ولاتبني أنثى الوقواق عشها لتضع فيه بيضها لأن كل فرخ يخرج الى الحياة بغريزة موجهة لابادة غيره وهو في ذلك لايستطيع أن يميز بين أشقائه ، فلابد أن يقضي أحد الفرخين على شقيقه ويصبح حالهما كحال الأخوة الأعداء ، ويسعد الوالدين عندما يرى فرخاّ بهذه القوة والحيوية والنمو السريع ولهذا لايدخر جهدا في امداده بالمزيد ، ولايهتم بالفرخ الذي من صلبه فيأكل فرخ الوقواق وينمو وغيره يجوع ويهزل ويموت وهذا أبشع صور الانتهازية والخداع .وربما تكون أفراخ الوقاويق خاصة واناثها عامة بمثابة صمام الأمان لتحد من ظاهرة انفجار سكاني رهيب فلو ترك الأمر للأنواع المجني عليها لتكاثرت دون ضابط أو رابط وعند ئذ قد لاتجد ماتأكله وبهذا تحدث بينهما مجاعات رهيبة ، قد تؤدي الى أوبئة والأوبئة تبيدها بالآلاف والملايين فكأنما هذا النوع هنا سيصبح ظالماّ لنفسه وجانياّ على ذريته ومخلاّ بأحد قوانين الحياة التي تبغي التوازن بين الآكل والمأكول أو العرض والطلب أو الانتاج والاستهلاك .‏