تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المرأة بين أبسن.. وبرناردشو!!

مسرح
الثلاثاء 17-9-2013
دفعت مسرحية (بيت الدمية للكاتب النرويجي ابسن عام 1879 المشرعين وعلماء الاجتماع لأن يعيدوا النظر في قضية المرأة وحقوقها،

وتأتي هذه المسرحية على رأس قائمة الأعمال المسرحية العالمية التي تعرضت بكل صراحة ووضوح لقضية المرأة في المسرح.. وتعتبر البداية الحقيقية لهذا الظهور بشكل مكتمل وناضج.‏

«بيت الدمية» التي تعد ثورة ضد الأعراف والقوانين السائدة في ذلك الوقت فالمسرحية تقدم (نورا) الزوجة الوفية المخلصة لزوجها والمحبة لبيتها وأبنائها، إلا أن الزوج أصيب بمرض، ما دفع بالزوجة للاستدانة لعلاج زوجها من رجل شرط اشترطاً عليها أن توقع على شيك باسم والدها المتوفى، سددت نورا الدين، لكن الزوج يكتشف الأمر ويرفض مسامحتها، فتكتشف الزوجة حقيقة زوجها الأنانية واستحالة الحياة معه فتخرج من البيت وتغلق الباب خلفها إلى عالم أوسع.‏

الأمر يختلف (عند برناردشو) ففي مسرحيته (كانديدا) يقول في نصه المسرحي إن الشقاء قد يحل بالبيت إذا ما عاملت الزوجة زوجها (كدمية)، ذلك أننا نجد الزوج شديد الرغبة في التملك، تقليدي في نظرته للمرأة، يعاملها كدمية، فتمنعه من المضي في محاولته... بقوة شخصيتها ووعيها التام بمركزها وقيمتها، والاختلاف هنا يتمثل في أن الزوجة تحب زوجها، وتدرك محاولاته لامتلاكها وحرمانها من حقوقها وحريتها، إلا أنها تفسد هذه المحاولات وتقرر البقاء معه لتلقنه درساً يختلف عما فعلته نورا حين تركت بيتها.‏

إن المرأة هنا عند برنارد شو هي الزوجة المحافظة على التقاليد، وهو موقف طبيعي وليس تقليدياً، وهي هنا تضرب عرض الحائط ببعض التقاليد منها.. واجبها تجاه زوجها، والثاني واجب المرأة المتحررة في هجر البيت والانطلاق إلى العالم الفسيح سعياً لمزيد من الحرية، وهذا يدل على الدور الجديد للمرأة في المجتمع، وهو ما نجده هنا عند (برنارد شو) ويتأكد في العديد من المسرحيات التي توضح لنا ما حدث للمرأة في المجتمع. انعكس بدوره على المسرح.‏

يعرض شو من خلال مسرحياته بعض آرائه في طبيعة الدور الذي تحتله المرأة في المجتمع.. فهي مجرد حاجة للإشباع العاطفي والجنسي، وهي بنظرهم (عطلة أو إجازة بعيداً عن متاعب العمل) لكن برنارد شو من خلال مسرحياته أو بعضها.. (بيوت الأرامل وزير النساء- الإنسان والسوبرمان- المايجور- باربرة- حيرة طبيب- سوء زواج..... وغيرها) تناول شو نظرية جديدة تعتبر فيها المرأة الجنس الأقوى، لأن غرائزها أقوى وأكثر إلحاحاً وإجباراً، وإرادتها أكثر عزماً وتصميماً، وإحساسها بالواقع والتطور أكثر حيوية ودفئاً لأن غرائزها هي التعبير التلقائي والمباشر لدفق الحياة أكثر من الرجل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية