تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إلى من يهمه الأمر... شـــــــجرة التــــــوت

ثقافـــــــة
السبت 5-11-2011
يوسف المحمود

«الشيخ محمود السعد» أول ماسمعناه في الضيعة اسما، ينسب إلى بيت في أعلى حاكورة بيت سعد، توتة ضخمة، على مايعرف في شجر التوت،

أنها لاتعيش طويلا، إلاّ إذا نجف قلبها، فلم يبق الا قشرها قائماًـ التوتة تشفط ملحفة ورق توت، تعشي أو تغدي الدودات، قد قشرن الحمراء، آخر ماتكبر دودة القزّ!.‏

التوتة تفيء على مصطبة، بجانب باب البيت، بما كانت عادة أهل الضيعة، أن يغرسوا شجرة (توت، زنزلخت أو مشمشة) تفي في الصيف على مصطبة، يقعدون عليها، مستظلين بتلك الشجرة نهاراً، ينام عليها ضيف، أو قريب زائر في الليل، وربما صاحب البيت اذا ماشق عليه الصعود على السطح، ينام في كوخ، مقبي بغرف البلوط أو الخرنوب البري، مجلوق الصدر للهواء. النجوم تتغامز عليه، من فوق الباب، أو من أمامه.‏

يتغطى نائماً، أو مكشوفاً، مستوراً بسياج السطح، مقلوعاً من الحقول، بعد الحصاد، يسطح فوقه التين، أو تنشر عليه خيطان التتن!‏

وإلى داخل حائط الدار- ربما بإزاء التوتة تلك، رمانتان، بالعرق فقط، بلاأغصان، كنا ننزل على درب مدرج بصخور قائمة ومنبسطة، الى العين، فنعجب كيف كانت المرأة، تصعد بجرة الماء على كتفها، أو على رأسها، إلى بيتها في أعلى حاكورة بيت سعد!‏

وإذ كنا أولاداً، نسرح ببقرات البيت، عندما يكسر الفيء على الميمنة. كنا نقول، وصلنا بالأبقار، الى «درجة بيت سعد»، على حافة النهر الشتوي، حيث يكثر المرعى، والحنطة تعلو إلى زنار الزلمة، وأيضاً كنا نعجب، كيف كانت المرأة، تحمل حملة الزرع، على رأسها، تهر تنكة حنطة، وتصعد درجة بيت سعد، الى البيدر بقرب الضيعة!‏

وإلى أن جاء الشيخ محمود الترسوسي، بكارثة تطبيق بيته على امرأته وأولاده جميعاً، يعيش عند أولاد عمه، في بلاد صافيتي، فقد فاتنا، وقد صرنا شباباً، كمواليد مسجلين في إحصاء سنة 1923، أن نعرف أيهما الأسبق: الشيخ محمود الترسوسي أم الشيخ محمود السعد...(سيلي)‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية