إن كانت ستسفر عن نتائج إيجابية في عهد ولاية بوش التي أخذت بالاقتراب من نهايتها.
ذلك لأن المحادثات تقاد من قبل رؤساء ضعفاء في كل من إسرائيل والولايات المتحدة وكل منهم شارفت ولايته على النهاية, يعاني أولمرت من فقدانه لثقة الجماهير جراء تهم الفساد المنسوبة إليه الأمر الذي حدا به للإعلان عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة لحزب كاديما, ولا ريب أن هذا الإعلان يمثل إقراراً منه بما ارتكبه من مخالفات تتعلق بتقاضيه الرشوة, وما يجدر ذكره في هذا السياق أن ثلاثة من أصل أربعة رؤساء تولوا السلطة في إسرائيل في السنوات الأخيرة قد خضعوا أيضاً للتحقيق بتهم الفساد.
وعلى الرغم من التهم المثارة بحق أولمرت, لكنه تميز بمتابعة المفاوضات مع محمود عباس , دون أن يحد ذلك من ارتكاب الإساءة في معاملة الفلسطينيين من حيث إحكام الحصار على غزة وانتهاك كرامتهم عند تفتيشهم في المعابر, ورفض إعطائهم تراخيص البناء في القدس الشرقية المحتلة, وإصدار القرارات بهدم أكثر من 1000 منزل للفلسطينيين بحجة أنها أبنية غير مشروعة, في الوقت الذي يعمل به على توسيع المستوطنات وزيادة عدد الطرقات في الضفة الغربية التي يقتصر استخدامها على المستوطنين, وبناء جدار الفصل على الأرض الفلسطينية, وعلى الرغم من كل الممارسات فقد اقتصر رد الفعل الفلسطيني على لجوء سائقين لبلدوزرين بصدم بعض الإسرائيليين, الأمر الذي أثار لغطاً في إسرائيل والجهات المناصرة لها.
الصدمة
أصدر أطباء منظمة حقوق الإنسان في إسرائيل تقريراً كشفوا فبه عن تصرفات تدعو للاستهجان والاستغراب تلجأ إليها السلطات الإسرائيلية من حيث الضغط على المرضى الذين يتطلب أمر معالجتهم السفر إلى الخارج بابتزازهم للعمل لديها كمخبرين أو عدم السماح لهم بالمغادرة ما يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي, وقد صرح أطباء المنظمة بأن هذا التصرف يقع بمطولة أحكام المادة 4 من اتفاقية جنيف التي تحول دون إلزام المدنيين بالإدلاء بأية معلومات.
ثمة احتمال بانتخاب تسيبي ليفني وزيرة الخارجية بدلاً من أولمرت على الرغم من أن شاؤول موفاز وزير النقل يعتبر منافساً قوياً لها,أما في حال حصول انشقاق في صفوف حزب كاديما فإن الفرصة ستكون سانحة لموفاز بالفوز في الحزب وربما يفضي ذلك إلى إجراء انتخابات عامة في البلاد في الربيع المقبل, وعندها يتسنى لأولمرت خوضها, بيد أنه سيلقى منافسة من المرشح اليميني بنيامين نتنياهو الذي إن فاز فسيعتبر ذلك كارثة على مسيرة السلام.
وعلى الرغم من الاضطراب السائد في سياسة الولايات المتحدة فإن وزيرة الخارجية كونداليزارايس ما زالت متفائلة على نحو كبير وتتوقع (اختراقاً دبلوماسياً) قبل انعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة المزمع عقده في الشهر القادم حيث قالت: (لا يزال لدينا الوقت للتوصل إلى اتفاقية في نهاية هذا العام وسنعمل على تحقيق هذا الهدف).
إن حل مشكلة (الشرق الأوسط) سيبقى سراباً بعيد المنال إلا في الأحوال التي تنهج بها دوله إلى الواقعية, لكن الرؤساء الضعفاء ليست لديهم القدرة على إصدار القرارات الجريئة, وفي مختلف الأحوال وعلى الرغم من المفاوضات المستمرة فإن أي نتائج يتم التوصل إليها ستحتاج إلى مباركة من أميركا والدول الغربية الأخرى.عبر أولمرت عن تطلعاته المستقبلية في المنتدى السياسي الإسرائيلي المنعقد في شهر تموز عام 2005 عندما أبدى رغبته في العيش بسلام وبناء علاقات جديدة مع الفلسطينيين مؤكداً ثقته بإمكانية تحقيق ذلك.