< أشعر بأن اسمي ليس جميلاً، فهل يحق لي شرعاً أن أغيره؟
<< دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اختيار أحسن الأسماء، وأحب منها عبد الله وعبد الرحمن، ونهى عن أسماء بعينها، وقد غير رسول الله أسماء كثير من أصحابه، فغير اسم عبد العزى إلى عبد الله وغير أسماء كلب وحية وذئب ومرة وحرب.
أخرج البخاري عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما اسمك؟ قال: حزْن، قال: أنت سهل، قال: لا أغير اسماً سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعد
و قال ابن حبان: كان اسم سهل بن سعد الساعدي حزناً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سهلاً. ومع ذلك فإنه يتعين على الدولة أن تضع الضوابط المناسبة لمنع التلاعب بالأسماء أو التهرب مما قد لزم من الحقوق على الأسماء القديمة ومنع ابتكار أسماء جديدة للتهرب من الحق.
***
التشاؤم
< هل يجوز التشاؤم من الأسماء؟
<< لا تحل الشريعة التطير ولا التشاؤم، فالأمكنة والأزمنة كلها سواء، ولا يوجد زمان سعد وزمان نحس، ولا مكان سعد ومكان نحس، ولا منحوس ومسعود، وإنما هي أعمال الناس وسلوكهم. ومع ذلك فقد استحب النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء الجميلة اللطيفة وكره الأسماء القبيحة، وقد قال الحكيم العربي:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
روى أبو داود عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله قال: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم.
وكان عليه الصلاة والسلام يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه من الأشخاص والأماكن والقبائل والجبال وقد مَرّ عليه الصلاة والسلم في مسير له بين جبلين فقيل له: أحدهما اسم فاضح والآخر اسمه مُخزِ فعدل عليه الصلاة والسلام عن المسير بينهما.
ولم يكن ذلك منه على سبيل الشؤم والطيرة ولكن على سبيل الحث على اختيار أحسن الأسماء.
***
الكنى القبيحة
< هل يجوز شرعا تغيير الكنى ؟
<< كانت العرب تسمي أبناءها بما يفيد القسوة والشدة والبأس كذئب وكلب وجحش وحرب وسنان وذلك لأنها كانت تعدهم للغزو والضراب، وكانوا يقولون إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا، وكانت العرب تسمي عبيدها بأعذب الأسماء وكانت تقول إنما نسميهم لأنفسنا فتسمي عبيدها ريحانة ووردة وفيروزة وزبرجدة.
أما ما كان من الكنى القبيحة فإنه يندب تغييرها إلى ما هو أحسن وأجمل رعاية لحق الأولاد، وقال صلى الله عليه وسلم من حق الولد على والده أن يحسن تسميته وقد أنكر عمر بن الخطاب على رجل سمى ابنه جُعَل، وأمره أن يغير اسمه إلى ما هو أحسن وأجمل.