|
لمـاذا فقـدالفيلم السوري جمهوره ؟ ! سينما والثاني من إنتاج القطاع العام المتمثل في مؤسسة السينما وهو فيلم ( علاقات عامة ) في صالة الكندي . في ذات الوقت كان هناك عرض في صالتي الشام الفيلم المصري (عمر وسلمى ج 2) في عودة نادرة إلى عرض فيلم في صالتين بذات التوقيت ، وظاهرة عرض فيلم في صالتين مفاجأة من العيار الثقيل، فقد كانت هذه الظاهرة طافية على سطح السوق السينمائية في عصرها الذهبي ،وقد اختفت تماما منذ نحو عشرين عاما ، ونعتبر عرض فيلم في صالتين ( ضربة معلم ) حيث توافرت للفيلم حملة دعائية كبيرة قامت بها الجهة المنتجة ، استفاد منها مستثمر صالتي الشام ، بل يمكن اعتبار العرض نوعا من التحدي للفيلمين السوريين . في مقابل نجاح هذا الفيلم لم يشهد الفيلمان السوريان الإقبال الذي كان ينشده منتجا الفيلمين،، لقد توفرت عدة عوامل كان من المفترض أن تجعل فيلم ( سيلينا)حديث الشارع الثقافي ، فقد كان فيلم الافتتاح لأحدث صالة في دمشق ، ورافقته دعاية واسعة شملت مختلف وسائل الإعلام واللوحات الإعلانية ، ولعب بطولته حشد من النجوم مثل دريد لحام والمطربة مريام فارس والضاحك جورج خباز ، واستند الفيلم إلى سيناريو كتبه منصور الرحباني تأسيسا على مسرحية قدمها الرحابنة في مطلع الستينات بعنوان ( هالة والملك ) . بالطبع ثمة أسباب ،ولعل ارتفاع ثمن تذكرة الدخول إلى الصالة سبب جوهري ولكنه ليس السبب الوحيد، فابتعاد الجمهورعن الفيلم السوري ذو شجون، ، وربما كان فيلم (سيلينا ) أحسن حالا من زميله العام (علاقات عامة ) أضعف أفلام مؤسسة السينما من الناحية الجماهيرية ، ومن المؤسي أن تدخل إلى صالة العرض فلا تجد سوى ثلاثة أو خمسة أشخاص. هذا الوضع الذي وصلت إليه عروض الأفلام يحرضنا على التساؤل : لماذا فقدت الأفلام السورية جمهورها ؟ وهل تتعلق الأسباب بالجمهور أو الفيلم ؟ وقد يعترض بعضهم على تخصيص الفيلم السوري بفقدان جماهيرته ، ويؤكد أن المشكلة عامة ، ويرى أن عصر السينما انتهى ، وحسما للجدل نحيله إلى مشهد العروض الحالية ونضع سيلينا وعلاقات عامة بمقابل (عمر وسلمى ) . ومن يتابع أحوال السينما في بلادنا يدرك أن الأسباب تتعلق بجميع ما ذكرناه ، لكن السبب الأهم تراكمات كثيرة تواصلت خلال ثلاثين عاما ، وخاصة منذ منتصف الثمانينيات لتوصل عرض الفيلم السوري إلى ما وصل إليه اليوم ، وهي معرفة في الأوساط السينمائية العامة والخاصة . وباختصار فقد الفيلم الجمهور المتابع ، ففي فترته الذهبية كان هناك مخلصون للسينما ، وكانت العروض تشهد تدافعا شديدا ، ولاسيما أفلام دريد ونهاد ، أما شباب اليوم فهم ـ باستثناء فئة قليلة ـ غير مخلصين لأي شيء. على الجانب الآخر تغيرت الأفلام ، فلم تعد تلك النوعية التي يمكن لأحدهم أن يضحي بوقته وماله وتكبد مشاق التنقل لمشاهدة الفيلم ، وبصراحة أغلب أفلام هذه الأيام لا تبتعد عن مواصفات السهرة التلفزيونية بفكرتها وطريقة شغلها ونجومها . ويمكن ان نتحدث أيضا عن نوعية الفيلم ومحتواه ، فجمهور اليوم يريد سينما للتسلية والترفيه ، ولم يعد المشاهد يرغب بالأدلجة لأنه شبع منها ، أنه يريد شيئا بصريا يخرجه من المآسي التي يحياها ويشاهدها على تلفزيون الواقع ، وعمر وسلمى ودكان شحاته مؤشران على الفيلم الذي يريده الجمهور، ، ولو استرجعنا أفلام دريد ونهاد ( عقد اللولو ، ولقاء في تدمر ، ومسك وعنبر ) وأفلام رفيق سبيعي ( شروال وميني جوب ونساء للشتاء ) ومحمود جبر ( جسر الأشرار، وشباب في محنة ) وإغراء ( أسرار النساء وأمرأة برسم البيع) ،سنكتشف أنها لا تبتعد كثيرا عن دكان شحاته .
|