عند صمت الاستواء‏

يطوف من حولي شريد‏

تعب اللقاء الآن قد أمسى الوليد‏

ياليل لا تغمض عيون القادمين إذا أتوك محملين‏

ببعض أوجاع ( العتابا) في بلاد الرافدين‏

ببعض غصاب الرمال‏

فالتيه في وطني ملاذ من صروف الاغتيال‏

والجوع مهد للرجال‏

ولكل أحلام الصبايا النائمات على الدوال‏

ولدوا برحم من سعال‏

الجوع عار ياوزارة‏

ياسياسة‏

يانفاق‏

فالخبز ماء الصبر يحرق من تأتي ياحتيال‏

كل المسالك والخطوط‏

على مسامي سوف يعزفها سؤال‏

سأعود ياجسدي قريباً‏

من شتاء الأمس للهب المقدس‏

يوماً وقفت بساقط الجبل الشمال‏

وبذرت سري‏

في الضفيرات اللواتي ما اغتسلن من الدنوب‏

يمددن لي همس العذارى‏

ثم يبدأن الهروب‏

يا طائر الفينيق قبري‏

ما يهزك أن تؤوب‏

ها قد تفرد ريشك الدامي‏

على أرض ببصرة والجنوب‏

( جيكور) يامغلوب‏

ماذا أشتكيك‏

فلا الديار تلوح فيك‏

ولا صدى السياب ينهض من دم المطر الكئيب‏

( لأبي غريب)‏

غرق الفرات الصبر‏

واسترخي صراخ الساجدين‏

فشربت بؤس الأرض قهراً في دياري‏

مبعث الإحساس فيها‏

من أنين الياسمين‏

فبرغم جذر الغدر‏

جرح الماء والإفتاء‏

سوس الساسة المنسوج في الأحشاء‏

نزف الشارع المسكين‏

آهات الصغار‏

على طواحين المدار‏

بكل متكأ حزين‏

يبقى بوجهك يابلادي منبت الصبح العنق بالجبين‏

ولكل أفلاك الضريح هناك شوقي‏

مسفر بوح التلاقي بين أحداث اليدين‏

يا أرض إني ما اهترأت‏

ولا رحلت‏

إلى جذور الأرض إلا كي أجيئك حاملاً‏

زفرات هذا البعد عطراً يبتر القهر الدفين‏

فمتى أعود سأفتديك بكل شعري‏

فالسنابل في جبيني لاتموت‏

فلقد رضعتك والنجيمات انكسافاً‏

ذبن في ثغر الأديم‏

لكنهن المؤمنات ولم يكن في عرفهن‏

الماء يصلب أو يغيم‏

هذي خلايا الدمع أبرقت السحاب‏

رسالة المطر الغريب‏

فكما لقبري موقد‏

(للزاب) وجه من نسيم‏

تستقدم الفجر العنيد وتنحني‏

للمركب الباكي مواويل تقيم‏

ياحسن أصلك في دياري طالع‏

والعطر والمعنى يقيم‏

إني حملت دفاتري‏

ولبست صوتي‏

وانسكبت على الصراط المستقيم‏

فمتى أروح أحمل الناس اغترابي للخيام‏

كي نغرس الليمون في الصمت البهيم شجيرتين‏

عليهما ريش الحمام‏

في هدأة المطر المغير‏

أرى فؤادي قد مشى‏

والبحر ينزف والسماء‏

ياسيف هل لي بالركائز‏

فالصحائف مثقلات بالخواء‏

هذي رسالة من يحب‏

من جوف أصوات التراب‏

وكمن يظل بوجنتيك كدمعة‏

صنعت تواريخ البكاء‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية