جاء ذلك خلال لقائه أمس وفد نقابة المعلمين اليمنيين برئاسة محمد حمود أحمد حنظل نقيب المعلمين وبحضور نايف الطالب رئيس المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين، شارحاً ما تعرض له القطاع التربوي من هجمات شرسة من قبل الإرهابيين، حيث استشهد 234 عاملاً من الأطر الإدارية والتعليمية، و101 تلميذ وتلميذة، وتعرض 2994 مدرسة في محافظات عدة لأعمال تخريبية وسرقة محتوياتها، وبلغت الكلفة التقديرية الإجمالية لهذا التخريب 98.695 مليار ليرة سورية، وسعي الوزارة لإجراء أعمال صيانة وإصلاح في 500 مدرسة، في حين بقي عدد من المدارس خارج الخدمة وتحتاج لإعادة بناء بسبب إصابة البنية الهيكلية والجملة الإنشائية لها، ومتابعة إيجاد الحلول البديلة للمدارس المستخدمة كمراكز إيواء التي ما زالت تضم أسراً متضررة جراء الأحداث فيما يقارب ألف مدرسة، ورغم ذلك استطاعت الوزارة تخطي هذه الأزمة بجهود العاملين في الميدان وإنجاز مهمة الدفاع والبناء التربوي، من خلال إصدار مراسيم تشريعية عدة وتعاميم وزارية، حيث تم قبول تسجيل تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي الوافدين من المحافظات الأخرى دون وثائق نقل بعد سبر معلوماتهم، والتأكد من مستواهم المعرفي، وإصدار المرسوم التشريعي رقم 300 تاريخ 12/8/2012 الناظم لنظام امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي وتعليماته التنفيذية الذي اعتمد نظام الإكمال تخفيفاً لأثر الأزمة على الطلاب الذين منعتهم الظروف من حضور بعض المواد.
وأضاف إنه تم اعتماد امتحان شهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية على مستوى المحافظات بهدف تسهيل وصول الأسئلة في الوقت المحدد، وإقامة دورات مكثفة لمدة شهرين تنتهي بامتحانات كتابية وتعتبر نتيجتها معياراً للنجاح إلى صف أعلى، وذلك لطلاب مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي العام في الصفوف الانتقالية الذين لم تسمح لهم الظروف متابعة دراستهم خلال العام الدراسي 2012 - 2013، وقيام الوزارة بتحديد مركز عمل المعلمات والمعلمين في محافظات ومناطق أخرى آمنة ريثما يعود الاستقرار الأمني إلى محافظاتهم، وموافقتها على نقل 3035 من العاملين والعاملات في القطاع التربوي ممن تقدموا بطلبات نقل، وتوافرت فيهم الشروط المطلوبة لنقلهم، حرصاً على تحقيق الاستقرار التربوي منذ اليوم الأول لبدء العام الدراسي.
ولفت وزير التربية إلى ما أنجزته الوزارة في مجال تطوير المناهج وتحديثها، وإنتاجها الحقيبة الإلكترونية للكتب المدرسية في مراحل التعليم العام، مؤكداً أن انطلاق العام الدراسي يقدم رسالة واضحة بأن رغبة السوريين ومحبتهم للعلم أقوى من سياسة الجهل والتجهيل التي يحاول الإرهابيون نشرها، لافتاً إلى أهمية هذه الزيارة من خلال ما تعكسه من أن الشعوب العربية بدأت رؤاها تتضح وتكشف ما يدور في سورية، مؤكداً أن تلاحم الشعب والجيش خلف قيادته الحكيمة كان قوة جبارة كشفت ما يحاك ضد سورية أمام الرأي العام العربي والعالمي.
من جهته أكد حنظل وقوف الشعب اليمني إلى جانب أشقائه في سورية في معركة الشرف والكرامة العربية، مبيناً أن الشعب السوري وقف يداً واحدة في وجه المؤامرة التي بدأت تتكشف خيوطها نتيجة التزام سورية بالقضايا العربية، ولاسيما القضية الفلسطينية، ودعمها للمقاومة العربية، ودفاعها عن وجود العرب موضحاً أهمية النضال العربي والقومي لإحباط هذه المؤامرة وذيولها.
كما تحدث الوفد اليمني عن موقف سورية المشرف في تحديه للإرهاب بافتتاح العام الدراسي رغم التحديات والهجمات الشرسة من قبل الإرهابيين، مبيناً أن استهداف الإرهابيين للمنشآت التربوية في كلا البلدين ليس مصادفة بل جاء ممنهجاً لأن العدو والإرهاب والممول له واحد استهدف مصانع الرجال، ولذلك كان تصميم سورية على افتتاح المدارس رداً حاسماً، لأن المدرسة منارة للعلم تهدف إلى تغير السلوك وتحقيق التنمية البشرية المستدامة، مشيداً بإنجازات الجيش العربي السوري الذي سطر ملاحم بطولية للدفاع عن شرف الأمة العربية، واستطاع أن يعيد كتابة التاريخ بالدم وتحول إلى أحرف من نور.