إلى قسم شمالي شرقي مرتفع هو الجولان وآخر منخفض حيث يشير أبناء الجولان إلى أن هذه التضاريس قد أعطت أرض الجولان خصوصية في الحياة الاجتماعية والزراعية
الحاج أبو قاسم يقول عن الجولان الأعلى إن متوسطات ارتفاعه تقع بين 650- 850- 900 م تقريباً فوق سطح البحر ، وقسـم جنوبي وجنوبي- غربي منخفـض هو (الجولان الأدنى أو المنخفض) الذي تتراوح ارتفاعاته المتوسطة بين 600- 300 م فوق سطح البحر. وسطح الهضبة منحدر من الشمال الشرقي والشرق باتجاه الجنوب الغربي والغرب بصورة عامة.
وتختلف طبيعة السطح بين القسمين، ففي الجولان الأعلى حيث تشتد انحدارات السطح نسبياً، تكثر الأحجار والكتل البازلتية الكبرى، وتزداد الأرض خشونة و وعورة، تغسل مياه الأمطار صخورها فتصبح عارية، تقل بينها التربة والمواد الناعمة ، التي تنقلها مياه الأمطار والسيول إلى الأنحاء المنخفضة.
أما في الجولان الأدنى المنخفض فتقل انحدارات السطوح، وكذلك فروق الارتفاعات المحلية، كما تتراجع نسبة الأحجار والصخور مقابل ازدياد مساحات الأراضي المنبسطة المغطاة بالتربة والمواد الناعمة تعرف محلياً بالـ (سهول) الصغيرة، مثل سهل فيق- العال، وسهل كفر حارب والجوخدار في الجنوب.
ويتابع قائلاً: من أبرز المعالم التضاريسية في الجولان مظاهر الأودية، التي تقع بداياتها في المرتفعات الهامشية الشمالية والشرقية، وتأخذ بالتعمق في جسم الهضبة لتتحول تدريجياً إلى أودية عميقة وخانقة مع اقترابها من مصباتها في نهر اليرموك ونهر الشريعة (الأردن)، وبحيرة طبرية. ويقدر عدد الأودية المهمة بنحو 20 وادياً، أهمها أودية بانياس والفاجر و جليبينة و حوا-الصفا- اليعربية، ثم أودية زبيد والسمك ومسعود. وتشكل أودية الهضبة عوائق طبيعية تفرض على طرق المواصلات فيها محاور تتفق مع مساراتها في أغلب الحالات.
أما تضاريس الجولان فتتألف من مجموعتين تشمل المجموعة الأولى النهايات الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ، ومرتفعات شمال شرقي الجولان ثم جبال الجولان البارزة بين وادي الرقاد وطريق القنيطرة- الخشنية- الرفيد. إن نهايات جبل الشيخ وإن كانت غير داخلة في نطاق الجولان الطبيعي فإنها أصبحت إدارياً جزءاً لا يتجزأ من محافظة القنيطرة، وأضحى انتماؤها السكاني- الاقتصادي بالقنيطرة والجولان مألوفاً. وهي عبارة عن ألسنة جبلية ترتفع لأكثر من 1000- 1500 م وفي القمم لأعلى من 2000 م فوق سطح البحر، تحددها مسيلات تتحول إلى أودية أهمها وادي العسل، الذي يمر في أراضي مزارع الغجر (شبعا حالياً). وصخورها كلسية ورسوبية أخرى متنوعة.
تليها باتجاه الجنوب مرتفعات أرض الجولان الشمالي المؤلفة من نهوض من الطفوح الاندفاعية التي يصل متوسط ارتفاعها إلى 900 م فوق سطح البحر ، وتتوجها براكين خامدة ترقى لأعلى من 1100- 1200 م فوق سطح البحر. وتنتهي في الجنوب عند ممر القنيطرة، بوابة الجولان على سورية الداخلية.
تبدأ جنوب ممر القنيطرة سلسلة متصلة من الكتل والمخاريط البركانية تعلو جسم الهضبة مكونة جبال الجولان الشرقية، التي ترتفع لمتوسطات تزيد على 1000- 1100 م فوق سطح البحر.
أبرزها تل أبو الندى (الذي يحوي واحدة من أمات المحطات العسكرية الألكترونية في العالم)، وتل عين زيوان و تل بات كراي وتل الحزيقة وتل عكاشة وغيرها من تلال بركانية أخفض، حيث تنتهي السلسلة عند ممر الرفيد- نوى.
أما المجموعة الثانية الجروف الهامشية فهي تتمركز عند حدود الجولان الغربية والجنوبية والمجرى الأدنى لوادي الرقاد وادي الطعيم.
وتقع دون مستوى سطح الجولان، لأنها ترسم حافاتها. والصفة الغالبة عليها أنها أشرطة ضيقة تساير الجروف وجوانب الأودية.
وهي ذات انحدارات قوية تراوح شدتها بين 45-90 درجة في معظم قطاعاتها, وقد تكون مدرجة الجوانب. وهي معرضة للانهيارات وتساقط الصخور نتيجة الحت التراجعي بواسطة المياه الجارية، ولا سيما السيول منها. وتترافق الأودية الكبيرة بانتشار ظاهرة مخـــاريط الانصباب الرسوبية عند مخارجها من الهضبة، وتعرف محلياً باسم (فَرْش الوادي).
وعموماً فإن تضاريس الجولان تنتمي جيومورفولوجياً إلى مجموعة التضاريس البنيوية المتأثرة بأعمال الحت والتعرية الحديثة، نتيجة حداثة الحركات البنائية التي كونتها، وقصر عمر أعمال الحت والتعرية والنقل والترسيب. ويظهر ذلك جلياً في المقاطع العرضانية للأودية العميقة والخوانق المدرجة، ومقاطعها الطولانية غير المنتظمة والشديدة الانحدار. كما يظهر في البراكين والمرتفعات التي مازالت تحتفظ بأشكالها البنيوية الأصلية بنسبة كبيرة. أما الأشكال التضريسية الرسوبية فمحدودة جداً، ولا تتعدى ما تحمله مياه الأمطار والسيول إلى المنخفضات الصغيرة المبعثرة على سطح الهضبة، أو إلى مخارج الأودية عند أقدام الجروف الغربية خاصة.