يتحدون الأزمات
شباب الإثنين 29-9-2014 لينا ديوب تتعدى الحرب الدائرة على بلدنا الثلاث سنوات، وهي بالقدر الذي تسببت فيه بخسارة أرواح الكثير من الشباب كانت تحدياً كبيراً بالمقابل لغالبية الشباب والفتيات، فالحرب وما سببته من أزمات لم تتسبب في استبعادهم أو تثبيط رغبتهم في العمل والمشاركة لمواجهة مختلف آثارها،
فنجد مقابل الهجرة للبحث عن عمل أو دراسة الآلاف المؤلفة تتابع دراستها في جامعاتنا متحدية كل الظروف الأمنية، وهم بتحديهم هذا يحملون آمالاً كثيرة على طريق مستقبل أفضل وتحسين الوضعية الاجتماعية رغم الواقع الصعب، وبالتوازي مع هذا نجدهم يتنادون مجموعات لتقديم الدعم العيني والنفسي للمتضررين من الأعمال الاجرامية للمجموعات الارهابية وحث المجتمع على ضرورة تقديم المساعدات الضرورية، وشكل حضورهم منذ الوهلة دليلاً لقيم التعاون والتآخي وتحدي المحن، فتطوع هؤلاء الشباب لتقديم الدعم النفسي والمادي للمتضررين. وهو دعم كان عونا للدولة في أحيان كثيرة. فهم يقومون بمساعدة أطفال مراكز الايواء من خلال تقديم دورات تدريبية مستمرة والمدارس المسائية، وتدريب النساء على الحرف واستطاعت هذه المبادرات والتدريبات تجهيز المئات منهن للعمل وطرح منتجاتهن للبيع.
وينتشر عدد من الجمعيات والمبادرات على امتداد أرضنا لمساعدة أسر الشهداء في مختلف المجالات، وعلى التوازي مع كل تلك الأعمال يواصل شبابنا وفتياتنا مشاركاتهم في المنافسات العلمية والفنية والرياضية في الدول التي لم تفرض عليها مقاطعتنا فيحققون النجاح تلو النجاح، ويحصدون الميداليات في الاولمبيادات العلمية والرياضية وفي مختلف أنواع الفنون، وهم في هذا كله لايتحدون الحرب فقط بل يراكمون خبرات ومهارات ستكون دعما لهم ولمجتمعنا عموما اليوم وغدا عندما تنتهي هذه الحرب ونعيد إحياء بلدنا.
linadayoub@gmail.com
|