تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في جولة على أوغاريت امتدت ساعتين...السيدة أسماء الأسد تقف على مراحل عمل البعثات الأثرية وآخر المكتشفات... انعكاس استثمار المواقع على المجتمعات السكانية المحيطة

اللاذقية
شؤون محلية
الأحد 20/5/2007
هناء ديب

لم تفاجأ السيدة السبعينية شمسة الحسين,أثناء قيامها بعملية غسل القطع الفخارية المكتشفة في أوغاريت وهو أمر اعتادته منذ أكثر من خمسين عاماً,بوجود السيدة أسماء الأسد بالموقع الساعة الثامنة من صباح الأمس, فالحديث الحميمي الذي دار بينهما عن الصحة والأحوال والعمل يدل على لقاءات سابقة نتجت عن زيارات عديدة قامت بها السيدة أسماء للمكان..

الشغف والاهتمام الكبيران اللذان توليهما السيدة أسماء للآثار والمواقع الأثرية ترجم بمتابعات مباشرة منها في مواقع العمل للوقوف تفصيلاً من أعضاء البعثات الأثرية الممتدة على مساحات واسعة في سورية على مراحل عملهم وآخر المكتشفات والظروف المحيطة بالعمل من حيث توفر العوامل المساعدة على اتمام مهماتهم والأهم أيضاً الاطلاع على كيفية انعكاس استثمار هذه المواقع على المجتمعات السكانية المحيطة بها من حيث تنميتها.‏

جولة السيدة أسماء في موقع أوغاريت امتدت لنحو ساعتين استمعت فيها تفصيلاً من أعضاء البعثة السورية - الفرنسية المشتركة التي تنقب بالموقع منذ أكثر من عشر سنوات على عمليات التنقيب واللقى المكتشفة ومنها ما اكتشفه الجانب السوري وهو جرة ألباتر ( المرمر) البيضاء التي تدل على وجود علاقات تجارية وحضارية بين مملكة أوغاريت ومدن أخرى بالقرن الرابع عشر قبل الميلاد,هذا إلى جانب لقى عديدة كالخرز والقطع الفخارية وقطع العاج الصغيرة التي يمكن أن تعطي مؤشرات مهمة.‏

وحرصت السيدة أسماء خلال جولتها على الحديث مع عدد من المواطنين السوريين الذين يشاركون أعضاء البعثة عمليات التنقيب مستفسرين منهم عن أهمية عملهم ومدى الخبرة المكتسبة والدقة المتبعة في التعامل مع اللقى المكتشفة وكيفية انعكاس عملهم على وضعهم المعيشي. بعد ذلك زارت السيدة أسماء المكان الذي يتم فيه حفظ اللقى والمكتشفات وفحصها لتحديد الحقبة الزمنية التي تعود إليها وترميمها.‏

أوغاريت تاريخياً‏

حول الوضع الحالي للمدينة المكتشفة ذكر الدكتور ميشيل مقدسي مدير التنقيب والبعثات الأثرية في مديرية الآثار والمتاحف بدمشق (للثورة):‏

ان الوضع الحالي للمدينة المكتشفة يعود للنصف الثاني من الألف الثانية قبل الميلاد أي أنها أسست قبل حوالي 1500 وانتهت في 1200 قبل الميلاد وعندما جاءت شعوب البحر هدموا كافة الممالك والمدن على طول الساحل السوري - اللبناني - الفلسطيني.‏

والمساحة الاجمالية للمدينة بحد ذاتها تصل إلى 30 هكتاراً كانت محاطة بأسوار تتألف من اقسام رئيسية كالقصر الملكي ومجموعة القصور المحيطة به (قصر ولي العهد وقصور العائلة المالكة) وأحياء سكنية وبالمنطقة المرتفعة من الموقع يوجد المعبدان الرئيسيان.‏

واعتبر مقدسي أن تنظيم المدينة يعد فريداً من نوعه فهي لها مدخل غربي يؤدي مباشرة للقصر الملكي وعدد من المداخل في الجنوب والشرق والشمال ومجموعة طرق تحيط بالمدينة وتخدمها ومحاور رئيسية تقطع من الشرق للغرب أو من الجنوب للشمال.‏

سجلات لتاريخ سورية القديم‏

وعن الأهمية التي يشكلها اكتشاف أوغاريت بيَّن مقدسي أنه بالرغم من أنها عاصمة فقد اعطتنا مسقطاً معمارياً فريداً من نوعه ومحفوظاً بشكل استثنائي لان عملية الهدم للمدينة من شعوب البحر ساهمت بالحفاظ عليها وهذا شيء لا يمكن أن تراه إلا في أوغاريت.‏

وساهم ذلك في الحفاظ على المواد التي كانت موجودة داخل القصر الملكي والمساكن والمعابد فعلى سبيل المثال اكتشفت بالقصر الملكي مجموعة من السجلات المتوزعة على الغرف شكلت عاملاً أساسياً في معرفة تاريخ سورية القديم خلال تلك الفترة الزمنية حيث بتنا نعرف علاقة سورية مع مصر والمملكة الحثية وممالك بحر ايجة وبالتالي قدم ذلك فكرة واضحة عن التركيبة السياسية للمنطقة.إلى جانب معرفة طبيعة الديانة والعلاقات الاجتماعية التي كانت قائمة بين الأسر المالكة هنا مع الأسر بالممالك السورية الاخرى وعلاقة المصاهرة بينها.‏

نصوص كتابية‏

ويضيف مقدسي: على اعتبار ان لأوغاريت دوراً إيجابياً في تلك الفترة فقد تطورت الكتابة فيها بشكل متسارع وأصبحت أبجدية مما سهل تدوين السجلات التجارية للتجار لانه قبل أوغاريت كانت الكتابة مقطعية أي تشبه الكتابة الصينية واليابانية وتسبب تأخيراً في الكتابة من قبل التجار.‏

ولفت مقدسي أنه لا أحد يعرف إذا كانت الابجدية قد ظهرت في أوغاريت لكنها حتماً أخذت صورتها النهائية هنا,فقبلها كانت توجد محاولات لكتابة بعض الأحرف كما في فلسطين غير أننا في أوغاريت نجد نصوصاً يصل عددها إلى 3500 -4000 نص.‏

ازدهار للتجارة والتعليم‏

إلى جانب ذلك كله فقد دلت الحفريات أن لأوغاريت علاقات تجارية مع العديد من المدن والبلدان ومنها مصر وقبرص وبحر ايجة وكريت والأناضول وسورية التاريخية فالمواد المكتشفة أظهرت نوعية المستوردات التي كان يجلبها تجار أوغاريت كما أنهم كانوا يصدرون منتجاتهم وقد تبين ذلك أيضاً في المكتشفات التي تتم بمواقع أخرى خارج سورية.‏

وكان التعليم مهماً في أوغاريت حيث وجدت مشاغل للتعليم بمجال السبائك وهي كانت معتمدة دولياً وتصدر من مكان لآخر كتجارة بسعر ثابت والسفن التي غرقت في السواحل التركية واليونانية وجد فيها سبائك من أوغاريت وهذا يبين الدور الاقتصادي الهام للمدينة.‏

اكتشاف أوغاريت مصادفة‏

اكتشفت اوغاريت عام 1928 مصادفة عندما اصطدمت سكة محراث فلاح من أهالي قرية رأس الشمرة بحجارة منحوتة ضخمة تبين أنها سقف لمدفن أثري عائلي وصل هذا الاكتشاف الهام إلى السلطات في اللاذقية فتشكلت على إثر هذا الاكتشاف بعثة أثرية للعمل في الموقع برئاسة عالم الآثار الفرنسي كلود شيفر,وقد أظهرت نتائج التنقيب الأثري في الموقع واحدة من أشهر الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم.‏

وأهم عناصر هذا الاكتشاف النصوص الكتابية المخطوطة على ألواح من الطين والحجر وهذه النصوص تخبرنا عن العلاقات الدولية ورجال الحكم والملاحم والأساطير والمجتمع الالهي والحياة السائدة في النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد في أوغاريت والمنطقة وقبرص وشرق المتوسط.‏

أصل التسمية‏

يحمل الموقع حالياً اسم ( رأس شمرة) وسبب هذه التسمية هو كثرة انتشار نبات الشمرة فوق الهضبة التي تضم في باطنها آثار الموقع القديم ( أوغاريت) أما الاسم القديم أوغاريت فيعود في الغالب إلى حوالي أربعة آلاف عام خلت,وقد وجد ذلك الاسم في الرقم المكتشفة في عاصمة مملكة ماري القديمة على الفرات وفي القرن الثالث عشر قبل الميلاد كان اسم أوغاريت معروفاً جداً لدى حضارات الشرق القديم ويعتقد ان اسمها اشتق من كلمة أوغارو التي تعني الحقل في اللغة الأكادية البابلية.‏

وذكرت أوغاريت في مراسلات تل العمارنة في مصر بصفتها مركزاً تجارياً ومرفأً هاماً على شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكذلك فقد تحدثت عنها النصوص المكتشفة في بوغازكوي عاصمة المملكة الحثية.‏

المجتمع المحيط‏

المجتمع المحيط بأوغاريت اليوم يصل تعداد سكانه إلى 4000 نسمة يعتمدون في معيشتهم على الزراعة المروية من مياه الآبار الغزيرة ومياه الري القادمة من نهر الكبير الشمالي وأهم المحاصيل الزراعية الزيتون والحبوب والحمضيات حديثاً وتشكل هذه الزراعات عماد النشاط الاقتصادي,وتذكر الروايات أن أول من زرع الحمضيات على الساحل السيدة الفرنسية أوديت وذلك في مزرعة البندي قرب أوغاريت.‏

الموقع الأثري‏

ذكر الدكتور بسام جاموس مدير عام الآثار والمتاحف أن مشروع تأهيل موقع ايبلا في ادلب الذي يحظى بإشراف ومتابعة مباشرة من السيدة أسماء الأسد ويقام بالتعاون بين مديرية الآثار والبعثة الايطالية العاملة في تل مرديخ أخذ بعين الاعتبار ضرورة استثمار الموقع بالتنمية الحقيقية للمنطقة الريفية الموجود فيها حيث سيتم من خلال النشاطات التي ستقام بالموقع خلق فرص عمل للتجمعات السكانية المحيطة.‏

تعليقات الزوار

أكرم العفيف |  alafeef@scs-net.org | 20/05/2007 07:26

قواكم الله وحماكم انت والسيد الرئيس فإنكم على عهدكم باقون وإننا على عهدنا لكم باقون وهكذا هو العمل فهل نستطيع التعلم منكم قيما وتواضعا واخلاقا وعلما 00 نعم هكذا البحث بالمواقع الأثرية 00 الآثار والعاملين والمجتمع المحلي إنها الثلاثية الأولى وبعدها الموقع العام والكوادر والتسويق السياحي 00 وآليات الاتصال وتاسيس أسرة لكل موقع اثري من المهتمين المتطوعين فهل نستطيع التعلم منكم 00 قواكم الله وأدام حياة السيد الرئيس وإننا معه على العهد باقون نجدد البيعة ولاء وليس خطبا حماك الله أيتها السيدة العظيمة المتواضعةو وادامك سندا للسيد الرئيس

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية