تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث.. حكمة صينية وتطبيق أميركي: ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة!

صفحة أولى
الخميس 4-9-2014
كتب أحمد حمادة

ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة.. حكمة صينية أكثر ما تنطبق اليوم على أميركا وسياسات إدارتها التي تدعي محاربة الإرهاب وتدعمه ثم سرعان ما يفتضح أمرها فتغير في أسلوبها وتحافظ على جوهر أجنداتها الخفية..

فالرئيس أوباما يريد مكافحة الإرهاب ولكنه يتمهل ليحصل على موافقة الكونغرس ورغم أن الأخير بجناحيه «النواب والشيوخ» يسرب على لسان أعضائه حرصهم على الإسراع في المكافحة ومطالبتهم أوباما بأن يشرح لمواطنيه وبالتفصيل ماذا سيفعل, فإن الأخير بدوره يعود ليعلن بأنه سيتحرك بسرعة لكن الأمر سيطول.‏

والسرعة المطلوبة ليس هدفها على ما يبدو إنقاذ الشعوب من خطر الإرهاب الذي صنعته أميركا بل السير على خطا الاستراتيجية في نشر الإرهاب والزعم بمحاربته حتى يتحقق الهدف الذي يتلخص بمزيد من دمار المنطقة وجلب الويلات والكوارث والمصائب إلى أبعد قرية ومزرعة في أقصاها لتكون اليد الإسرائيلية هي اليد الطولى في سمائها وأرضها.‏

والمضحك المبكي أن أوباما ما إن ينبس ببنت شفة في الصباح حتى يظهر هولاند ليسير على خطاه في المساء ليؤكد أنه في الخندق ذاته الذي حشر أوباما نفسه به ومع أن الماء يكذب الغطاس وأفعالهما تكذب أقوالهما فإن العديد من عواصم الغرب يذهب إلى تكرار العزف ذاته في ضرورة محاربة الإرهاب مع اتفاق الجميع على العمل تحت غطاء الحروب الإنسانية وحقوق الإنسان وإنصاف المظلومين وإنقاذ المضطهدين والأقليات.‏

وحتى يبدأ تنفيذ الفيلم الهوليودي يسارع أوباما إلى الإعلان عن إرسال وزيري خارجيته ودفاعه إلى المنطقة في مهمة «سوبرمانية» تجمع الحلفاء وتحشد الطاقات لإقامة تحالف جديد يضم الناتو أيضاً لاحتواء الأخطار القادمة.‏

ولكي تكون المبررات سريعة أمام الرأي العام الغربي تسارع واشنطن للحديث عن هجوم وشيك سيطربها ثم تكتمل فصول الهبة الأميركية بإعلان لندن أن الإرهاب سيطوق شوارعها وربما في غضون (45 دقيقة) كما كان حال أسلحة صدام حسين الفتاكة ثم تلحق بالركب باريس وبون وغيرهما من عواصم الغرب للتحذير من أخطار مماثلة تداهمها وتكبس على أنفاسها.‏

لكن أكثر ما يثير الاستغراب أن هؤلاء وهم يعدون العدة لطبخة جديدة في المنطقة تحت عنوان مكافحة الإرهاب يرفضون سماع الطرف الآخر من العالم وهو يقول لهم ما هكذا تورد الإبل وما هكذا تحاربون الإرهاب وليس من الحكمة خلط الحابل بالنابل والمقاومة بالإرهاب والتفريق بين معتدلين ومتطرفين ومتوحشين وأليفين.. وإذا كان لابد من الكذب على شعوبكم فعلى الأقل قوموا بإخراج مسرحية مصالح شركائكم الاحتكارية بطريقة أفضل حتى يصدقوكم فليس للكذب أرجل مثلما للفضيحة أجنحة كما يقول إخوانكم في الإنسانية من أهل الصين!!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية