تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تصافح أردوغان وترامب فوق ورقة الأكراد؟؟

دراسات
الثلاثاء 18-12-2018
ريم غانم

تعيد تركيا وأميركا ترتيب أوراقهما المبعثرة شرق الفرات، وبين التهديد والضغط والتحذير توعدت أنقرة حليفها، حيث توعد رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة «خلال أيام» ضد «الأكراد» الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين».

غير أن هذه التحركات وفقاً لكثير من التحليلات لا تعد أكثر من خطة لتوسيع خريطة السيطرة التركية على الأراضي السورية بذريعة مواجهة الجماعات الكردية، بينما الحقيقة أن أردوغان يخطط لاحتلال أكبر مساحة داخل تلك الأراضي لإحياء حلم عودة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى.‏

وعليه واصلت تركيا نشاطها قرب الحدود مع سورية بالتوازي مع التسريبات التي نقلت رسائل ميدانية من الولايات المتحدة لكل المؤسسات والفصائل المتعاونة مع الجانب التركي، تحذّرها من المشاركة في أي عملية عسكرية قد تنطلق شرقيّ الفرات، فيما هددت هذه الرسائل هذه الفصائل وبشكل مباشر ، بحيث تعتبر مشاركة ما يسمى «الائتلاف أو الجيش الحر» بأي شكل في العملية، تعني الهجوم على الولايات المتحدة وقوات التحالف (الدولي)، وهذا سيؤدي إلى صدام مباشر معها، الامر الذي عزز التصور الموجود عن عودة مزعومة للخلافات الأميركية ـ التركية بشأن شرقيّ نهر الفرات والدعم الأميركي المقدم إلى «وحدات حماية الشعب الكردية».‏

التحركات الأمريكية الأخيرة أخرجت رئيس النظام التركي عن طوره وجعلته يتوعد ويهدد بالتخلص من «الاكراد» اذا لم يرغمهم الأميركيون على الانسحاب بعد ثلاثة أيام، ليكون التهديد بشكل مباشر ضد حليفها الامريكي، مع تركه الباب مواربا أمام حل وسط محتمل معها، حيث قال ان تحركاته هذه بناء على ثقتهم بالشراكة الاستراتيجية مع الحليف الأطلسي، وهو ما دفعهم الى أن يقوموا بما هو ضروري لحفظ أمنهم وحدودهم حسب زعمه.‏

على المقلب الاخر حاولت واشنطن امتصاص غضب أنقرة، حيث تجاوب الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع نظيره التركي وتفاعل بإيجابية مع المخاوف التركية من استمرار دعم الاكراد فيما شدد أردوغان على ضرورة انسحاب «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا في شرق الفرات.‏

امتصاص غضب تركيا عبر التصريحات قابله على الأرض تحركات مختلفة أكثر تصعيداً حيث قام التحالف الذي تقوده واشنطن ضمن إطار عملية تعزيز تواجد التحالف والاستمرار في إمداد قواته المحتلة داخل قواعده في المنطقة، بإرسال 150 شحنة معدات عسكرية ولوجستية ووقود ضخمة إلى قواعده شمال سورية، ليرتفع عدد الشحنات التي وصلت إلى القواعد الاميركية خلال 17 يوماً إلى أربعة.‏

قنابل صوتية‏

بدورها الصحف العربية والغربية تناولت التحركات التركية العدوانية التي كانت متوقعة حيث اعتبرتها صحيفة البناء اللبنانية بمثابة إعلان الحرب التركية وكأنها ردة فعل على نصب الأمريكيين نقاط مراقبة لهم في الشمال عند الحدود السورية التركية بذريعة مراقبة تسلل الإرهاب، فيما أشارت صحيفة الحياة اللندنية إلى أن «الحلم الأردوغاني» يصطدم باستراتيجية البيت الأبيض فيما يتعلق بالأكراد، فواشنطن ترى فيهم أداة للفصل بين بغداد ودمشق من خلال إقامة فيدرالية خاصة بهم، يشبه إقليم كردستان في العراق، بينما ترى فيهم تركيا خطراً يهدد وحدتها، نظراً إلى علاقاتهم المتوترة مع أكرادها منذ ثمانينات القرن الماضي.‏

فيما قللت صحيفة القدس العربي اللندنية من جدية التهديدات التركية فهي مكررة، وباتت مثل «القنابل الصوتية»، تثير الفزع والضوضاء لتحقيق ضغط سياسي من دون فعل مباشر، مؤكدة أن تركيا تدعي حماية حدودها لضرب «الطموح الكردي» شمال سورية، إلا أن أدواتها في تحقيق ذلك ما زالت محصورة بالتنسيق مع الأمريكيين، من دون القدرة على التصرف بانفراد.‏

«تهديد» سعودي إماراتي‏

كمال خلف في صحيفة رأي اليوم وجد أن السعودية والامارات هما اللتان كانتا كلمة السر لهذا التحرك الحاسم لأنقرة، وذلك بسبب «النشاط السعودي ما وراء النهر، حيث بدأت السعودية بتمويل العشائر العربية في تلك المنطقة، عبر زيارات الموفدين السعوديين نشطت ومنها وفود عسكرية، فضلاً عن معلومات مؤكدة بأن ضباطاً سعوديين وإماراتيين يقيمون بشكل دائم في قاعدة «رميلان» شمال الحسكة، معللاً ذلك بأن الأمريكيين يعلمون علم اليقين أن ثمة علاقات سيئة تسود بين الثنائي الخليجي وتركيا، وأن وجودهما على حدود تركيا ورعايتهما للقوات الكردية والقوات العربية المنضوية لها يشكل تهديدا خطيرا لتركيا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية