تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التوجيه الرئاسي ...وحكومة المرحلة الجديدة

دراسات
الخميس 4-9-2014
بقلم الدكتور فايز عز الدين

ثمة آمال كبيرة تحرّك الوجدان الوطني للشعب ولا سيما أنه لا يزال يخوض معركته المركّبة على كافة الجهات والمستويات داخلياً، وخارجياً؛ وما تتطلبه هذه المعركة من معرفة العدو، والأصول اللوجستية عنده بواسطة الأعداء الإقليميين

وعدم ترك الفرصة له لكي يلتقط أنفاسه عبر ضرب قوة العنف لديه، وأسباب السيطرة الآنية التي يملكها ومن ثم قطع دابر القوة الإرهابية، وأماكن تحركها، وخطوط إمدادها في معركة ذكيةِ القيادةِ، والإدارة في : السياسة، والاقتصاد، والقانون، والأخلاق، والقيم الوطنية والإنسانية؛ حتى تتسع الدائرة الاجتماعية، التي تساند الجيش العربي السوري البطل، وتضيق دوائر الحركة، والسيطرة الوقتية عند قطعان الإرهاب على أرضنا السورية الغالية، وصولاً إلى لحظة النصر الوطني الذي بات ينتظرها الإنسان على هذه الأرض المقدسة.‏

ومن أرضية الإدارة الذكية، والإرادة الوطنية الشجاعة انطلق توجيه السيد الرئيس للوزارة الجديدة وزارة فتح الأبواب على مكوّنات الوطن من أجل حشد الطاقة الوطنية في عملية مشاركةٍ شعبية ترتفع إلى مستوى مهام الوطن في أخطر مراحل تاريخه. ولقد كانت ثلاثية التوجيه في حديث السيد الرئيس إلى الحكومة واضحةً أن الأولوية هي الحرب على الإرهاب لتوفير أمن المواطن وسلامته. والشروع بإعمار بلدنا. وإصلاح الإدارة عبر رفع وتائر التنمية الإدارية ومكافحة الفساد واتخاذ كافة الإجراءات لضبط الاسعار ومنع الاحتكار، ومكافحة تجّار الأزمة.‏

وقد أصبحت قناعة السوريين راسخة بقوة بلدهم، ودولتهم، وجيشهم الباسل على ضوء ما سمعوه من توجيه مليء بالوعي العميق للعوامل المركّبة في المعركة السورية ضد تحالف القوى الدولية المؤسسة للإرهاب، والداعمة له، والمتسترة بأعلى أشكال الكذب، والتضليل الممارس عبر الميديا الدولية الإعلامية وفضائيات الفتنة، وسفك الدم السوري كذلك تعززت عاطفة الضمير الوطني عند الشعب حينما أتى التوجيه الرئاسي حاسماً من أجل الدولة القانونية العادلة التي يجب أن تتحقق الآنَ، قبل غَدٍ، على الرغم من صعوبة الظروف التي تمرُّ بها البلاد. فالتوجيه يربط بين مستويات مواصلة المعركة الوطنية السورية ضد الإرهاب الدولي الذي أصبح أهم عدو داخلي للسوريين، وبين مشروع المواطن السوري بوطن متحرر من الأخلاق الفاسدة، والقيم الظلامية الهابطة عبر التركيز على إصلاح الثقافة والتربية من الأسرة، إلى المدرسة، إلى الحياة الوطنية عموماً حتى يتخلص المجتمع من مظاهر اللاوطنية، والوعي القاصر والمنحرف. فالوطنية الواعية هي مشروع الوطن المقاوم، والشعب الصامد، والوطنية اللّاواعية هي البيئة التي تحتضن الإرهاب، والتكفيرية العميلة، وتتنفّس من رئة الحلف المعادي لوطننا، وتأتمر بأوامره. ولقد قدّم السيد الرئيس مفاهيم الشفافية، والمصداقية في عمل الحكومة على كل هدف إداري، أو إصلاحي، أو برنامجي من أجل أن يرسّخ حقيقة أن منهج المقاومة والكفاح من أجل تحرير الوطن من أعدائه الداخليين، والذين أدخلوا إليه من الإرهابيين لن يكون تحقيقه عملية سهلة؛ بل إنها عملية انتصار على مستوى المسؤولِ، والمسؤوليةِ حين تكون الذات الوطنية هي الأعلى، وحين يكون التعلُّق بالمشروع الوطني هو الأَوْلَى.‏

وفي اللحظة التي بدأ بها المواطن يستمع إلى توجيه السيد الرئيس للحكومة كانت قواتنا المسلحة مدعومة من كافة فصائل شعبنا المساندة له تحقق الانتصارات الملفتة على كافة جبهات مكافحة الإرهاب التكفيري المتصهين، فكان تنويه السيد الرئيس أمام الحكومة ليؤكد على الحقيقتين بآنٍ معاً: جيشٌ يحقق نجاحات ملفتة، ومصالحاتٌ وطنية تثبت جدواها ونجاحها في مناطق كثيرة من بلدنا، ولم يكن لهاتين الحقيقتين أيُّ حضورٍ لولا أن الدولة قد كسبتْ ثقة المواطن التي يجب أن تضعها الحكومة في رأس كل توجّه لها. والأكثر حسماً في توجيه السيد الرئيس كان تأكيده على الرؤية الجديدة التي على الحكومة دوماً أن تقدّمها، وتتلافى فيها سلبيات المرحلة السابقة. وهذا يعني أن المراجعة، والتقويم، وتجاوز المُنجز باتجاه المناهج الاكثر تطوراً عبر الصدقية، والشفافية، هي عناوينُ الوطنِ المكافحِ من أجل تحرّره، وحقوقه، ومشروعه القادم بالنصر المؤزّر للوطن والإنسان.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية