لتحسين وضعها المالي على المدى المتوسط وحل قضاياها الاقتصادية بمزيد من سفك دماء الشعوب، وهي ترغم أنظمة ظلامية مثل آل سعود على دفع فواتير حروبها الاستباقية الهادفة أيضاً إلى منع صعود دول وتكتلات قوية منافسة لها في العالم، ولاتدري تلك الدول أن العدوان على سورية إن وقع فلن تجد من يدفع الفواتير لأن النار ستحرق كل المنطقة.
ومحور المقاومة يدرك الخطر الداهم الذي يتهدد المنطقة وقد منع في ثباته إزاء الحرب العدوانية الأميركية التركية الخليجية الأوروبية تحقيق غايات أميركا وإسرائيل، ولو شنت أميركا حرباً عدوانية مباشرة على سورية فلن تستطيع أن توقفها وستبقى دائرة أطول فترة ممكنة وقد تمتد لأكثر من مكان. ونحن السوريين لن نغادر بلدنا سورية وسنبقى فيها، وعند قرع أعلى نغمة لطبول الحرب كان خمسمئة ألف صهيوني من الماسونيين يستعدون للاختباء في الملاجئ والأبراج المحصنة تاركين أربعة ملايين ونصف مليون إسرائيلي معرضين لرياح الحرب التي يحضر لها قادتهم بالتعاون مع حلف الشر في العالم.
ولكن هل كان هؤلاء سيستطيعون البقاء مدة طويلة في الملاجئ، وهل يستطيع الاقتصاد الإسرائيلي أن يتحمل بقاء كوادره البشرية جنوداً احتياط في الجيش الإسرائيلي إلى ما لا نهاية حتى يغرق الاقتصاد الإسرائيلي؟ وبالتالي الإسرائيلي الذي يحب الحياة والرفاهية التي تعلمها في بلاده الأصلية التي جاء منها إلى فلسطين لن يجد بداً من العودة إليها هرباً من الموت. ودول الخليج التي بلغ قادتها أرذل العمر تتبدى حماقتهم بالانقياد الأعمى وراء شهوات تل أبيب، وكم من قادة رعنان دمروا شعبهم وبلادهم لأن لا بعد نظر لديهم وينفذون الإملاءات قسراً، مثل الذي حُكم عليه بالموت فاستسلم لسيف الجلاد، وخاصة إذا علمنا أن مشروع التفتيت لدول الخليج قائم وإذا نجح هذا المشروع فسيزول كل الحكام المخلصون للمشروع الصهيوني لأن الحاجة إليهم تنتفي.
النظام السعودي المهترئ بمفهوم السيادة يحكمه أضغاث رجال من الجهلة الذين يملكون المال ولا يملكون العقل ولا يفهمون بالسياسة والاقتصاد وإدارة شؤون الدول وهم لا يبحثون عن التنمية بل عن كيفية إنفاق ما لديهم من ثروات على حساب شعوبهم، والذين تبجحوا كثيراً بأن بترولهم ليس من أجل الحرب عندما كان ثمة مطالبات عربية بتحرير فلسطين بل زعموا أن نفطهم من أجل التنمية، بينما الحقيقة أن التنمية الخليجية انقلبت دعماً للكيان الصهيوني ووبالاً على الأمة العربية وغدت أموال الخليج تغطي فواتير حروب أميركا وأداة لشن الحروب العدوانية. فكانت حروب الخليج لتدمير العراق والهيمنة على آبار النفط والاستيلاء على أكبر بئر نفطي في العالم الموجود بين العراق وإيران والذي لم ينقب عنه وقد أثبت وجوده صور الأقمار الصناعية وقاموا بعدها بوضع مراكز الانتشار وحددوا ثلاثة أماكن في الكرة الأرضية من ضمنها أفغانستان ثم الاكتشافات الغازية في البحر المتوسط ولكل ذلك يشهد العالم حجم الفوضى التي تسبب بها تسليح إرهابيو الناتو وتدريبهم في كل الأماكن التي تدخر ثروات نفطية وغازية. وتستهدف سورية لأنها دولة وطنية ترفض جشع شركات الغاز التي تريد أن تسرق موارد سورية بأبخس الأثمان. فمشروع خطوط نقل الغاز كما تريدها أميركا بوجود الدولة السورية الوطنية المستقلة لا يمكن أن تُنفذ، وأمن الكيان الصهيوني الذي يحتل الجولان العربي السوري والأراضي العربية لا يمكن أن يستتب. ومعروف أن سورية قبل الأزمة كانت تعيش حالة حفز اقتصادي لم يرق للدوائر الاستعمارية ولا للكيان الصهيوني الذي يريد تفكيك محور المقاومة الذي قام أصلاً على مقاومة مشاريع الهيمنة والاحتلال، لأن هذا الكيان يريد الإمعان أكثر في سرقة المياه والموارد العربية وكذلك الثروة من الغاز الطبيعي التي سيسرقها من سواحل فلسطين التي هي من حق الشعب الفلسطيني الذي طردته إسرائيل من بلاده. ولذلك غدت إسرائيل وقادتها ومستوطنيها، أكبر الحالمين بتقسيم دول المنطقة لتسهيل قيام دولة عبرية.