تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يخضع بلير لمساءلة نيابية عن مبررات الحرب على العراق ?

لندن
يو.بي.أي
عربي ودولي
الاحد 27/11/2005م
لن يكون عيد الشكر مناسبة سعيدة بالنسبة للرئيس الأميركي جورج بوش, لكن تكفيه نظره عبر الأطلسي ليعلم أن الأمور يمكن أن تكون أكثر سوءا. حليفه الأقرب, رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير, يواجه تحقيقا برلمانيا شاملا في حرب العراق ومبرراتها وتتجه أربعة أحزاب بريطانية لتأييد اقتراح مساءلة بعنوان: إدارة السياسة الحكومية في ما يتعلق بالحرب على العراق والمطالبة بطرحها على النقاش في مجلس العموم.

ويبدو أن محركي الاقتراح يضمنون الحصول على التواقيع ال 200 المطلوبة لطرح النقاش في مجلس العموم, ما يطرح تساؤلا عن مدى ولاء أعضاء حزب العمال لبلير, بعدما تمرد بعضهم عليه.‏

وقال زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي أليكس سالموند: إن هذا الاقتراح المتواضع قد يكون رأس جبل الجليد الذي تبحر سفينة بلير للاصطدام به .‏

وألحق المتمردون في حزب العمل هزيمة غير مسبوقة ببلير في الدور البرلماني الحالي, أما بالنسبة إلى موضوع العراق, فثقته بأعضاء حزبه ليست قوية. فقد سارع أحد المتمردين, ألآن سمبسون, إلى التوقيع على اقتراح المساءلة.‏

وجاء في الاقتراح أن المجلس يعتقد بضرورة تشكيل لجنة مختارة من سبعة أعضاء من المجلس الاستشاري لمراجعة أداء الحكومة حيال العراق وجميع المسائل المرتبطة بالحقبة المؤدية إلى العمل العسكري في ذلك البلد في 20 آذار العام ,2003 وما بعده.‏

لقد واجه بوش مساءلات سابقة حيال اعتماد المعلومات الاستخبارية وغيرها , ولكنها لم تكن قاتلة. أما التوجه الحالي فقد يكون الأول الذي يركز على طريقة اتخاذ القرار بالذهاب إلى الحرب.‏

ويأتي التحقيق وفي وقت صعب بالنسبة إلى بلير, خصوصا بعد تدني الثقة الشعبية بالحكومة.‏

ويتزامن التحقيق مع رزمة من الإحراجات تواجه الحكومة, ومن ضمنها محاولة اللجوء إلى قانون الأسرار الرسمية لإعاقة التغطية الصحافية لمذكرة رسمية سرية مسربة تحتوي على ما يزعم بأنه محضر محادثة جرت العام الماضي بين بوش وبلير ثنى خلالها رئيس الوزراء البريطاني الرئيس الأميركي عن عزمه على قصف مقر فضائية الجزيرة في قطر.‏

ونفى البيت الأبيض النبأ الذي نشرته صحيفة الدايلي ميرور, معتبرا أنه غريب . لكن التمسك بقانون الأسرار الرسمية لمنع المزيد من التدقيق الإعلامي في الموضوع أعطاه مزيدا من الشهرة.‏

وفيما تعيش بريطانيا بردا جراء العاصفة الثلجية الأولى في فصل الشتاء, يتعرض بلير لضغوط نتيجة ارتفاع سعر الغاز. واعترف يوم الثلاثاء الماضي بأن البلاد تواجه صعوبات حيال أسعار الغاز, مشددا على أن صناعة الطاقة تبذل قصارى جهدها لمواجهة الطلب المتزايد بعدما ارتفعت الأسعار بمقدار الثلث في فترة قياسية.‏

وتواجه بريطانيا أيضا مشكلة الأنفلونزا, وقد اعترف بلير للبرلمان بأن الطلب على لقاح الأنفلونزا هذه السنة غير مسبوق. وارتكبت وزيرة الصحة باتريسيا هيويت خطأ بإلقاء اللوم على الأطباء الذين اتهمتهم بتأمين اللقاحات لأشخاص غير مهددين بالإصابة بالمرض.‏

والإحراج يلازم بلير, حتى في سفره. الشركاء التقليديون لبريطانيا في الكومونولث المؤلف من 53 دولة سيضغطون على بلير لإقناع الاتحاد الأوروبي بخفض دعمه لقطاع الأغذية وإلغاء نظام التعرفة الجمركية في محادثات التجارة العالمية المقبلة. وعلى الرغم من أن بلير هو الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي, فإن حظوظه في إقناع النادي المؤلف من 25 دولة بتبني مطالبه تبدو شبه معدومة.‏

الأوروبيون غاضبون من بلير لفشله في تحقيق اتفاقية موازنة للسنوات السبع المقبلة. وناشد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو نظراءه في بروكسيل إدراك عمق المعضلة السياسية التي تواجه بلير في وطنه.‏

وعندما تبدأ مساءلة الحكومة عن حرب العراق, سيبدو سترو سعيدا لأنه الوزير الذي سعى, حتى اللحظة الأخيرة, لإقناع بلير بالتراجع عن قرار الحرب, ولكنه فشل. لذلك تعرف حرب العراق الآن في أوساط حزب العمال بحرب بلير , ولذلك تبدو المساءلة الجديدة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لبلير الذي يخوض أكثر من حرب على أكثر من جبهة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية