خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان أمس بأنها بمثابة عملية جرد وتقييم للاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال الدورات السابقة حيث تمت مناقشة الصعوبات والمعوقات التي تعترض ما لم ينفذ من هذه الاتفاقيات لافتاً الى أنه تم تشكيل لجان متابعة زمنية وتنفيذية لترجمة هذه الاتفاقيات على أرض الواقع وضمن المدد الزمنية المحددة لها.
التكامل الاقتصادي
وعبر المهندس عطري عن ارتياحه لما تم انجازه من أعمال في هذه الدورة التي جرت مباحثاتها في اجواء أخوية أتاحت مناقشة كافة القضايا بروح من المسؤولية والرغبة المشتركة في كل ما من شأنه أن يطور علاقات التعاون القائمة بين سورية واليمن ويرتقي بها الى المستوى المنشود في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية وسواها من مجالات التعاون الاخرى وأن يكون ما تحقق من نتائج ايجابية في هذه الدورة منطلقاً لتعاون أوسع وأشمل ولا تقتصر نتائجه على البلدين الشقيقين فحسب بل تمتد آثاره نحو هدف أكبر هو تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي العربي، مؤكداً أن هذا الهدف بات انجازه ضرورة تمليها مصلحة الامة ولا سيما في المرحلة التي تحتم على العرب حشد الطاقات ووحدة الصف لمواجهة الضغوطات والتحديات الخارجية التي تستهدف البلاد العربية.
تبادل الأفكار
وشدد عطري على حرص سورية للانطلاق بما هو قائم الى آفاق رحبة وأن يتم الوقوف عند ما تحقق في مراحل التعاون السابقة بهدف تقويم الوسائل والاساليب وتجاوز المعوقات وتبادل الآراء والافكار والمقترحات الكفيلة بتعميق ما هو قائم بين البلدين وتطويره، حيث بذلك يكون الجانبان قد قطعا على طريق التعاون المشترك خطوات جديدة تلبي تطلعات الشعبين الشقيقين وتجسد توجيهات قائدي البلدين.
وأكد أن ما تم الاتفاق عليه من برامج واتفاقيات يقتضي مضاعفة الجهود وتعزيز عملية المتابعة واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتنفيذها وتطبيقها بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة واشار عطري الى أهمية انضمام اليمن الى الشركة المشتركة السورية الاردنية للملاحة البحرية لما يساعد ذلك على انسياب السلع بين هذه البلدان وتعزيز التجارة البينية .
استكشاف الفرص الاستثمارية
أكد الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني أن ما نتج من اتفاقيات عن هذه الدورة سيكون له الاثر الكبير في تطوير العلاقات الاقتصادية وتفعيل التبادل التجاري بين البلدين وتسهيل عملية انسياب السلع مشدداً على أهمية المتابعة في تنفيذ هذه الاتفاقيات وضرورة أن يتم تعزيز التجارة البينية المشتركة وازالة كافة المعوقات التي تؤخر نمو هذه التجارة مشيراً الى أهمية تبادل الاستثمارات بين الجانبين داعياً رجال الاعمال بكلا البلدين الى استكشاف الفرص الاستثمارية والاستفادة من الامكانات المتاحة وخاصة أن كافة المجالات الاستثمارية سواء في السياحة أو الصناعة والنفط والغاز وغيرها مفتوحة أمام الجميع لاقامة مشاريع مشتركة فيها.
وأكد مجور على أهمية دور مجلس رجال الأعمال في تنشيط العلاقات الاقتصادية وتحقيق شراكات فعلية بين رجال الأعمال تساهم في دفع عملية التنمية وزيادة حجم التبادل التجاري مشدداً على ضرورة الارتقاء بالترابط الاقتصادي الى مستوى الترابط السياسي القائم بين البلدين.
13 اتفاقية
وفي ختام اجتماعات اللجنة قام المهندس عطري والدكتور مجور بالتوقيع على محضر اجتماعات اللجنة العليا المشتركة السورية اليمنية.
تضمنت الاتفاقيات برنامجاً تنفيذياً للتعاون الرياضي وقعها الدكتور فيصل البصري رئيس الاتحاد الرياضي العام السوري وعبد الحافظ السمة أمين عام رئاسة الوزراء اليمني ومذكرة تفاهم للتعاون بين الاتحاد العام للفلاحين السوري وقعها حماد السعود رئيس الاتحاد والشيخ محمد بشير رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي اليمني وبرنامجاً تنفيذياً لاتفاق التعاون الصحي وقعه الدكتور رضا سعيد وزير الصحة وعبد الكريم راصع وزير الصحة العامة والسكان اليمني وبرنامجاً تنفيذياً ثانياً لمذكرة التفاهم في مجال حماية البيئة وقعه الدكتور تامر الحجة وزير الادارة المحلية والدكتور بكر القربي وزير الخارجية اليمني وبرنامجاً تنفيذياً للتعاون في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات وقعها الدكتور عماد صابوني وزير الاتصالات والتقانة والمهندس كمال الجبري وزير الاتصالات وتقنية المعلومات اليمني ومذكرتي تفاهم للتعاون بين الشركة العامة للطرق والجسور السورية والمؤسسة العامة للطرق والجسور اليمنية وثانية بشأن انضمام حكومة الجمهورية اليمنية للشركة المشتركة السورية الأردنية للملاحة البحرية حيث وقع هاتين المذكرتين عن الجانب السوري الدكتور يعرب بدر وزير النقل والمهندس خالد ابراهيم وزير النقل عن الجانب اليمني.
ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الكهرباء وقعها المهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية ونعمان الصهيبي وزير المالية اليمني وثلاث مذكرات في مجالات التعاون في صناعة المعارض والاسواق الدولية ومجال حماية المستهلك وبرنامجاً تنفيذياً بين هيئة تنمية وترويج الصادرات السوري والجهاز الفني للمجلس الأعلى لتنمية الصادرات اليمني حيث وقعها عن الجانب السوري الدكتور عامر لطفي وزير الاقتصاد والتجارة وعن الجانب اليمني الدكتور يحيى بن يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة ومذكرة تفاهم في مجال التعاون السياحي وقعها عن الجانب السوري الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة وعن الجانب اليمني أحمد مساعد حسين وزير شؤون المغتربين.
تفعيل الاتفاقيات الصناعية
ومن جانب آخر وفي اطار اجتماعات الدورة التاسعة للجنة العليا السورية اليمنية المشتركة بحث الدكتور فؤاد الجوني وزير الصناعة مع وزير الصناعة والتجارة اليمني الدكتور يحيى بن يحيى المتوكل سبل تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في المجال الصناعي والمواصفات والمقاييس وذلك من خلال العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما و لاسيما المنتجات النسيجية والكيميائية خاصة أن اليمن قد انضم الى شركة النقل البحري السورية الاردنية الامر الذي يساهم في زيادة التبادل التجاري واقامة المشاريع الصناعية المشتركة بالتعاون مع القطاع الخاص الصناعي بكلا البلدين، كما ناقش الجانبان امكانية الاستفادة من الخبرات السورية في مجال الصناعات النسيجية والكيميائية والهندسية لاعادة تأهيل وتطوير الصناعة اليمنية واقامة المدن والمناطق الصناعية في اليمن وكذلك تدريب الكوادر اليمنية في كافة المجالات الصناعية، وأكدا على ضرورة اقامة المعارض الصناعية المتخصصة المشتركة في البلدين.
الحسين يبحث مع نظيره
اليمني تطوير التعاون المصرفي
وبحث الدكتور محمد الحسين وزير المالية ونظيره اليمني نعمان طاهر الصهيبي أمس تطوير العلاقات في قطاعات المصارف والتأمين والجمارك والضرائب والرسوم حيث تم الاتفاق على تواصل التنسيق في المجالات المالية والقيام بمراجعة لكل ماهو قائم بين البلدين فيما يتعلق بالرسوم والاجراءات الجمركية للعمل على تبسيطها وتخفيضها وتجاوز المعوقات وتعزيز التعاون في القطاعين المصرفي والتأمين.
واعرب الدكتور الحسين عن استعداد الوزارة لتقديم مختلف اشكال الدعم والتعاون للجانب اليمني ووضع صيغة تعاون وتكامل في الاجهزة المختلفة من خلال حزمة التشريعات التي أصدرتها سورية في مجالات الرسوم والجمارك والتأمين والمصارف والتأهيل والتدريب وفتح آفاق أوسع من التعاون مشيرا إلى اهمية الغاء الرسوم على الافراد والبضائع والسيارات بما يعزز حركة التبادل التجاري بين البلدين.
بدوره اعرب وزير المالية اليمني عن رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة السورية المتطورة في مجال القوانين الضريبية والجمركية والمالية مشيرا إلى ان تشابه الظروف والمعطيات الاقتصادية بين البلدين والخطوات المتقدمة التي حققتها سورية يعطي فرصة كبيرة لليمن للاستفادة منها.
سعي يمني للاستفادة من تجربتنا في القبول الجامعي
وعقد الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي امس اجتماعا مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني الدكتور صالح علي باصره تم خلاله بحث سبل التعاون العلمي المشترك بين البلدين. وتم خلال الاجتماع مناقشة البرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي الموقع بين البلدين، كما تم بحث سبل التعاون والبحث العلمي المشترك والاتفاق على عقد ندوة علمية مشتركة بين البلدين خلال الفترة القادمة، اضافة الى بحث موضوع القبول الجامعي وسعي اليمن للافادة من التجربة السورية بهذا المجال. واشار الوزير بركات الى العلاقة الوطيدة مع الجامعات اليمنية التي ترقى الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين حيث ترتبط مؤسسات التعليم السورية واليمنية بعدد من الاتفاقيات ما يعكس مدى اهتمام سورية في دعم القدرات في البلدان العربية وخاصة اليمن الشقيق.
بدر: انضمام اليمن إلى
شركة الملاحة تعزيز للتجارة
أوضح الدكتور يعرب بدر في تصريح للاعلاميين أن مذكرة التفاهم الموقعة مع الجانب اليمني تضمنت اجراءات انضمام اليمن الى الشركة السورية الاردنية للملاحة حيث سيتم أولاً تقييم اصول الشركة السورية الاردنية من قبل جهة خارجية ذات خبرة وبناء على هذا التقييم سيتم توزيع ثلاث حصص بين الدول بالتساوي مبيناً أن اليمن ستنضم من خلال سفينة تسمى مأرب وأن نفس الشركة التي ستقوم بتقييم أصول الشركة السورية الاردنية ستقوم بتقييم السفينة مأرب وستدخل اليمن من خلال هذه السفينة وبحصة اخرى بما يعادل حصتها من الشركة السورية الاردنية اليمنية للنقل البحري موضحاً أن مجموع الاصول تضم ثلاث سفن بما فيها سفينة مأرب مشيراًَ الى أن الشركة السورية الاردنية للنقل البحري بصدد اجراء تحديث لاسطول السفن لديها وذلك للاستفادة من الظروف الحالية المتمثلة بانخفاض اسعار السفن.
من جانبه اعرب الوزير اليمني عن شكره العميق لوزارة التعليم في سورية التي تعد من اكثر الدول التي تستقطب الطلاب اليمنيين للدراسة الجامعية مؤكدا عدم شرعية مكاتب الجامعات الخاصة اليمنية الموجودة خارج اليمن .