تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حلب القديمة تنفض غبار الإرهاب وتعيد الألق للشهباء

حلب
صفحة أولى
الثلاثاء 18-12-2018
لينا اسماعيل

في الذكرى الثانية لتحرير الشهباء تطل المهج الكليمة من بين ركام الحقد ودمار التشويه المتعمد لملامحها الآسرة متعالية على جراحها، معلنة إصرارها على الحياة كما هي في كل النوائب عبر العصور حيث رحلوا، بادوا، وبقيت الشهباء حية صامدة .

ومن أجل تلك الأرواح الطاهرة التي ارتقت على جبهاتها المشتعلة في كل بقاع الوطن لنبلغ نحن وإياها ملامح أمان طالما رجوناه ونرجوه كان لابد من بدء معركة جديدة يتقدم فيها الشرفاء الذين واكبوا بطولات الجبهات بمواقفهم الناصعة لرفد مقومات استمرارية الصمود ، وليبرز دورهم أكثر في مرحلة إعادة بناء الإنسان أولا بالتوازي مع إعادة الإعمار بعد أن انقشعت سحابات دخان الخراب وطمس الآثار و الملامح ، وظهر بدقة حجم الضرر والخسارات ، فلم يعد تعاطف القلوب كافيا دون تطبيب جراح الوطن ، وهو مادفع حقيقة عددا من أبنائه الغيورين إلى المساهمة في تبني أعمال الترميم وإعادة تأهيل العديد من مناطق المدينة القديمة بكل ما فيها من ثروة تاريخية وتراثية إضافة إلى الجامع الأموي الكبير بعد أن أطل بوجهه الحزين الذي أدمى قلوبنا جميعا ، وذلك رفدا للأعمال الحكومية والميزانيات التي رصدت لتنفيذ عدد من المشاريع الحيوية في مدينة حلب القديمة بعد أن كشفت مصادر في محافظة حلب أنه تم تخصيص مبلغ مليار ليرة سورية كمرحلة أولى، وصل منها مبلغ 200 مليون ليرة سورية سيتم تخصيصها لتنفيذ المشاريع الهامة في المدينة القديمة حسب الأولويات الموضوعة من قبل مجلس المدينة.‏

وبهذا الصدد أوضح المهندس أحمد أحمد مدير المدينة القديمة للثورة أن الأيام القادمة ستحمل تفسيرات توضيحية لهذه التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة بما فيها مشروع إعادة تأهيل الجزء المتضرر من شارع السجن بطول 320 م و مشروع إعادة تأهيل ساحة الحطب والمحاور المؤدية إليها والذي يعتبر من المشاريع الحيوية ، و الإسراع في تنفيذ الأعمال الجارية وإنجاز الأضابير والدراسات للمشاريع المستقبلية لوضعها موضع التنفيذ .‏

يذكر أن مدينة حلب القديمة تضم /39/ سوقاً و / 1625/ محلاً تجارياً، فيما يبلغ عدد المحلات التجارية في كامل أحياء المدينة القديمة /4500/ محل، عاد منها إلى العمل نحو /2500/ محل حتى اليوم ، وهو ما يفسر تركيز الجهات المعنية الحكومية واستنفار الجهات الأهلية لرأب الصدع الكبير في قلوب النازحين تجاه بيوتهم ومحلات أرزاقهم وأحيائهم ليعود النبض من جديد في شرايين الشهباء ، وسيعود رغم كل الصعوبات التي أفرزتها الحرب الإرهابية على سورية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية