تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الضلالة والتضليل وجوهر الموقف الغربي في الصراع

دراسات
الخميس 4-9-2014
بقلم: د. أحمد الحاج علي

تفرض الحقائق وجودها وحضورها في أرض الواقع، والصراع في أحد أهم جوانبه قائم على الحقيقة والحقائق، فهناك قوى تريد تدمير الحقائق وتزوير الحقيقة والاستتار بمصطلحات وأفكار ظاهرها الخير ومضمونها السم الزعاف،

إنها المستوى المكمل لتجارة المستعمر على مر التاريخ فهو يقتل وينهب ويطلق قطعان العملاء والإرهاب ولا ينسى في جوف ذلك أو على هامش ذلك أن يدعي بأنه يقوم بحماية العالم ويساعد الشعوب في هذا البلد أو ذاك، وفي الطرف الآخر تنهض قوى الخير والسلام تلتقي بقدرها وتحمل معالم وجودها ومصيرها.‏

تتصدى وتقاوم وتبذل في سبيل كرامة الوطن واستقلاله الدماء الزكية وهي تعلم بأنه لا خيار لها أمام احتمالات الوجود والمصير، وتحتدم المعركة إلى أبعد حدودها وإلى أقسى تطبيقاتها بين من يبدد الحق ويزور الحقيقة ويتلاعب بالقيم الإنسانية وبين أولئك الذين نهضوا لكي يؤمنوا لوجودهم الحدود الخيرة ويبنوا بالدم والعذاب والصبر مقومات ثابتة لمصير لابد أن يبقى متوهجاً ثابتاً على خط الزمن قادراً على دفع موجات الظلم والإرهاب حاملاً لراية التضامن الإنساني والعدل البشري والوجود المتطور المتقدم دائماً، كأنما القصة في أصولها تقع في مسافة الصراع ما بين الموت والحياة ومابين الظلم والعدل وما بين الظلام والنور، ولا توجد في هذا المدى مساحة مهملة أو مواد أخلاقية وسياسية تبرر الخداع وتؤمن للمستعمر والإرهابي أن ينشر بالتزوير والنفاق مطالبه وخطاه التي تتجه على الدوام من الشر إلى الشر ومن الظلام إلى الموت ، إن المسألة بهذا المستوى تتطلب بالضرورة أن تتوحد أنساق المواجهة للإرهاب والمستعمر معاً،وهنا يبرز دور المقاتل في الميدان على هذا النحو من سمو الاستشهاد ودور التعبير الإعلامي والثقافي والفكري والاجتماعي بما ينجز أنشطة وخلاصات وآثاراً فكرية تؤكد الموقف العام وتغذي معاني الحق والمقاومة في هذا الموقف العام، إن هدفهم يتصل بوجودنا ومصيرنا ويتناولنا بكليتنا ولا يعقل أن لا نواجه هذا الهيجان القادم على جناح القتل والنهب من مصادره في دول الغرب الأوروبي والأميركي ومن روافده الآسنة من آل سعود وآل ثاني وأردوغان ، إنها اللوحة التي يجب أن نثبتها في وعينا الاجتماعي والسياسي والثقافي كما نرسمها الآن بدماء الشهداء وبسمو الموقف في الميدان وبمعدلات الأداء النابغ والذي وصل إلى حد الأسطورة مع سنوات المواجهة والصبر والإيمان وهنا لابد أن ثبت نقطتين حتى لاتفلت من أيدينا حالة وعي الخطر القادم ومنهجية التصور الشامل لما يراد فينا ولنا أما النقطة الأولى فهي إدراكنا العميق بأن وجودنا القائم وجذورنا الراسخة ومصيرنا المحتمل كل ذلك في صلب الهدف الاستعماري الإرهابي بل أكثر من ذلك إن أعمارنا بكل مايتوزع منها على الزمان وحياتنا المباشرة كل ذلك أيضاً في الاستهداف الهائج فلا أحد يمتلك أن يقول بأنه آمن كفرد أو آمن كغد لاأحد بمنأى عن الموت الذي يريدونه لنا فكيف بعد ذلك لاننهض بكل طاقات الجسد الوطني وإشراقات العقل الوطني لكي ندخل معركة المصير على ذات المستوى من الخطر وبمعدلات تاريخية تدل على أننا شعب حي ووطن متحضر وأننا نمتلك كل طاقتنا المادية والمعنوية لكي نرد على الظلام ونردع الإرهاب وأصولنا التاريخية ووقائع وقيم آبائنا وأجدادنا تنبعث فينا لندرك بأن الهجمة الراهنة ليست الأولى في تاريخنا ولن تكون الأخيرة مادمنا على قيد الحياة بمعناها الواسع والشامل إن للصراع منطقاً وقد صار واضحاً كالشمس وظهرت أدوات هذا الصراع بما يعني أنه لابقاء إلا للحق ولامعنى للمواجهة إذا استنفرت في حياتنا كل عناصر القوة من الكلمة الطيبة إلى الفكرة المنيرة إلى المستوى الأخلاقي في البيع والشراء إلى أن تصب العوامل جميعاً في ربوع هذا العطاء وهذه التضحيات التي تقدمها بلا تردد أو توقف قواتنا المسلحة وأما النقطة الثانية فهي أن وعينا وإدراكنا يجب أن ينصب على ضرورة التبصر إلى درجة القناعة والإيمان بأن الموجة العاتية الراهنة هي من مصدر واحد ومن منبع واحد وينتظمها منهج قذر واحد لذا فلا فرق بين استعمار غربي وقوى رجعية في المحيط العربي وقطعان إرهابية تتشكل حسب الرؤية الغربية وتوابع شاردة في الداخل الوطني اختارت العار فباعت الضمير وأجرت السواعد لاغتيال الوطن وأبناء الوطن وفي هذا السياق يجب أن يتجه وعينا إلى متابعة خصائص النفاق والكذب في السياسات الغربية وهي التي أنتجت الإرهاب وتدعي اليوم أنها سوف تكافحه إن الضلالة هناك ثابتة ويجب أن لاتنتج الضلالة تضليلاً في داخلنا يساعد في تزوير الحقائق وإضعاف الموقف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية