هي حركة لا تعرف الكلل والملل لأن طبيعة الجولان تختلف عن أي طبيعة في أية منطقة أخرى، الأمر الذي جعل أبناء الجولان يتمسكون بأرضهم أرض أجدادهم عبر التاريخ الطويل البعيد.
الذاكرة تعيدنا اليوم إلى إحدى القرى التاريخية في جولاننا الحبيب وهي قرية ذات موقع استراتيجي يعطيها مكانة مميزة بين القرى الجولانية الأخرى، بالإضافة لموقعها التاريخي القديم، إنها قرية «خسفين» التي تقع في أرض منبسطة جنوباً باتجاه وادي الرقاد على ارتفاع 436م عن سطح البحر تعود أهميتها لموقعها الاستراتيجي بين طريق الحمة ونهر اليرموك وترتبط بطرق شمال الجولان.
كانت تعتبر من القرى الرئيسية في الجولان في أواسط القرن التاسع عشر، بلغ عدد سكانها في عام 1967 حوالي 1634 نسمة، اعتمدوا في معيشتهم على زراعة القمح والشعير والذرة والزيتون وتربية الأبقار والأغنام، وتنتشر فيها أشجار الكينا ونشطت في أسواق القرية حركة تجارية في تسويق الحبوب والماشية.
تتبع القرية إدارياً إلى مركز ناحية فيق في محافظة القنيطرة ويعود إعمارها إلى عهود قديمة عايشتها سورية حيث وجدت فيها آثار مهمة تعود إلى العهدين الروماني والبيزنطي محفوظة في المتحف الوطني في مدينة دمشق إضافة إلى العثور على كنيسة بيزنطية وأبنية وغرف وخانات قديمة تعرضت إلى التدمير أثناء الاحتلال الصهيوني للجولان عام 1967.
تاريخياً عرفت خسفين كمسقط رأس القديس مكسيموس وهو رئيس ديوان الملك هيرقل ومستشاره أثناء حكم الامبراطورية الرومانية الشرقية للمشرق وتحولت أثناء الحروب الصليبة إلى مقرٍّ للقوات العربية بعد هزيمتها في موقعة بيت شان في نهاية القرن التاسع عشر.
أبناء القرية الذين أصبح مجموعهم من المتعلمين المتابعين لدراستهم يتوقون اليوم في العودة إلى قريتهم لدراستهم ليعيدوا لها تاريخها الذي حاولت يد الغدر الصهيونية تلويثه جراء تغيير ملامحها من خلال تدميرها لكل شيء على وجه الأرض.
وأبناء القرية يؤكدون أن يوم التحرير قريب وقريب جداً لأن الإرادة إرادة التحرير هي الدافع لعودة الحقوق لأصحابها طال الزمن أم قصر.