تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القدس .. مسلسل هدم !!

ترجمة
الاثنين 18/8/2008
ترجمة: دلال ابراهيم

مع تباشير الفجر الأولى أفاق المواطن نادر العليان على صوت جاره يناديه أن يذهب بسرعة عاجلة إلى منزله الذي انتهى من بنائه للتو, وحينما وصل إليه, كان قد فات الأوان,

فقد هدم البلدوزر جدرانه فيما انتشر حوالي 100 عنصر أمن يبعدون أهالي الحي عن المنزل.‏

مضت على تلك الحادثة أربعة أعوام, تلك التي ألقت بالمواطن العليان وزوجته وطفلتيه على قارعة الطريق, دون مأوى إلا من غرفة صغيرة في منزل يملكه أخوه.‏

كان منزله هذا كل ما يملكه وضع فيه كل ما ادخره من مال لبنائه, وقد هدمته السلطات الإسرائيلية.‏

ولاقى خلال الأعوام الأخيرة المئات من العائلات الفلسطينية في مدينة عناتا الصغيرة الواقعة في محيط مدينة القدس الشرقية نفس مصير عائلة العليان, فيما مئات العائلات الأخرى تلقت أوامر تهددها بهدم منازلها, ويقول السيد العليان (لا يسمح لأي شخص كان في الحي الذي اسكنه ببناء منزل).‏

ومشكلة هدم المنازل تطول كافة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ولكن حسب قول حاتم عبد القادر, المستشار في رئاسة الحكومة الفلسطينية يعتبر الوضع خطيراً للغاية في منطقة القدس الشرقية.‏

وأشار إلى أن السياسة الإسرائيلية القاضية في عدم السماح إلى حوالي /250/ ألف فلسطيني في القدس الشرقية من ببناء منازل تؤويهم, قاد إلى تصنيف /20/ ألف منزل بصفة منازل عشوائية, غير شرعية منذ بداية احتلال المدينة عام 1967.‏

وفي العام الماضي نشرت بلدية القدس قائمة ب/1000/ إنذار هدم لمنازل عشوائية وهناك منزل واحد من أصل أربعة في القدس الشرقية مبنية دون ترخيص.‏

ويقول جيف هالبر مسؤول اللجنة الإسرائيلية المناهضة لهدم المنازل إن عدم شرعية بناء المنزل ليست ذريعة لهدم المنزل,وتشريد العائلات الفلسطينية, مضيفاً أن هذا الهدم هو جزء من سياسة إسرائيلية تهدف إلى وقف الزيادة الطبيعية للأسر الفلسطينية ضمن مدينة القدس وحولها لتحول معظم الأراضي تبعاً لذلك إلى أملاك المستوطنين اليهود.‏

ويستطرد (لقد صعد هدم المنازل الضغوط على الفلسطينيين من أجل دفعهم للمغادرة باتجاه الضفة الغربية, وعلى هذا النحو يفقدون حقهم في الإقامة بالقدس).‏

وفي إشارة إلى إرادة التحدي قام المتطوعون, ومنهم من جنسيات دولية بمساعدة العليان في إعادة بناء منزله الذي هدم, في محاولة لتسليط الاضواء على ما يمكن أن ندعوه (التطهير العرقي الصامت) في القدس الشرقية, وقد مولت أعمال بنائه الحكومة الاسبانية, وهي تدفع الأموال بالإضافة إلى مساهمة/18/ متطوعاً اسبانياً.‏

ويقول هالبر (هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها حكومة إعادة بناء منزل فلسطيني تعرض للهدم بأوامر السلطات الإسرائيلية).‏

وعادت قضية هدم منازل المواطنين العرب حالياً بقوة متذرعة بحادثتين متتابعتين, حين نفذ خلال الأشهر الأخيرة مواطنان فلسطينيان يقيمان في القدس عملية دهس بواسطة البلدوزر في المدينة, وقتلا ثلاثة إسرائيليين وجرحا الكثيرين..‏

ورغم ما يعانيه الفلسطينيون , هدم المنازل ليس بالجديد عليهم, طالب ضباط إسرائيليون وعلى رأسهم ايهود باراك وزير الحربية بهدم منازلهم, ورمي أسرهم في الطريق لكي يكونوا رادعاً للآخرين.‏

وكان قد توقف اتباع هذا الأسلوب في التدمير العقابي للمنازل في عام 2005, إثر التهديد باللجوء إلى القضاء, ولكن هذا ليس قبل أن تتم تسوية /270/ منزلاً بالأرض لدواع أمنية خلال الأعوام الأولى من الانتفاضة.‏

وحسب احصائيات اللجنة الإسرائيلية بزعامة هالبر فإن عمليات الهدم ضد فلسطينيين متهمين بأنهم بنوا منازلهم دون غطاء قانوني تشكل مشكلة كبيرة, وقد بلغ عدد المنازل المهدمة /18/ ألف منزل خلال العقود الأربعة من الاحتلال.‏

رغم أنه وحسب اعتقاد هالبر, فإن العدو الفعلي للهدم يشكل ضعف العدد الرسمي, نظراً لأن العديد من عمليات الهدم ينفذها الفلسطينيون بأيديهم , ولا يسجلونه خوفاً من الغرامة إن طبق الجيش الإسرائيلي (أمر الهدم).‏

ومعظم المنازل التي يتم هدمها هي بنايات ذات طوابق عدة, أي تؤوي العديد من العائلات.‏

وهذا يعني أن مئات الآلاف من الفلسطينيين في القدس الشرقية, أصبحوا دون مأوى, بسبب السياسة الإسرائيلية وأطماعها التوسعية.‏

علماً أن الاتحاد الأوروبي الذي يعزز علاقاته مع إسرائيل أعلن هذا الشهر وقف تمويله للجنة الإسرائيلية لمناهضة هدم المنازل, التي تقوم ببناء المنازل المهدمة للفلسطينيين.‏

ويعتقد المراقبون أن عمل الأشخاص المتطوعين والمنظمات الإنسانية لمساعدة الفلسطينيين في وضعهم الإنساني دفع الرأي العام إلى إدراك حجم معاناتهم وصعوبة وضعهم الإنساني في ظل الاحتلال.‏

الانترنت -عن موقع: الترناتيف أنتر ناسيونال‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية