|
ورشة ( الشارع) هل حقاً قدّمت همومه... شؤون ثقافة وورشة ( الشاعر) هي مشروع يسعى لتكريس الكتابة المسرحية عبر إنتاج نصوص خاصة بالمسرح في ظل الغياب شبه الكامل للنص المسرحي السوري. - ما يميز عمل هذه الورشة التي كانت بدعم من المجلس الثقافي البريطاني وقدمت باكورة أعمالها( نصوص الغرفة رقم سبعة) بالتعاون ما بين المجلس والأمانة العامة لاحتفالية دمشق, ما يميزها هو اعتمادها مبدأ الثيمات, بمعنى أن يتم وضع النصوص وفق طرح فكرة محددة بشكل دوري , تناقش بين أعضاء الورشة التي تضم حالياً ثمانية كتّاب هم ( أحمدية النعسان- سومر داغستاني- شادن أسعد- عبد الله الكفري- عمر جباعي - لمى العبد المجيد- مضر رمضان الحجي- وائل قدور). والنصوص الثمانية التي تمت قراءتها مؤخراً في المسرح الإيطالي بالمعهد العالي للفنون المسرحية من إخراج رأفت الزاقوت,دارت حول ثيمات ( الخوف- الحب- الأهل) مع ملاحظة أن ثيمة الحب كان لها الحيز الأكبر في طروحات هؤلاء الشباب. تمنح القراءات المسرحية عموماً مساحات تأمل أوسع وأرحب للمتلقي لفهم النص والتفاعل معه بشكل أعمق. لأنه يتواصل مع حدث الممثل بتركيز أكثر . دون أن يعني هذا تقليلاً من أهمية الأداء الصوتي. إذ لاحظنا في قراءات كل من: ( محمد زرزور- هيلين الجنابي- جمال منير- نجلاء الجمري) أداءات صوتية تحمل طاقات عالية لإيصال درامية الأحداث المعبر عنها إلى ذروتها, والمنقولة إلينا صوتاً مترافقاً على طول مدة القراءة , مع أداء ايحائي جسدي من خلال تعابير الوجه أو حركة اليدين والجذع. إذ اًهناك أداء جسدي لايكتمل بسبب شرط القراءات المسرحية المعتمدة أسلوب الإلقاء . إذ سيبقى الأربعة جالسين علي كراسٍ يتناوبون عليها بين مسرحية وأخرى, كما الحال في تناوبهم دور الراوي. وطبيعي أن يؤدي كل منهم عدة أدوار لطالما كانت هناك أكثر من مسرحية مقدمة . الأمر الذي وضعهم أمام خيار التنوع في الأداء. فكل واحد منهم قدم شخصيات عديدة وبالتالي هو أمام امتحان حقيقي يضعه في مواجهة مباشرة تقتضي التآلف والانسجام سريعاً مع الشخصية الجديدة. وبأدوات مسرحية قليلة تعتمد الإلقاء المسرحي أساساً. وهي مهمة ليست بالسهلة نجح الشباب في تقديمها عبر إعطائهم ملامح الشخصيات المقصودة , بالتنوع والانفعال المطلوب والمضبوط. ومع أن العمل ككل يدور حول المحاور الثلاثة( الحب - الخوف - الأهل)فقط , إلا أنه قدم شخصيات كثيرة مختلفة , مع ملاحظة وجود أفكار متفرعة عن الموضوعة المطروحة التي تناقش, والتي يمكن لها أن تغتنى لو أن كل مسرحية قدمت في عرض مستقل . ولكن... ولما كان الهدف الأول لورشة الشارع كما يتضح من اسمها هو( رغبة أعضائها في نقل هموم وهواجس ما يجري في شوارع دمشق خصوصاً , وسورية عموماً... وأحلام الشباب ومشاكلهم اليومية عبر قوالب مسرحية). لما كان الأمر كذلك كان من الممكن أن تطرح موضوعات أكثر إلى جانب الثيمات الثلاث المقدمة. لا أن تنحصر ثماني مسرحيات بثلاث ثيمات , إن لم نقل إن الحب هو الثيمة الغالبة والحامل الأساسي لمعظم المسرحيات. لأن في هذا الأمر شيئاً من التهميش لهموم الشاعر السوري الحقيقية وجعلها مقتصرة على أمور العشق والهيام. وبدا الأمر كما لو أن الحب هو أكبر مشكلات وهموم الشباب, في حين أنه يواجه حقيقة مصاعب وتحديات أكبر من هذه بكثير .. فأين هموم الشارع?.
|