تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أردوغان يعيد إدلب إلى مربعه الإرهابي الأول..واشنطن وأنقرة تتقاذفان «قسد» في بازارات المصالح

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء 18-12-2018
وسط انباء عن تحضيرات لغزو تركي جديد على شرق الفرات المكان الذي تتواجد فيه قوات الاحتلال الاميركي تتسارع الاحداث ويزداد الشرخ الذي يجري تعويمه على سطح الاعلام

بين شريكي الارهاب انقرة وواشنطن..‏

فبينما تواصل قوات اردوغان التحضير للبدء بالعملية العدوانية العسكرية يعزز ما يسمى التحالف الدولي الذي تقوده أميركا قواته، في مشهد يراد الايحاء من خلاله ان صداما كبيرا بين حلفاء الشر قد يحصل، في حين أصبحت مظاهر الشد والجذب بين الاطراف في اوجها ولا سيما مع توجيه انقرة التهديد المباشر لأميركا.‏

تهديد يبدو أنه يدخل ضمن مهاترات هوليودية يراد منها اللعب بالورقة الكردية وعلى حسابها، بحيث تسعى واشنطن لان تُدخل تلك الورقة ضمن بازار المصالح وتنفيذ مصالحها التي تحاول تحقيقها .‏

فأميركا ظهرت بأنها لا تملك أي أجندة سياسية إلا أجندات الشر ولا لأي مكون من المكونات التي تعيش في مناطق شرق الفرات.. فهل سيلحق هؤلاء المراهنون بأنفسهم ويعودون الى رشدهم ويكفرون عن اثام تبعيتهم لأعداء سورية.‏

أما المشهد في ادلب فلا يبدو أنه سيخرج من دائرة الكذب التركي بعد أن تم لفظ اتفاق سوتشي وفق معطيات الميدان بحيث بات الارهاب يعيد تموضعه فيها بتسهيلات تركية وهذا غيض من فيض تلك الاعمال.‏

فتحركات انقرة وتفاعل واشنطن أعطى للمشهد زخما إضافيا، وفواصل زمنية عديدة، إلا أن ما خفي أعظم فالمرحلة القادمة ستؤدي بالضرورة الى توضيح تلك التحركات المزدوجة في ظل تضارب المعطيات المبهمة وغير الجلية.‏

نظام أردوغان الذي بدأ عنوان عدوانه الجديد بمغازلة الاميركي وإرسال رسائل التطمين له نراه اليوم أكثر حدية في تصرفاته في الوقت الذي بدأ به الأميركي حسب مايروج له أولى مراحل التصدي لتلك العملية بحسب المعلومات الواردة.‏

وتحركات النظام التركي تشي بأن ما يدور في كواليس الطرفين ليس بعيداً عن مراهنة قد تصيب الميليشيات الكردية في مقتل اذا ما بقوا مصممين عن الانتساب للأميركي وتحالفه المزعوم فهو ضليعة بالتخلي عن حلفائها في الوقت الاخير.‏

على الارض بدأت تحضيرات جديدة بالمنطقة، وقد أفادت مصادر ميدانية بأن ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يتحرك بالاتجاه المعاكس حيث نقل مؤخرا شحنة معدات عسكرية ولوجستية ووقود ضخمة إلى قواعده شمال سورية.‏

وبينت أن نحو 150 شاحنة وصلت قواعد التحالف الاميركي شرق الفرات وذلك ضمن إطار عملية تعزيز تواجد التحالف والاستمرار في إمداد قواته داخل قواعده في المنطقة، في حين رصد شهود عيان دخول قافلة عسكرية للتحالف الاميركي من إقليم «كردستان العراق» إلى شمالي سورية، وهي مؤلفة مما يقارب 75 شاحنة، معظمها محملة بعربات عسكرية.‏

تلك الاجراءات لم ترق للعثماني اللاهث وراء اوهام توسعية نحو شرق الفرات بحيث أعلن وزير داخلية النظام التركي، سليمان صويلو، أن الولايات المتحدة تحاول منع العدوان التركي في منطقة شرق الفرات بسورية، مضيفا أن أنقرة لن تسمح بذلك.‏

وأعاد صويلو التذكير بعملية عدوان «درع الفرات» والاحداث التي جرت وقتها والخلاف الذي حصل بين بلاده وبين أميركا.‏

وقال صويلو لم تؤيد الولايات المتحدة في وقتها المبادرة التركية حول إجراء العملية العسكرية «درع الفرات» شمالي سورية، وأثناء عملية «غصن الزيتون» في عفرين كانت واشنطن تهدد أنقرة، أما الآن فتحاول واشنطن اتخاذ خطوات مماثلة شرقي نهر الفرات، لم تسمح تركيا لها بعمل ذلك سابقا، ولن تسمح بذلك حاليا.‏

ورداً على أميركا بعد التهديدات التي وجهتها للفصائل الارهابية المسلحة الموالية للنظام التركي في حال شاركت في عملية العدوان شرق الفرات ، أكدت «الجبهة الوطنية للتحرير» المكونة من تلك الفصائل الارهابية، أنها مصرة على المشاركة في العملية.‏

ومن هنا يظهر هذا التحرك بحسب محللين اختلاف الاطماع بين وجهي الارهاب الاميركي والتركي في الساحة السورية، والتي بدأت تطفو على شكل خلافات متكررة بين النظام التركي وامريكا، وهي ليست المرة الاولى التي يظهر فيها هذا الاختلاف في الاطماع والتوجهات بينهما، في حين يرى آخرون بأنها مجرد بروباغندا إعلامية متفق عليها ليس إلا.‏

وعلى الرغم من رمي أميركا الورقة الكردية في الاتون الداعشي إلا أنها تعود بتلوناتها المعتادة بين الحين والاخر الى ركوب موجة اوهامهم بالفدرلة.‏

وكانت دمشق ولا زالت تقدم نصائحها الى تلك الميليشيات بالابتعاد عن اوهام التحالف مع اميركا وأظهرت لهم معطيات التخلي الاميركي المستمر عن حلفائها، وسبق وأن أكدت سورية بأنها ستخرج القوات الأميركية المحتلة من بلادها بأي طريقة، مشددة على أن هذا الحل سيلحق أيضاً بجميع من يصر على تحالفه معهم.‏

وفي إدلب فقد بدت الاحداث وكأنها في المربع الاول مع ما يجري هناك من تواطؤ تركي يغذي المشهد الارهابي، فقد قالت مصادر خاصة إن الأيام الأخيرة شهدت ازديادا ملحوظا في أعداد إرهابيي تنظيم القاعدة الارهابي الواصلين إلى المحافظة عبر الأراضي التركية ومرورا ببلدتي أطمة وسرمدا الحدوديتين لينضموا إلى فصيل ما يسمى بـ»حراس الدين».‏

وكشفت المصادر لوكالة «سبوتنيك» أن تنظيم جبهة النصرة سلم فصيل «حراس الدين» الإرهابي ست بلدات في جنوب إدلب الشرقي لاستيعاب إرهابيي «القاعدة» الوافدين فيها، وذلك بعد سحب مسلحي «أجناد القوقاز» من بلدتي الخوين والزرزور ومحيط تل طوقان، وسحب قوات النخبة في هيئة تحرير الشام من بلدات الفرجة والصرمان والشعرة وتل السلطان وتوجههم الى عمق إدلب.‏

الى الميدان فقد احبط الجيش العربي السوري محاولة تسلل مجموعة إرهابية على محور بلدة الجيد بريف حماه الشمالي الغربي وتمكن من أسر كل افرادها.‏

هذا واحبطت وحدات قتالية أخرى محاولة تسلل مجموعة أخرى على محور قرية فورو في اقصى ريف حماه الشمالي الغربي بعد استهدافها بالأسلحة الرشاشة ما أجبرها على التراجع.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية