تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الجمعية العامة للأمم المتحدة . . دورة جديدة بأوراق قديمة !!

دراسات
الاثنين 29-9-2014
دينا الحمد

مع افتتاح أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة واستمرار اجتماعاتها لعدة أسابيع قادمة تعود الأسئلة والاستفسارات المنطقية لتطرح نفسها بقوة على عمل المنظمة الدولية وخصوصاً في ظل سيطرة القوى العظمى

على قراراتها واستخدامها مطية لتحقيق سياساتها العدوانية ضد الشعوب وأولها مدى قدرتها على تجديد أهدافها ومبادئها وميثاقها بحيث تتحرر من هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها عليها .‏

فالجمعية العامة تقول عند افتتاح كل دورة جديدة لها أنها ستعمل على تنفيذ خطط المنظمة الدولية لمواجهة الإرهاب والقرصنة والفقر والمجاعة والبطالة و بأن التغير المناخي سيكون من بين أولوياتها وأنها ستحث دول العالم على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأخطار والنزاعات المسلحة والمخاطر التي يتعرض لها الأمن العالمي لكن هذه الخطابات الرنانة سرعان ما تذوب أمام النهم الأميركي لنشر الإرهاب في طول العالم وعرضه وانتشار النزاعات المسلحة بفضل غزو المستعمرين للشعوب والدول باسم الحريات وحقوق الإنسان وسرعان ما تتلاشى أمام اتساع ظواهر الفقر والمجاعات والقرصنة والبطالة وتفاقمها بسبب السياسات الإمبريالية التي تمارسها الشركات الاحتكارية العالمية في الغرب الرأسمالي .‏

ولعل المفارقة الصارخة في عصر القطب الأميركي الأوحد، أن تستنفر الجمعية العامة لإصدار قرارات التدخل والغزو العسكري لهذا البلد أو ذاك لان سياسته لا تروق للولايات المتحدة أو لأن مصالح هذه الأخيرة تتطلب ذلك في حين نرى هذه المنظمة الدولية تكتفي بإصدار بيانات القلق عن جرائم يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والسوريين في الجولان المحتل، والمفارقة الأكثر من صارخة في هذا الإطار أن تصف المنظمة الدولية تلك الجرائم بأدق تفاصيلها وتؤكد أنها تخالف اتفاقيات جنيف ومعاهدات حقوق الإنسان و حتى قرارات الأمم المتحدة نفسها لكنها لا تفعل شيئاً.‏‏

أما المفارقة الأخرى فهي أن المنظمة الدولية طالما تعبر عن قلقها إزاء قيام إسرائيل باستغلال الموارد الطبيعية في فلسطين و الجولان السوري المحتلين و أنها تعوق بشكل خطير الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة و تهيئة بيئة اقتصادية سليمة‏

وتستمر بسياسات اعتقال واحتجاز السجناء العرب و الظروف القاسية التي يتم فيها ذلك ما يضر بسلامتهم ووضعهم الصحي لكنها لا تحرك ساكناً تجاهها.‏‏

وطالما أكدت الجمعية العامة أن إسرائيل هجرت منذ احتلالها للجولان السوري عام 1967 نحو نصف مليون مواطن من سكانه الأصليين وانتهكت بشكل واضح حقوق من تبقى منهم و صادرت أراضي من هجرتهم ومنحتها للمستوطنين اليهود و فرضت الهوية الإسرائيلية على سكان الجولان السوريين و تعاقب من يرفضها بالسجن المؤبد و التعذيب النفسي و الجسدي لكنها لم تطلب مرة واحدة معاقبة إسرائيل على هذه الجرائم المروعة.‏‏

و بعد كل هذه الجرائم المروعة بحق أهلنا في فلسطين و الجولان المحتلين فإن السؤال الذي يطرح نفسه على المنظمة الدولية هو هل تكتفي بقرارات خلت حتى من الشجب و الإدانة و تقتصر على القلق مما يجري و الدعوة إلى كذا و كذا و الطلب من إسرائيل أن تفعل كذا و كذا ؟! أليست المنظمة الدولية نفسها من استنفرت قواها لإصدار قرارات خطيرة ضد شعوب المنطقة من العراق إلى سورية و ليبيا و السودان و غيرها لمجرد أن الولايات المتحدة تريد ذلك ؟!‏‏

إن الخروج من هذا المأزق الذي تعيشه الجمعية العامة يتطلب العودة إلى قرارها الذي أصدرته عام 1974 القاضي بإعادة النظر في ميثاق الأمم المتحدة والبحث في السبل المؤدية إلى تعزيز دور المنظمة وجعلها أكثر فاعلية لكي يحل العدل والمساواة بين الدول الأعضاء محل الظلم والعدوان وتوفير الأمان لدول العالم الثالث التي تقيدها الدول الاستعمارية ، وثني الدول الغربية عن رسم الخطط الهادفة إلى اضطهاد الشعوب بذرائع وهمية ترمي للسيطرة عليها واستعبادها وحل مشكلات الغذاء والطاقة والبيئة واللاجئين وحل القضية الفلسطينية بشكل عادل والحد من التسلح وحظر إجراء التجارب النووية ومحاربة الإرهاب ومحاسبة مموليه ومنع غزو الشعوب باسم محاربة الإرهاب وبغير هذا ستظل المنظمة الدولية الأداة والمطية لأميركا وحلفائها لتنفيذ أجنداتهم الخفية والعلنية !!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية