وأشارت سانا في تقرير لها عن المعرض ان الفنانة سعيد تقدم في المعرض الذي يستمر لغاية الخامس من الشهر الجاري طرحا فنياً معاصراً يعتمد في مضمونه على قضايا الطفولة والبيئة من خلال خلق تكوينات تشكيلية ترتكز على الحالة النفسية والاجتماعية التي يمر بها الإنسان جراء مشاهدة التلوث البيئي الذي ساهم الإنسان نفسه فيه من خلال تقدمه الصناعي واستخدامه الجائر للطبيعة.
وأشارت الفنانة سعيد في تصريح لوكالة سانا إلى أن بعض لوحاتها انطوت في معظمها على طرح المشكلة وأخرى في إيجاد الحلول لها مستخدمة بذلك أسلوب الاستفهام في بعض اللوحات لتجعل من المتلقي إنسانا فاعلاً يبحث في أعماق نفسه عن جوهر المشكلة وأسس حلها.
ولفتت سعيد إلى أن بعض اللوحات جاءت لتطرح موضوعات إنسانية كالأسرة والبيت وضرورة الحفاظ على تلك العناصر من خلال بيئة نظيفة تحافظ الأم الحامل فيها على سلامة جنينها من آثار التدخين المضرة الأمر الذي يدفعنا للحصول على جيل نظيف من التشوهات الخلقية التي تحدث أحياناً لدى انتقال العدوى إلى الأطفال الرضع.
وبينت سعيد أنها استخدمت في ألوانها الحبر الناشف الملون لكي تجنح إلى الإبداع وتخرج عن النمطية السائدة في استخدام الألوان الزيتية مع حرصها على أهميتها لكونها تعطي للوحة إحساسا جميلاً.
بدوره قال المخرج السينمائي ايليا قجميني ان الفنانة سعيد تناولت في لوحاتها قضية الضجيج الذي بات يؤرق الكثير منا في حياته الشخصية لافتاً إلى أهمية المعرض كونه يسلط الضوء على أهم القضايا التي يشعر الإنسان بأهميتها من خلال تحريك شعور المتلقي وإثارة المشكلات في نفسه وطرق حلها.
بدوره بين التشكيلي حسين العقاد أن الأعمال الفنية المعروضة تأخذ بعداً تعبيرياً مكثفاً يتجلى بوضوح في الخطوط الحبرية والدرجات اللونية منوهاً بأن تقنية الأحبار الناشفة توحي وبشكل كبير ببراعة الألوان الزيتية من حيث الحالة التنقيطية التي تغلف سطح اللوحة والمساحات الكبيرة الزاخرة بشخوص ملونة.
واشار التشكيلي جاد المحمود إلى أن لوحات المعرض تنحو نحو اختزال العناصر البيئية في مقابل حضور لوني مكثف يستجيب لفضاءات اللوحة، الجمالية ليتأقلم مع عمق المعنى ودلالاته مقابل حضور جميل ومتداخل للألوان الحارة والباردة ما يدل على عمق الحالة الشعورية لدى الفنانة سعيد.
يذكر أن الفنانة ناديا سعيد، من مواليد حلب ويحمل معرضها الفردي رقم الحادي والثلاثين ولها العديد من المعارض المشتركة في العديد من محافظات القطر.