وبسلاح غربي الصنع، لذا لا يكاد حكام النفط والغاز يعودون من زيارة حتى يعقبوها بأخرى، داخلين إلى قطر وخارجين منها ولكن بخفي حنين، دون أن تعود تلك الزيارات والصولات والجولات عليهم إلا بالمزيد من الخجل والكسوف، ولا يجنون سوى الخيبة.
مراقبون وإعلاميون ومتابعون لتلك الجولات قالوا إن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم غادر الأسبوع الماضي من القاهرة إلى الولايات المتحدة وقبل وصوله إليها حطت طائرته في مطار أورلي بباريس وانتقل من هناك إلى مبنى تابع لإحدى المؤسسات الأمنية في باريس وعقد اجتماعاً مع ضباط أمن فرنسيين وإسرائيليين وقيادة محطة المخابرات الأميركية في العاصمة الفرنسية.
وفي هذا السياق أكدت مصادر واسعة الاطلاع، لموقع (المنار) المقدسي أن حمد «المسكين» ناقش مع المسؤولين الأمنيين في الاجتماع المذكور فشل محاولات إسقاط سورية وتقسيمها، وبدا غاضبا من تلاحم الجماهير السورية مع قيادتها، وتماسك الجيش والشعب السوري، وثبات المؤسسات المدنية والعسكرية والسلك الدبلوماسي السوري، ما يؤكد حالة الإفلاس التي وصل إليها «الشيخ» القطري، وعدم قدرته على متابعة المشوار الذي بدأه وأميره لخدمة أميركا، ونفاد الأفكار والخطط التي تجعله أهلاً للمتابعة، كما يؤكد ذلك الحالة التي انحشر فيها الغرب وأزلامه في المنطقة وعنق الزجاجة الضيق الذي علقوا فيه.
المصادر ذكرت، أن حمد بن جاسم ناقش تفاصيل جديدة من المرحلة الثالثة لمخطط ضرب سورية، وتتضمن الاستمرار في تجنيد إرهابيين لتنفيذ عمليات انتحارية لترهيب المواطنين وشل الحياة في سورية، والسعي لاستقطاب موظفين كبار في مجالات مختلفة تحت لافتة الانشقاق والاحتجاج، واستئناف عمليات اغتيال العلماء والنخبة فيها، وتفجير المؤسسات والمرافق العامة، وزيادة أعمال القتل في صفوف قوات الأمن والجيش السوري والمؤسسات الوطنية.
وتقول المصادر، إن حمد بن جاسم ذكر للمجتمعين معه، أنه يتحدث باسم السعودية أيضا، حيث جدد استعداد الدوحة والرياض لإنفاق مليارات إضافية من أجل ضرب وتفتيت سورية، وأن على أميركا وإسرائيل وتركيا وفرنسا العمل بأشكال أخرى، وتكثيف الضغوط واستخدام مجلس الأمن لضرب سورية، محذرا بأن فشل المؤامرة على سورية يعني ضرب الاستراتيجية الأميركية وتهديد «أمن إسرائيل» وانهيار الأنظمة الخليجية، وذلك يؤكد بالدليل القاطع أن حمد ومن معه باتوا في الظلام ولا يعرفون ما سيفعلونه لافتقادهم أبسط معايير التعقل والسيادة والإرادة، إلا ما يكفيهم ليكونوا أدوات خانعة وذليلة تنفذ إملاءات أسيادهم في الدوائر الاستعمارية الغربية دون النظر إلى مصالح الشعوب العربية والإسلامية.
وكشفت المصادر عن أن حمد بن جاسم، عقد في نفس المبنى لقاء ضم ثلاثة من أعضاء مجلس «اسطنبول»، بحضور كل من المدعو عبد الحليم خدام وسعد الحريري وأحد مستشاريه وبحضور ضابط أمن إسرائيلي وفرنسي طالبا منهم التوحد والمصالحة، لمنع المؤامرة من الانهيار، وأبلغهم بأن الفشل يهددهم، شارحا الصعوبات التي يواجهها في مصر وسورية، ودعا الحريري إلى البدء بتفجير الأوضاع في الساحة اللبنانية وتكثيف عمليات نقل الأسلحة والإرهابيين إلى سورية عبر الحدود، واعداً إياه بتخفيف وحل أزمته المالية، واعترف خدام، بأنه أرسل نجله إلى الحدود اللبنانية السورية لتشكيل خلايا إرهابية والإشراف على عمليات تهريب السلاح.
إذاً هذه الجولات المكوكية التي يقوم بها حمد ليست إلا محاولة جديدة لاحتواء فشل المخطط التدميري الذي أرادوه لسورية، والإعداد للمرحلة المقبلة، ولاسيما بعد ما توصلت إليه بعثة الجامعة من وقائع ورؤيتهم للمجازر التي يرتكبها الإرهابيون بحق السوريين، ورغبة قطر بتجاوز المراحل التي وصل إليها المراقبون.