تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العملة الموحدة..الولادة متعثرة والحصيلة إعاقة دائمة

قاعدة الحدث
السبت 5-11-2011
 إعداد: دينا الحمد

أصبح اليورو منذ 1/1/1999 العملة الرسمية الجديدة المتداولة لعدة دول أوروبية بعد أن حل محل العملات الوطنية القديمة كالمارك الألماني والفرنك الفرنسي، ولم يتم تعميم التجربة على كل الأعضاء في الاتحاد الأوروبي آنذاك لأن البعض رفض عدة بنود في الاتفاقية كما تعين على البعض الآخر تحقيق الشروط المفروضة لتبني العملة الموحدة.

فما البلدان التي تبنت اليورو ومتى؟!‏

في عام 1999 تبنت اليورو كل من بلجيكا وألمانيا وايرلندا واسبانيا وفرنسا وايطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنمسا والبرتغال وفلندا، وفي عام 2001 انضمت اليونان، وفي عام 2007 انضمت سلوفاكيا وأصبح نحو 320 مليون أوروبي يستخدم عملة اليورو التي ترمز إلى الوحدة والثقة بقوة الاقتصاد الأوروبي وخصوصاً بعد أن وصل سعر الصرف لليورو أمام الدولار الأميركي إلى نحو 1.56.‏

وكان وزراء الاقتصاد في الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق قد ثبتوا في اليوم الأخير من عام 1998 في بروكسل أسعار الصرف بين اليورو والدولار وكذلك تكافؤ سعر اليورو الرسمي بالنسبة لهذه الدول وفي 4/1/1999 أصبح التداول باليورو يغطي 80٪ من منطقة اليورو وأصبح التعامل به بين البنوك وقروض الدولة وأسعار الأسهم والادخارات واختفت العملات الوطنية منذ ذلك التاريخ وفي عام 2002 طبع نحو 30 مليار ورقة نقدية و70 مليار عملة نقدية ووزعت في الأسواق.‏

واتفق على أن يكون للعملة الجديدة وجه أوروبي واحد وترك لكل بلد حرية اختيار ما يناسبه لوجه العملة الثاني ففرنسا اختارت أن تبقي رموز الجمهورية وايطاليا شخصيات تاريخية والنمسا مظاهر الألب ووصفت عملية ولادة اليورو بأنها الحدث الأعظم أهمية منذ سقوط الامبراطورية الرومانية.‏

ويؤكد الخبراء أن ولادة اليورو كانت تفعيلاً لاستراتيجية أوروبية ابتكرها وزير الخارجية الفرنسي السابق (روبير شومان) الذي تعرض مشروعه سيكا لعدة تغييرات آلت إلى ولادة الاتحاد الأوروبي فيما بعد.‏

وفي غضون عشرة أعوام فقط أحدث اليورو ثورة في البيئة الاقتصادية العالمية مرتقياً إلى مرتبة العملة الثانية على مستوى العالم ومنافساً الدولار كوسيط في التجارة والتمويل الدوليين.‏

كما أصبح الاتحاد النقدي الأوروبي أكبر سوق في العالم اليوم ومازال مستمراً بالتوسع وتمتعت منطقة اليورو بمستويات تضخم منخفضة وأسعار فائدة منخفضة في السنوات الماضية.‏

لكن الأزمة الكبيرة التي ضربت منطقة اليورو مؤخراً أثرت كثيراً في اليورو والمزايا التي روج لها الاتحاد الأوروبي طويلاً.‏

أما الإشارة الرسمية لليورو فتشبه الحرف E مع وجود خطين متوازيين أفقياً(يورو) وجاءت من الحرف اليوناني (Epsilon) ومن الحرف الأول من كلمة أوروبا (Europe) وأصبحت الإشارة معروفة كإشارة الدولار.‏

كما تحمل العملة الجديدة رسومات هندسية مختلفة وخريطة لأوروبا وعلم أوروبا الذي يضم 12 نجمة صفراء.‏

أما الهدف من اليورو فهو تحقيق الوحدة النقدية بين الدول الأوروبية ، التي تعتبر بدورها أهم حلقات الوحدة الاقتصادية الأوروبية المستهدفة وذلك لأن وجود عملة موحدة سيؤكد هذه الوحدة الاقتصادية ، وسيحد من الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها الدول الأعضاء ، وخاصة في المجال النقدي وأسعار الصرف ، إلى جانب ذلك تهدف دول الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية أهمها:‏

- خلق سوق مالي أوروبي يقوم على أسس اقتصادية موحدة .‏

- إيجاد دور فعال للعملة الأوروبية على المستوى الدولي.‏

- إتباع سياسية نقدية موحدة في الاتحاد الأوروبي بالتوازي مع السياسة التجارية والسياسية الزراعية المشتركة في دول الاتحاد.‏

- تلافي سلبيات ومخاطر تقلبات أسعار الصرف بين عملات الدول الأعضاء بالاتحاد ، وتأثير هذه التقلبات على أداء الشركات ، وحركة رؤوس الأموال بين الدول الأعضاء .‏

- خلق مزيد من الشفافية في الأسعار والتكاليف ، وزيادة المنافسة ، ورفع معدلات النمو الاقتصادي في الدول الأعضاء.‏

وفيما يتعلق بمراحل تحول دول الاتحاد الأوروبي إلى استخدام اليورو في التعاملات اليومية فكانت كما يلي:‏

- المرحلة الأولى (أيار 1998 كانون الثاني 1999):‏

تم خلال هذه المرحلة تحديد الدول الأعضاء باليورو ، وهي الدول التي استكملت شروط الانضمام ، كما تم إنشاء النظام الأوروبي للبنوك المركزية والبنك المركزي الأوروبي ، كما قامت الدول الأعضاء بإجراء بعض التعديلات التشريعية ، والتصديق على تشريعات التحول إلى اليورو ، كما تم اتخاذ الترتيبات الخاصة بسك الوحدات المعدنية وإصدار أوراق البنكنوت لليورو .‏

- المرحلة الثانية (كانون الثاني 1999-كانون الثاني 2002) :‏

في بداية هذه المرحلة تم ميلاد اليورو ، وتحديد سعر التبادل بين اليورو والعملات المشاركة فيه ، وتم خلال هذه المرحلة استخدام اليورو كوحدة حسابية فقط دون أن تكون في صورة عملة ورقية حقيقية في التداول ، وتم استخدام هذه الوحدة الحسابية في تسوية التعاملات بين البنوك وفي البورصة ، كما تم إصدار السندات الحكومية خلال هذه الفترة باليورو ، وبالذات التي سوف تستحق بعد كانون الثاني 2002 ، وفي هذه المرحلة تم التحول بصورة جزئية إلى اليورو اختياريا ، وأطلق على هذه المرحلة مرحلة التعامل المزدوج ؛ حيث أمكن استخدام اليورو أو العملة الوطنية ، دون أي تمييز مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل عملة وطنية في هذه الفترة ما هي إلا تسمية لاستخدام اليورو أو العملة الوطنية .‏

- المرحلة الثالثة (كانون الثاني 2002 - حزيران 2002) :‏

تم في هذه المرحلة طرح الأوراق النقدية والقطع المعدنية لليورو للتداول في الحياة اليومية للدول الأعضاء بالاتحاد النقدي الأوروبي ، و سحب العملات الورقية والقطع المعدنية الوطنية للدول المشاركة في اليورو .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية