تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سهرة صباح فخري ودريد لحام ....طريقة جديدة في تعامل التلفزيون مع المناسبة الوطنية

فضائيات
الأحد 20/5/2007
محمد قاسم الخليل

أعتاد التلفزيون السوري تقديم مواد خاصة بالمناسبات الوطنية , وضمن أجواء احتفالات شعبنا بالاستفتاء بث التلفزيون السوري مساء الأربعاء الماضي على قناتيه الأرضية و الفضائية سهرة مع الفنانين صباح فخري ودريد لحام , والاحتفاء بالمناسبات عرف سائد في التلفزيونات العربية والأجنبية الرسمية والخاصة , ولكل طريقته وتقاليده .

يلاحظ بوضوح في هذه السهرة خروج التلفزيون عن تقاليده المعروفة في الاحتفاء بالمناسبات , وقد حققت توازنا بين الاحتفاء بالمناسبة وإدخال المتعة إلى نفوس المشاهدين .‏

يحسب للتلفزيون أولا اختيار ضيوف السهرة , فقد كان اختيار التلفزيون لفنانين كبيرين للحديث عن مناسبة وطنية تعيشها سورية بالفرح من أدناها إلى أقصاها اختيارا موفقا , آخذين بعين الاعتبار منح كل منهما وسام الاستحقاق تقديرا لتاريخهما الفني.‏

ولا نأت بجديد عندما نقول إن هذين الفنانين هما من الفنانين العرب القلائل الذين يمتلكون جماهيرية واسعة وطبقت شهرتهما آفاق الوطن العربي, بل تحدثت عنهما صحف أوروبية واميركية , ولا يغيبن عن أذهاننا أنهما قدما كل أعمالهما بلسان سوري .‏

إن التو زان في إمتاع المشاهد في إطار الاحتفاء بالمناسبة هو من النوع السهل الممتنع , وإن النجاح فيه يحتاج إلى عقلية مختلفة تتجاوز الأطر التقليدية السائدة , تحتاج إلى عقلية منفتحة تعرف ماذا تريد وماذا يجب ان تقدم للمشاهد , وتبحث عن أساليب أفضل و أكثر حيوية لإيصال الرؤى والأفكار لتواكب عصر السماوات المفتوحة المملوءة بالخيارات الواسعة للمشاهدين .‏

وانطلاقا من هذه النقطة كان من اللافت للنظر خروج تلك السهرة عن إطارها التقليدي , فجرى الحديث في محاور عديدة , فتحدث ضيفا التلفزيون عن اهتمام السيد الرئيس برعاية الفنانين والمبدعين وتقديم الدعم المادي والمعنوي , وعن بناء القاعدة التقنية المتطورة للثقافة والفنون في مختلف المحافظات , وكان من اللافت تركيز الفنان صباح فخري على إنجاز البنية التقنية والآن جاء دور الفنان كما قال وهي كلمات تكفي للتعبير عن الحالة السورية في كل مواقعها الثقافية والاقتصادية .‏

وفي محاور أخرى جرى حديث عن السيرة الفنية والشخصية للفنانين صباح ودريد وهو الجديد في أسلوب التعامل مع المناسبات , وتضمنت السهرة فقرات فنية متنوعة لتخرج بذلك عن التقاليد السابقة في تغطية هذه المناسبات ,ولتصل إلى الجمهور الواسع للتلفزيون وليتابع بالتالي الحوار , بشغف وليدخل الحديث عن المناسبة إلى قلبه و عقله , ويدخل في الوقت ذاته السرور إلى نفسه , و لينطلق محتوى السهرة إلى القطاع الواسع من المشاهدين السوريين والعرب .‏

ومن اللافت أيضا أن الحديث في الأوضاع السياسية لم يغب عن اللقاء , فتحدث الفنانان حديث المثقف المتابع وقدما تحليلا سياسياً لا يقل عن تحليلات المختصين بالسياسية , مما يدل على وعي كبير لدى فنانينا وانفتاح أفقهم السياسي وهو المفترض ان يكون لدى كل فنان ومثقف , وعندما يصدر مثل هذا التحليل من فنان فإنه يصل إلى جمهور أوسع مكون من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية .‏

ويمكن أن ندرك أهمية هذه النقطة عندما نعقد مقارنة بين عدد مشاهدي حديث المحلل السياسي وبين عدد مشاهدي الفنان , لنرى أن أفكارنا يمكن ان تصل عبر الفنان إلى قطاع أوسع من المشاهدين , وهو ما نسعى إليه ونتوخاه دائما لإيصال أفكارنا عبر محلل للأوضاع أو صحفي أو مسؤول وما أكثر المسؤولين الذين ينتظرون المناسبات ليظهروا على الشاشة ويمطرون المشاهدين بتنظيرات تخفي خلفها غالبا الطمع في الأجر والثواب .‏

نشير إلى دور المذيعة نور أتاسي في الإمساك بخيوط الحوار لمدة ساعتين في بث مباشر وهو أمر لا يقدر صعوبته وحساسيته إلا من كان داخل العمل التلفزيوني .‏

ومن حق المخرج هيثم الزرزوري علينا أن نشير إلى جهده في المتابعة الدقيقة للحوار وتنقلات الكاميرات بين الموجودين في الاستديو , وتوقيت بث المواد الأرشيفية بين فقراته , ومزج المادة الأرشيفية مع وجه الفنان في الأستوديو, لان كل ثانية تمر مجانا في مثل هذه الحالة تصبح ملايين الساعات أمام المشاهدين , مما يعني أن هيثم يمتلك حرفية واضحة في إخراج هذا النوع من برامج البث الحي , وهو الذي يمتلك رصيدا ضخما من البرامج الثقافية و الأعمال الدرامية التراثية و المعاصرة‏

وبذلك يمكن القول إن التلفزيون السوري حقق بهذه السهرة المعادلة الصعبة والتوازن المنشود , وما كان لهذا أن يتحقق إلا بامتلاك الجرأة و الحرية في كيفية التعامل مع المناسبة الوطنية , ويبدو أنه أصبح الآن أكثر انفتاحا على القطاع الأوسع من المشاهدين ببث مادة حيوية تفوق في تأثيرها المقابلات التقليدية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية