إنها شموخ وعزة قاسيون ،سورية المنزل والمأوى ،والحياة والشرف والكرامة ، في سورية حيث نعيش مع بعضنا كالفسيفساء من مختلف الأطياف، نعيش حياة مشتركة في السراء والضراء، فالمحبة وروح الإخاء نراها في صفوف أبنائها وأساسها القائم هو احترام الأديان والعيش المشترك وتشاطر الأحزان والأفراح، والتلويح بسيف الطائفية فخٌّ نصبه لنا الرجعيون العنصريون، لأن سورية فسيفساء روحي وجداني ارتقى من عمق أبجدية التاريخ ليرسم صورة الحضارة.
صحيحٌ أن سورية تمر بأزمة داخلية، صنعها وموّلها أعداءها في الخارج ،و الحرب التي أعلنت عليها شرسة وحاقدة اشترك فيها جميع الحاقدين عليها من مدعي العروبة ودول كانت تدعي الصداقة في المنطقة، لكننا نواجهها بكل صمود وكبرياء، لأن سورية رمز التحدي والصبر.
سورية.. لقد صبر أبناؤك وكان لهم منذ عامين ونيف قصصاً تروي الجلد والتحمّل والصبر على البلوى، وأضحى المواطن السوري مثالاً يُحتذى لقدرته على التحدي للواقع المرير ، وأصبح همّه أن يخرج الوطن سليماً معافى من محنته ، وأعطى صورة جميلة عن التعاون والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، ما دفعه لتقديم كل ما لديه من وسائل العون والمساعدة لمن عكرت صفو حياتهم الأحداث المؤلمة.
ما حدث لن يكون إلا غيمةٌ سوداء غطّت وعصفت فوق سماء سورية، وعاصفة في فنجان لن تستطيع المناورة، وسوف تنجلي تلك الغمامة بصمود الوطنيين الشرفاء من أبنائها، وسيزيد ذلك شعبنا قوة، ورغم قذائف الغدر والخيانة التي أصبحت جزءاً من حياتنا إلا أننا نمارس حياتنا الطبيعية كل يوم ونذهب لأعمالنا ونحاول أن نعيش الحياة بشكلها المعتاد فالفرج قريب بإذن الله وسيعافى وطننا من آلامه وجراحه، لأن النصر بالنهاية هو غايتنا وهو مقصدنا.
سورية مهلاً على المحنة .. فالفرج قريب و هو آت .. دمشق مهلاً على البلوى فكم صهرت ... سباك الذهب الغالي فما احترقا..ومهما حاول الأوغاد من تسميم أجوائنا لن يستطيعوا، فالأصدقاء كُثر .. ويعلمون علم اليقين أنها تدافع عن وجودها وكبريائها وحرية استقلالها وسيادتها.