تحت عنوان العمارة العربية بين الاستشراق والعالمية حيث يستفيض البهنسي هنا في بحث ودراسة خصائص هذه العمارة وروائزها وتأثيرها على فن العمارة في بلدان العالم وتأثرها هي بالفنون الأخرى ومن ثم رصد تحولات هذا التفاعل الفني في عصور متتالية.
من حيث التوصيف العام لمفهوم فن العمارة يرى البهنسي أن هذا الفن هو لغة فراغية تمثل الانسان وهو أشبه باللغة التي تحمل دلالات وتقوم بوظائف إنسانية واجتماعية وثقافية وهو فن جامع لكل الفنون التشكيلية والتطبيقية ويعبرعن هوية ثقافية وجمالية فنية لأمة من الأمم.
ويعتبر أن التراث المعماري الإسلامي ثروة حضارية لابد من العناية بها وحمايتها كما لا بد من دراستها وايضاح خصائصها وفوائدها والعمل على اكمال مسيرة تطورها لتصبح أكثر ملاءمة مع ظروف العصر ومتحولاته الحضارية ويأسف البهنسي لكون هذه العمارة التي تطورت من المضارب في البوادي إلى الأوابد في المدن قد انقطعت فجأة عن التطور والنمو الصاعد واستسلمت لطرز معمارية سهلة بسيطة وفدت مع مستحدثات المدينة في الغرب إلى جميع البلاد الإسلامية.
خصائص التراث المعماري في البلاد العربية تبرز كما يراها البهنسي في الخاصية الإنسانية التي تتجلى في شكل المدينة المتلاحمة المتواصلة بشوارع ضيقة وأزقة مكونة من مجموعات متضامنة متآلفة تسمى الحارات أو الزنقات ولقد عبر هذا التلاحم عن العلاقات الاجتماعية التي تقوم على نظام شبيه بنظام العشيرة أو القبيلة التي تقوي أمنها بتراص منشآتها وبإغلاق مناطقها بأبواب تصد أي فضول أو اعتداء.
تحت عنوان العمارة الخضراء تحدث البهنسي في كتابه عن الخاصية الصحية في العمارة الإسلامية والتي تحقق التوازن المناخي أو ما يسمى التكييف عن طريق التكوين المعماري للمنزل لكنه لم يتطرق إلى آثار هذا النمط المعماري على الذهنية العربية وطريقة التفكير والتواصل مع الآخر.
الكتاب الذي قسمه المؤلف إلى خمسة عشر فصلا في 231 صفحة من القطع الكبير حاول تلمس كل جوانب موضوع العمارة العربية قديما وحديثا من النواحي الاجتماعية والاقصادية والفنية وأبراز الهوية المشرقية العربية فيه وتداخل العمارة بالفن التشكيلي وفن الزخرفة إضافة للناحية الوظيفية لكل تصميم معماري.