|
شفافية ولكن أبجد هوز أحياناً نكتب عن قضية كبيرة, هي عادية تماماً عند البعض لكنها في كل المقاييس كبيرة, بعد شهر يأتي رد ويطلب النشر فوراً وبالسرعة القصوى وكأنها برقية نفير, وهذا ما يفسر زنقة البعض, خاصة أن البعض قد طار والبعض الآخر بدأ يتحسس أجنحته, خشية أن يطير لكن من دون أن يحلّق..أنا شخصيا لم أعد أحبذ أن يطير أحد, لأنه غالبا ما يهبط شخص محل الشخص الطائر, يجعلنا نترحم عليه. وهكذا بدل أن يأتي رد يناقشك ويفند أفكارك, ومن حقه مطالبتك بالموضوعية لكنه يبد بالهجوم ويزاود عليك بالمصداقية وحرصه على الصحافة الوطنية. أولا نحن بشر وربما نخطىء, وقد يزودنا البعض بمعلومات ليست دقيقة, لكن حتى الآن وخلال 18 عاما لم يأتني رد يكذب معلوماتي, فمصداقيتي لم تكن يوما على المحك, ورغم اتهامي بالمشاكس المزعج للكثيرين, فقد منحت قبل سنوات هامشا لم يمنح لأحد, وهذا مصدر فخر لي ولم أستغله في غير محله, لأنهم يعلمون بأني لا أحكي عن الفساد لأغطي فسادي, ولو أردت استغلال ملف واحد لاغتنيت, ولما اضطررت قبل عامين لاستدانة ألفي دولار ثمن فيزا وفرصة عمل خارج البلد, ومع هذا لم يكن حظي هناك أفضل من حظي هنا أو مع الإدارات المتعاقبة في الجريدة. أخيراً: في معظم القضايا, لم ننشر إلا بعض ما بين أيدينا, ولنا مع البعض وقفة مفصلة في حينها..ومن أجل المصداقية والشفافية, فالمطلوب من كل رد أن يكون موثقا ومرفقا بالعقود لا ديباجة محام يعرف سلفا أنه لن يحصل لموكله حتى على الأسباب المخففة, مع ملاحظة أن الشفافية الزائدة (بتصير تخايل..وبتكهرب كمان).
|