تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إضاءة... شـــفيق جبــــــري... شـــاعر الشــــام

ثقافـــــــة
السبت 5-11-2011
نوار حيدر

عندما قرأ الشاعر العراقي معروف الرصافي بعضاً من شعره صعب عليه تصديق أن صاحبه حديث العهد بالشعر، إنه الأديب والشاعر شفيق جبري شاعر سوري ينتمي إلى أسرة دمشقية عريقة

كانت تسكن بيتاً بالقرب من الجامع الأموي وماإن بلغ السادسة من عمره حتى تعلم الكتابة والقراءة والخط والحساب.‏

ثم أكمل دراسته في مدرسة مسيحية في دمشق وكانت تعنى بتعليم اللغتين العربية والتركية.‏

بعد حصوله على الشهادة الثانوية شعر أنه مقصر في التعليم حيث إن شغفه كان يتعدى ما تعلمه ورأى أن مرحلة دراسته السابقة كانت متواضعة جداً وأنه يفتقر لكثير من الفنون الأدبية، فأخذ يخالط الشعراء الكبار ويقرأ لمن اعتبروا فحولاً بالشعر، الأمر الذي أثاره مانراه متجلياً في أشعاره من حيث الوضوح والأسلوب المشوق والنفس العلمي الطويل، تلك الصفات التي عرف بها شفيق جبري في جميع كتاباته وأشعاره.‏

وكان أبرز من تأثر بهما المتنبي والبحتري فأخذ من الأول الروح العالية ومن الثاني سلاسة التعبير واستفاد من هذين الأمرين في كتابة قصائد المناسبات الوطنية والقومية التي شارك من خلالها في الحركة الوطنية القومية التي حدثت بعد نشوب الحرب العالمية الأولى، إلا أنه لم يمارس السياسة بشكل عملي حيث تفرغ بشكل كلي لحياته الخاصة التي آثرها وفضلها على غيرها حتى وفاته.‏

المعروف عنه قلة قصائده لكنها على الرغم من قلتها جعلته في المصاف والمكانة المرموقة للشعراء الكبار، وبهذه المكانة تولى منصب عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق بالإضافة إلى مزاولة مهنة التدريس في الجامعة فظهرت له مقالات ودراسات عديدة نشرتها كبريات المجلات الأدبية والثقافية مثل (مجلة الثقافة) ومن أهم مؤلفاته الأخرى كتاب (أرض السحر) الذي يعد من الكتب الأدبية الشيقة والممتعة حيث سجل فيه شفيق جبري انطباعاته وآراءه عن الغرب.‏

ومن ناحية دواوينه الشعرية فكان أبرزها ديوان (أفكاري).‏

والذي ميزه في تلك المرحلة أنه رجل الشعر والنثر في سورية، حتى إنه لقب بشاعر الشام ومع أنه لم يمارس السياسة بشكل عملي كما ذكرنا آنفاً إلا أنه ندد بالاستعمار التركي ومن ثم بالانتداب الفرنسي من خلال كتاباته الفكرية والأدبية وكان من الأدباء القلائل الذين دعوا إلى وجوب نيل المرأة حقوقها.‏

من خلال كتاباته وأشعاره ومقالاته نرى أن العامية كانت عدوه الأول، فالفصحى برأيه هي الوسيلة الوحيدة للتواصل.‏

لقبه بشاعر الشام لم يأت من فراغ بل لأنه عاش في الشام وشاركها أفراحها وأتراحها ومراحلها المصيرية من الاستعمار حتى التحرير، وبهذا اكتسب صفة الشاعر الخالد على مر الدهور والأزمان.‏

توفي الشاعر شفيق جبري عام 1980 وفي رثائه كتب العديد من الأدباء والشعراء المحبين له.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية