تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من الذاكرة الجولانية ..!! (السنابر)

هذا جولاننا
الاثنين 18/8/2008
اسماعيل جرادات

الحديث عن قرى الجولان, حديث ذو شجون, خاصة إذا كان كاتب هذا الحديث ابن الجولان.. عاش فيه.. عرف أرضه شبرا شبرا..

شرب من مياه ينابيعه ذات الطعم الخاص الممزوج بعطر الأرض الطيبة الخصبة.‏

نعود اليوم بالذاكرة أيضا إلى أكثر من اثنين وأربعين عاما حيث كنا في جولاننا الحبيب, هذا الجولان المزروع في قلوبنا وعقولنا لا تفارقنا صورة كل شبر من أرضه نتوق إلى اليوم الذي يعود إلى الوطن الأم بعد طرد المحتلين من فوق ترابه الغالي.‏

نعود إلى الوراء اثنين وأربعين عاما حيث كانت قرى الجولان شامخة شموخ وطننا الحبيب, نتذكر الأيام الخوالي التي كنا نقضيها مع الأصدقاء والزملاء في الدراسة لأن لتلك الأيام خصوصية تميزها عن بقية الأيام الأخرى التي مازلنا نقضيها بعيدين عما كان ولازال يجمعنا.‏

اليوم نتحدث عن قرية كانت هي الملتقى لنا حيث كانت فيها المدرسة الوحيدة في المنطقة يتوافد إليها التلاميذ والطلاب من قرى عديدة حولها حتى يكاد البعض منا يأتي سيرا على الأقدام لأكثر من عشرة كيلو مترات .‏

إنها قرية (السنابر) هذه القرية التي تتوسط قرى عديدة في قطاعنا الأوسط وفيها تجمع سكاني كبير آنذاك يتجاوز الخمسة آلاف نسمة.‏

في قرية (السنابر) خليط سكاني يطغى عليه أبناء عشيرة (الويسية) الذين تحدثنا عنهم في العدد السابق وبينا انتسابهم إلى اويس القرني.‏

في القرية مختار طيب القلب يحبه جميع سكانها هو الآن يتجاوز سنه المئة عام يدعى (علي المجارحي) كان الجميع يعود إليه في أي قضية.‏

قرية (السنابر) تتربع على تلة تربطها شبكة الطرق بقرى عديدة بجانبها واد يدعى وادي حوا, طبعا لا نعرف لماذا سمي هذا الوادي بتلك التسمية. أيام الوحدة بين سورية ومصر تمت اشادة مساكن شعبية لسكن العديد من السكان الذين لا يملكون مساكن مشادة. غالبية سكان القرية يعملون بالزراعة حيث الأرض الخصبة ووفرة المياه وقد اشتهر السكان إضافة لزراعة القمح بزراعة الأرز الذي يحتاج لمياه غزيرة وهذه متوفرة في المنطقة.‏

في القرية نبع عذب يشرب منه السكان, طبعا لم يكن هذا النبع متجمعاً وموزعا على شكل أنابيب إنما كانت نسوة القرية يردن عليه وينقلن المياه إما على الرؤوس وإما على الحيوانات حيث الكمية أوفر.‏

وفي العودة إلى مدرسة القرية حيث كنا ندرس فيها آتين من قرى عديدة .. المدرسة التي كانت تجمعنا صغارا وكبارا خلقت الفة وصداقات مازالت قائمة حتى الآن هذا بالإضافة إلى أن أبناء القرية المجاورين للمدرسة كانوا يحتضنوننا ويعتبروننا أبناء لهم أما بالنسبة للمعلمين فكان الجميع يريد أن يحتضنهم.‏

المدرسة مختلطة كونه لا يوجد غيرها ليس في القرية وحسب إنما في المنطقة كما قلنا.. المعلمون كانوا يأتوننا إما من دمشق وإما من القنيطرة التي لم تكن بعد محافظة إنما كانت منطقة .. الطلبة يغدون للمدرسة من قرى عديدة وغالبيتهم يمشي لمسافات ليست بالقصيرة.‏

طبعا سكان القرية الذين كانوا يتجمعون عند المختار مساء كانوا يتحدثون معه عن مشكلاتهم وهمومهم كونه الشخص الوحيد الذي يستمع لهم كونه كما قلنا مختاراً طيب القلب.‏

قرية (السنابر) المتوضعة على تلة كما قلنا ذات مناخ فريد من نوعه هي في الشتاء ذات برد شديد خاصة عندما تهب الرياح التي يطلقون عليها الرياح (الشرقية) هي رياح تحمل بين طياتها الثلوج, أما الصيف فهو لا حار جدا ولابارد إنه معتدل.‏

أبناء القرية فيهم الفقير وفيهم ميسور الحال طبعا فيما عدا مختار القرية الذي يتمتع انذاك بميزات أخرى لسنا بصدد ذكرها اليوم..‏

أثناء عدوان اسرائيل عام 1967 قاوم أهل القرية المحتل الغادر مقاومة الأبطال لاسيما وأن غالبيتهم كان متطوعا فيما يسمى المقاومة الشعبية. هم يتوقون اليوم إلى العودة إلى أرضهم كما يتوق كل أبناء الجولان الحبيب في العودة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية